«سرق أسلحة ووصل لـ نتنياهو».. جندي مُزيف يُهين الجيش الإسرائيلي
عبده حسن مصر 2030آثارت قصة الجندي المزيف الذي سرق أسلحة وذخيرة في تل أبيب اهتمام البعض، حيث تواصل جهات التحقيق في دولة الاحتلال محاولاتها لكشف الغموض المحيط بعملية الاختراق الأمني.
فقد سلطت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الضوء على حادثة الجندي المزيف "روي يافارح"، المتهم بسرقة أسلحة وذخيرة من جيش الاحتلال.
ووفقًا للصحيفة، فإن يافارح وصل إلى نتنياهو والتقط صورة معه وسط الجنود، وعلى الرغم من استمرار التحقيقات الموسعة، لا يزال غموضًا كيف استطاع هذا الشخص دخول غزة.
كما صرحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بأنه سافر لمدة شهر ونصف في الجنوب ودخل غزة وخرج، وشعر بأنه كيان مستقل.
وتم تقديم لائحة اتهام ضد يافارح من تل أبيب، بتهمة انتحال صفة جندي وشرطي وسرقة أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية وشرطية من منطقة القتال في غزة، وذلك بعد تقديمه نفسه كجندي في الجيش الإسرائيلي وعضو في الشاباك، حيث قضى أسابيع مع المقاتلين في القطاع، والتقط صورة مع نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت خلال زيارتهما لجنود الاحتلال في غزة.
وظهرت معلومات لا تزال غامضة بالنسبة للجهات المعنية، خاصة فيما يتعلق بطريقة دخوله إلى القطاع والتي تشكل لغزاً للسلطات الأمنية، وعندما تم اعتقاله، أعرب عن ثقته بقدرته على إثبات براءته.
كما أن المستشارة هيلا بن باروخ سيناي، الضابطة في شعبة التحقيق والمخابرات في مركز شرطة "محطة ماسوفيم"، أكدت أن للجندي المزيف قدرة على سرد القصة والترويج لها بكفاءة، وأنه يؤمن بما يقول.
وأثناء توسع التحقيق، تم اكتشاف تحركاته في غزة وزيارته للقواعد، وتم التحقق من أماكن إقامته، وقد أدى ذلك إلى الكشف عن ملابسات الحادث، حيث أبدى الجندي المزيف استعداده لإعادة الأسلحة التي جمعها.
وفي اعترافاته، زعم الجندي المزيف أنه حضر للمساعدة في معركة 7 أكتوبر وكان متطوعًا في اتحاد الإنقاذ، واستغل وصول العديد من الأشخاص إلى مكان الحادث ودخل بمظهر عسكري، مُدّعيًا أنه مقاتل في YMM وجيش الاحتياط، دون أن يُطلب منه الحضور.
وقد توجبت استعمال قدر أكبر من التقنيات القانونية والإدراك النفسي لفهم حالة الجندي المُدعى يافارح، حيث لم يفهم الغرض من الاستجواب وظل مقتنعًا بأنه بطل إسرائيل، وأنه كان هناك لإنقاذ اليهود ومواجهة الإرهابيين، وبالرغم من الإدراك بأنه يحمل سلاحًا عسكريًا، إلا أنه أبدى استعدادًا لإعادته.
كما أثارت ثقة الجندي المزيف في نفسه إعجاب المحققين، إذ أصر على زعمه بأنه جاء لإنقاذ الناس وقتل الإرهابيين، رغم غياب سجله العسكري.
وقد أشار مصدر مطلع على التحقيق إلى أنه يشعر بأنه كيان مستقل، مصرًّا على ثقته الكاملة وادّعائه ملكيته للطائرة بدون طيار التي استولى عليها، ومع ذلك، فقد شكك المحققون في كيفية حصوله على ترخيص السلاح والطائرة دون وجود تفسير مقنع، خاصةً مع وجود سجل إجرامي يضم خمس إدانات سابقة له في جرائم السلاح، المخدرات والجنس.
كما أشار مسؤول في جهاز تطبيق القانون إلى مسألة أمنية خطيرة تتعلق بكيفية دخول وخروج الجندي المزيف من قطاع غزة في مناسبات متعددة ودخوله إلى الوحدة دون كشف هويته.
وهذا الأمر أثار تساؤلات حول كيفية اعتماد الوحدة عليه دون التعرف عليه، وكيف تمت مقابلته مع رئيس الوزراء دون معرفة هويته، ورغم فتح التحقيق في الجيش لم يمر وقت طويل على ذلك.
وأفاد أصدقاء الجندي المزيف أنه زعم لهم أنه فني متفجرات يقوم بتفجير منازل المخربين، رافضًا دخول أي شخص لسيارته بسبب وجود أشياء سرية فيها، على الرغم من عدم انضمامه للجيش.
بالإضافة إلى أن متطوعون في منظمة "إيهود هتسلا" الذين عمل يافارح معهم كمسعف أكدوا أنه بدأ في انتحال الشخصية منذ أكتوبر الماضي وظل يتصرف بهذه الطريقة لفترة طويلة، وكان يظهر بمظهر عسكري وكان بحوزته معدات عسكرية، ولكنهم فوجئوا بمعرفتهم أنه كان يعمل كساعي في متجر توابل، مما أثار الكثير من الارتباك والتساؤلات حول حقيقة هويته وسلوكه الغريب.