”معركة مع الزمن”.. كيف تفوّقت اليابان في مقاومة الزلازل؟
مارينا فيكتور مصر 2030تعتبر اليابان من أكثر الدول مقاومة للهزات الأرضية في العالم، وذلك على الرغم من تواجدها في منطقة حزام الزلازل.
وعلى مدى تاريخها، شهدت اليابان سلسلة من الزلازل، وكان أحد أسوأ هذه الزلازل هو زلزال كانتو الكبير في عام 1923، حيث بلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر، والذي دمر طوكيو ويوكوهاما وأحدث خسائر فادحة بلغت أكثر من 140 ألف حياة.
تعتبر اليابان نموذجًا ناجحًا في تفادي الأضرار الناجمة عن الزلازل، حيث تطبق منذ ذلك الحين معايير صارمة على بناء المباني.
يشمل ذلك قانونًا يحدد متطلبات مقاومة الزلازل للمباني، بما في ذلك السماكة الموصى بها للأعمدة والجدران لتحتمل الاهتزازات الأرضية.
وثانياً، يوجد قانون مخصص للمباني الشاهقة يوصي باستخدام مخمدات تمتص الكثير من طاقة الزلزال.
إضافة إلى ذلك، تفرض اليابان قانونًا متقدمًا يتعلق بالمباني المقاومة للزلازل، والذي يعتبر أحد أعلى التكاليف.
يتضمن هذا القانون معايير لبناء هيكل المبنى بشكل معزول عن الأرض، باستخدام طبقات من الرصاص والفولاذ والمطاط تتحرك بشكل مستقل مع الأرض تحتها عند حدوث هزات أرضية.
جاءت نقطة تحول اليابان مع الزلازل كانت في عام 1923، بعد زلزال كانتو، فالمباني في اليابان تأخذ في الاعتبار التربة التي تبنى عليها، والتربة لها عامل مهم جدا، وتجرى عليها دراسات عديدة، للوصول إلى أفضل أساس للمباني.
وحصل اختلاف بين المهندسين الإنشائيين والمعماريين في هذا المجال، لأن المهندس الإنشائي يهتم بالأمان والمعماري يهتم بالمعمار والجمال.
وتعكف اليابان على تقييم مدى الأضرار الناجمة عن زلزال ضرب ساحلها الغربي وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وتدمير مبان وطرق رئيسية وانقطاع التيار الكهربائي عن قطاع كبير من المنازل في درجات حرارة تصل للتجمد.
وقع الزلزال الذي أشارت التقارير الأولية إلى أن قوته 7.6 درجة بعد ظهر الاثنين، مما دفع سكانا في بعض المناطق الساحلية إلى الفرار لمناطق مرتفعة مع وصول أمواج تسونامي يبلغ ارتفاعها حوالي متر إلى الساحل الغربي لليابان.
وتم إرسال الآلاف من أفراد الجيش ورجال الإطفاء ورجال الشرطة من أنحاء البلاد إلى المنطقة الأكثر تضررا في شبه جزيرة نوتو النائية نسبيا في محافظة إيشيكاوا.
ومع ذلك، تعثرت جهود الإنقاذ بسبب أضرار جسيمة لبعض الطرق وتعطلها، واضطر أحد المطارات في المنطقة إلى الإغلاق بسبب شقوق في المدرج.
وتم تعليق الكثير من خدمات السكك الحديدية وحركة العبارات والرحلات الجوية إلى المناطق المتضررة.
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا خلال اجتماع طارئ يوم الثلاثاء “عمليات البحث وإنقاذ المتضررين من الزلزال معركة مع الزمن”.
وقال كيشيدا إن رجال الإنقاذ يجدون صعوبة بالغة في الوصول إلى الطرف الشمالي لشبه جزيرة نوتو بسبب تضرر الطرق، وإن عمليات المسح بطائرات هليكوبتر كشفت عن حرائق كثيرة وأضرار واسعة النطاق في المباني والبنية التحتية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم تأكيد وفاة أكثر من عشرة أشخاص حتى الآن، معظمهم في بلدة واجيما المتضررة بشدة بالقرب من مركز الزلزال، حيث اندلع حريق هائل يوم الاثنين.
وقالت إدارة الشرطة الوطنية إنه تأكد مقتل ستة أشخاص.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية رصد أكثر من 140 هزة أرضية منذ وقوع الزلزال لأول مرة يوم الاثنين. وحذرت الوكالة من احتمال حدوث المزيد من الهزات القوية في الأيام المقبلة.