في حوار خاص لـ«مصر 2030».. مدير إنتربول القاهرة يكشف أنواع النشرات الدولية ومعوقات تسليم الهاربين

يخطئ من يظن أنه يستطيع أن يفلت من القانون حتي لو هرب إلى خارج البلاد، فهناك الشرطة الجنائية الدولية التي تتعقبه وتلقي القبض عليه حتى لو كان في أقصى الكرة الأرضية شمالها أو جنوبها.

ويكشف اللواء سمير سعد مدير شرطة الانتربول بالقاهرة الأسبق، في حوار خاص لـ"مصر 2030" عن قيام الإنتربول باسترداد ما يقارب من 80 متهم مصري سنويا لدى دول أجنبية، و60 أجنبي يتم ضبطهم وتسليمهم للخارج وأن بعثات مستمرة تتم لاستعادة وتسليم المطلوبين جنائيا.

وأكد اللواء سمير سعد على أن هناك العديد من النشرات التي يصدرها الإنتربول لتعقب الجناة والمتهمين بخلاف النشرة الحمراء المتعارف عليها، وعددها 7 نشرات، وهي: الصفراء والبرتقالية والسوداء والخضراء والحمراء البنفسجية والزرقاء وكل نشرة لها اختصاصها.

وأوضح سعد أن مصر ساهمت في ضم دولة فلسطين الشقيقة لمنظمة الإنتربول، مشيراً إلى أن مصر كانت من أوائل الدول السبعة المشاركة في أول اجتماع ناقش فيه الأعضاء إنشاء لجنة دولية أو منظمة لمكافحة الإجرام على مستوي العالم والذي كان النواه الأولى لتأسيس الانتربول وذلك عام 1923.

وأشار إلى أن اسمه تغير عقب ذلك إلى المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول) وتغير المقر من فينا الي مدينة ليون بفرنسا، موضحا بأن الانتربول يعد أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، وأكد على أن أي مواطن يستطيع الحصول على حقه من متهم ظلمه وهرب خارج البلاد.

وإلى نص الحوار:

- البعض لا يعرف سوى النشرة الحمراء التي يصدرها الإنتربول.. حدثنا عن أنواع النشرات؟

هناك نشرات سبعة تكون بمثابة طلبات تعاون أو تنبيهات دولية تتيح للشرطة في البلدان الأعضاء تبادل المعلومات الهامة المتعلقة بجريمة ما وتتاح في قاعدة بيانات الانتربول لتطلع عليها دول المنظمة، وهذه النشرات هي:

النشرة الحمراء: تصدر لتحديد مكان الأشخاص المطلوبين للملاحقة القضائية أو لتنفيذ عقوبة وتوقيفهم.

النشرة الصفراء: تصدر للمساعدة في تحديد مكان أشخاص مفقودين غالبا ما يكونون من القاصرين، أو المساعدة في تحديد هوية أشخاص عاجزين عن التعريف بأنفسهم.

النشرة الزرقاء: تهدف إلى جمع معلومات إضافية عن هوية شخص ما أو مكانه أو أنشطته المتصلة بتحقيق جنائي.

النشرة السوداء: تصدر للحصول على معلومات عن جثث مجهولة الهوية.

النشرة الخضراء: تصدر للتنبيه إلى الأنشطة الإجرامية لشخص يُعتبر أنه يشكل تهديدا محتملا للسلامة العامة.

النشرة البرتقالية: تصدر للتنبيه إلى حدث أو شخص أو غرض أو أسلوب إجرامي يشكل تهديدا خطيرا ووشيكا للسلامة العامة.

النشرة البنفسجية: تهدف إلى طلب أو توفير معلومات عما يستخدمه المجرمون من أساليب إجرامية وأغراض وأجهزة وطرائق إخفاء.

هل مصر لها باع طويل وفاعل في الإنتربول؟

كانت مصر من الدول الأوائل المؤسسة لمنظمة الانتربول فهي من الدول السبعة التي بادرت في تأسيس ما يعرف باللجنة الدولية لمكافحة الإجرام على المستوى الدولي عام 1923، واجتمعت الدول الـ7 المؤسسين في فيينا، ثم تأخرت الفكرة نتيجة للحرب العالمية ثم عادت عام 1956.

وشارك مصر في تأسيس هذه المنظمة والتي عرفت باسم المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الانتربول".

وأوضح أن إنتربول القاهرة هو قناة الاتصال الرسمية بين أجهزة إنفاذ القانون في الداخل وأجهزة إنفاذ القانون في الخارج، والمنظمة الدولية للإنتربول في مجال تبادل المعلومات لمكافحة الجريمة المنظمة.

وتعد منظمة الإنتربول أكبر منظمة شرطية في العالم تضم في عضويتها 195 دولة ومقرها الرئيسي مدينة ليون في فرنسا، وتتعامل عبر قاعدة بيانات ونتعامل برسائل على مدار اليوم، وهي جهة معلوماتية وأي جريمة شرطية يتم تبادل المعلومات بشأنها.

هل كان لمصر دور فاعل في ضم دولة فلسطين الشقيقة للإنتربول؟

نعم ساهمت مصر في شهر سبتمبر عام 2017 دولة فلسطين في انضمامها لمنظمة الإنتربول وذلك في الدورة المنعقدة ببكين وساهمت مصر ضمن عدة دول في دعم دولة فلسطين الشقيقة، وانضمت الدول العربية لرغبة مصر وأصبحت فلسطين اليوم عضو بالمنظمة.

ما هي مصادر دخل منظمة الإنتربول ومن ينفق عليها؟

تقوم ميزانيه الانتربول على اشتراكات سنوية من الدول الأعضاء، وهذه الاشتراكات يتم من خلالها دفع رواتب الضباط والعاملين والبعثات، وأجهزة الكمبيوتر وأنظمة الاتصالات وقدرات الانتربول.

هل أي مواطن يستطيع استرداد متهم ظلمه وهرب للخارج؟

طبعا أي مواطن يستطع أن يتقدم لشرطة الإنتربول للقبض على متهم ظلمه ويكون صدر بحقه عقوبة من سنة فأكثر ويأتي بالحكم القضائي وتقوم إدارة الإنتربول بضبطه.

ما هي المعايير في اختيار ضابط الإنتربول؟

هناك سمات وقدرات خاصة لضابط الإنتربول، فيجب أن يكون لديه لغة أجنبية ثانية، وقدر من الثقافة العامة، وتفوق في المهارات كالرماية، ويكون حاصل على دراسات تؤهله لتلك المهام حتى يستطيع التواصل مع رجال الإنتربول في المأموريات.

ماهي اللغات المعتمدة بمنظمة الإنتربول؟

اللغات الأساسية داخل جهاز الإنتربول هي: العربية والإنجليزية الإسبانية والفرنسية.

ويجب على الضابط المتقدم لتلك المهام أن يجيد لغة ثانية مع العربية، لكي يكون قادرا على التعاطي مع البيانات والمعلومات والتحدث في الدول التي يكون بها، وقادر على تبادل الرسائل والمهام.

ماهي أوليات القضايا التي يستهدفها الانتربول؟

تعد الجريمة الإلكترونية من أوليات اهتمام الانتربول الدولي ويتم التنسيق بين إدارات الانتربول لضبطها نظرا لأنها جريمة العصر والأكثر انتشارا وتأتي بعد الجريمة الإرهابية وجرائم غسل الأموال.

ما هي أكثر الجرائم التي يضبطها الإنتربول؟

منظمة الانتربول تساهم في ضبط الجرائم من خلال قاعدة البيانات وتبادل الخبرات حول الجرائم وتبادل المعلومات وتسلم المتهمين وهي تكافح الجرائم وبخاصة الجرائم الإرهابية والجرائم الإلكترونية وجرائم سرقة الآثار وجرائم غسل الأموال ،وجرائم المخدرات.

ما إجراءات استرداد المتهمين وما مدى صعوبتها؟

عملية استرداد المتهمين والمطلوبين لها عدة خطوات فهي تتطلب عدة إجراءات وتشترك فيها أكثر من جهة وهذه الإجراءات لابد من صدور قرار من نيابة التعاون الدولي بمكتب النائب العام بحق المتهم.

فنحن نعمل تحت الإشراف القضائي التام وعقب ذلك ترسل نيابة التعاون الدولي للنيابة الكلية والتي بدورها ترسل للنيابة الجزئية للحصول على ملف قضية المتهم والتصديق عليه من وزارة العدل ممثلة في مساعد وزير العدل للتعاون الدولي والثقافي، ثم يرسل الملف عبر الحقبة الدبلوماسية بوزارة الخارجية وعقب ذلك يتم دراسة حالة المتهم لدى وزارة العدل في الدولة الأجنبية وعقب الموافقة تقوم شرطة الإنتربول بإرسال مأمورية الى الدولة الأجنبية لمدة يومين عقب قرار سابق بالمأمورية من وزير الداخلية ويتم القبض على المتهم وكل هذه الإجراءات تكون في سرية للقبض على المتهم.

كم عدد المتهمين الذين تضبطونهم سنويا؟

تضبط شرطة الانتربول وتسترد، ما يقارب من 80 مصري لدى دول أجنبية وما يقارب من 60 أجنبي يتم تسليمهم للخارج.

كم عدد أعضاء الجماعة الإرهابية الملاحقين وكم عدد النشرات الصادرة ضدهم؟

يلاحق الانتربول ما يقارب من 50 من الجماعة الإرهابية قيادات وكوادر وعناصر، وهؤلاء صادر بحقهم قرارات قضائية سواء ضبط وإحضار أو أحكام قضائية.

وتتم الملاحقة وفقا للقانون.

الإرهابيون الأجانب كيف يتم منعهم من دخول البلاد وهل لدينا قاعدة بيانات عنهم؟

بالفعل لدينا قاعدة بيانات عن الإرهابيين الأجانب الموجودين بمناطق الصراع، ويتم استقبال واستضافة وفود الإنتربول المعنية بمكافحة الشبكات الإرهابية، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب.

واستضافت مصر وفد بالغردقة، والذي ناقش مكافحة الإرهاب الخاص بالمقاتلين الأجانب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وذلك خلال الفترة من 27 إلى 29 نوفمبر عام 2017، بمشاركة دول: السعودية والمغرب والعراق ولبنان والجزائر وتونس والأردن ومصر.

والذي ناقش التحديات الخاصة بظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب والعائدين من مناطق الصراع وأساليب مواجهتها، فضلا عن أهمية تجفيف منابع الإرهاب وتمويل الجماعات الإرهابية ومن يوفر لهم الملاذات الأمنة وحتمية مجابهة الفكر المتطرف من خلال المؤسسات الفكرية والدينية المعتدلة.

كيف يتم التعامل مع الحاصلين على لجوء سياسي؟.. وهل يتم ضبطهم؟

هناك اتفاقيات تمنع ذلك، فطبقا لاتفاقية جنيف يمنع ملاحقة اللاجئين السياسيين وتتوقف بحقهم النشرات، وهناك اتفاقيات دولية تنظم اللجوء وهذا اللجوء لديه ضوابط وشروط أما عن أعداد اللاجئين فتسأل في ذلك وزارة الخارجية.

ما هي العقبات أو المعوقات التي تواجه عمل الإنتربول؟

بالتأكيد هناك عقبات ومعوقات في أي عمل والمشكلة التي تواجه عمل الانتربول المتهمين الصادر ضدهم أحكام بالإعدام والمتواجدين أو الهاربين في دول لا تقر عقوبة الإعدام ما يصعب ملاحقتهم.

والمادة 3 من القانون الأساسي للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول» تنص على أنه يحظر على المنظمة حظرا باتا بأن تنشط أو تتدخل في مسائل أو شئون ذات طابع سياسي أو عسكري أو ديني أو عنصري فمثلا قضايا ازدراء الأديان تراها بعض الدول حرية شخصية، وكذلك عقوبة الإعدام.

.