«جولة خارجية وخطاب رئاسي».. هل يكون «حميدتي» زعيمًا محتملًا للسودان؟


مع استمرار المعارك والحرب في السودان يقوم قائد قوات الدعم السريع بجولة خارجية مع قادة دول وسياسيين.
ففي محطته الأخيرة من جولته الخارجية، التقى قائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو، أمس، مع سياسيين مدنيين مؤيدين للديمقراطية في أديس أبابا.
وذكرت وكالة "رويترز" أن هذا الاجتماع جاء في وقت تظهر فيه علامات على دعوة حميدتي نفسه كزعيم محتمل للبلاد التي تعاني الآن من أكبر أزمة نزوح في العالم، مع شح في المساعدات لملايين المحتاجين ومخاطر محتملة لحدوث مجاعة.
وخلال هذه الجولة، استقبل حميدتي قادة في أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي، ووصف قائد الجيش عبد الفتاح البرهان هذه الزيارات بأنها عمليات عدائية.
وتسبب التوسع المحتمل لقوات الدعم السريع، التي سيطرت على وسط السودان ومعظم غربه، في دعوات للمدنيين لحمل السلاح، مما يثير مخاوف من وقوع حرب أهلية شاملة.
ولجان المقاومة في الأحياء المؤيدة للديمقراطية اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم قتل وخطف ونهب في ود مدني، العاصمة الجديدة لولاية الجزيرة التي سيطرت عليها القوات مؤخراً.
كما أن مئات الآلاف من النازحين لجأوا إلى ود مدني قادمين من العاصمة الخرطوم، وقد أفاد مدنيون في قرى الولاية بأن جنود قوات الدعم السريع قاموا بمداهمة المنازل."
وقام حميدتي بتقديم اعتذار في كلمة أمام الاجتماع حيث اعتذر عن الانتهاكات في ولاية الجزيرة وأعلن أن قيادة قوات الدعم السريع تعمل على القبض على الأشخاص المتورطين في تلك الانتهاكات.
وأكد حميدتي، في خطاب، على دعوته المتكررة للمجتمع الإقليمي والدولي للتفكير بتفاؤل في صراعهم ونضالهم من أجل مستقبل جديد للسودان بعد تحقيق السلام، كما أعاد التأكيد على الحاجة إلى تحقيق المساواة والديمقراطية التي طالما دعا إليها السياسيون المدنيون الذين التقاهم أمس الإثنين.
من جانبه، أشار البرهان في كلمة ألقاها في ساعة متأخرة من مساء الأحد إلى أن الأشخاص الذين قدموا الدعم لقوات الدعم السريع هم متورطون في جرائمها.
وأوضح البرهان أن الطريق نحو إنهاء الحرب يتطلب خروج قوات الدعم السريع من المدن السودانية وولاية الجزيرة، بالإضافة إلى استعادة الممتلكات المنهوبة.
كما تلقى الزعيمان دعوة للاجتماع من الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا (إيغاد)، ولكن لم يتم الكشف عن تفاصيل حول هذا الاجتماع.
والجدير بالذكر أن في ابريل الماضي، نشبت صراعات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لطمع كلا الجانبين في السلطة، وتصاعدت الصراعات والاشتباكات وأسفرت هذه الأحداث حتى الآن عن وفاة أكثر من 12 ألف شخص.
وشنت قوات الدعم السريع هجوماً على منطقة ود مدني في الجزء الشرقي الأوسط من السودان، والتي كانت تعتبر ملاذًا آمنًا ومركزًا للأنشطة الإنسانية للسودانيين الهاربين من العنف الذي يعصف بالعاصمة الخرطوم.
كما يتداول منشورات على مواقع التواصل الإجتماعي عن المأسي التي يعيشها الشعب السوداني من قِبل قوات الدعم السريع، فهك يتهجمون على البيوت ويغتصبون النساء مما جعلهم يستغيثون في فتاوى للانتحار هرباً من تعرضهم للاغتصاب.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في وقت سابق خلال هذا الشهر إلى أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع قامتا بارتكاب جرائم حرب خلال الصراع بينهما.