العلاقات بين بوتين ونتنياهو تصل ”لأدنى مستوى” منذ انهيار الاتحاد السوفيتي
مارينا فيكتور مصر 2030فاقم الموقف الروسي المؤيد للفلسطينيين، التوترات بين إسرائيل وروسيا، وهي بالفعل موجودة بقوة منذ الحرب الأوكرانية، حينما اتخذت إسرائيل موقفا يميل للغرب ضد موسكو.
وانهارت العلاقة الطيبة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بعد الموقف الروسي إثر هجوم حماس في السابع من أكتوبر.
وأثار توتر هذه العلاقة التي كانت قد وصلت درجة أن الأخير استخدم صورة له مع بوتين خلال انتخابات العام الماضي، حالة استغراب شديدة في الأوساط العالمية.
وتدعو روسيا بشكل مستمر إلى وقف الأعمال القتالية في غزة بشكل كامل، مشيرة إلى "المشاكل الإنسانية" التي يشهدها القطاع، في وقت ترفض فيه إسرائيل وقف عملياتها العسكرية إلا بعد "القضاء" على حركة حماس.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بوقت سابق من ديسمبر الجاري، إن موسكو "تدين بشدة" هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، لكن استخدام إسرائيل ذلك مبررا "لعقاب الملايين من الشعب الفلسطيني بشكل جماعي عن طريق القصف العشوائي" أمر مرفوض، بحسب وكالة رويترز.
"أدنى مستوى"
وقال الدبلوماسي الروسي السابق والأستاذ المساعد بجامعة قطر، نيكولاي كوزانوف، لصحيفة الجارديان البريطانية، إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى "أدنى مستوياتها منذ سقوط الاتحاد السوفيتي".
كما قالت المسؤولة السابقة بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي والمتخصصة في السياسة الخارجية الروسية، فيرا ميتشلين شابير، إن البيانات المتضاربة التي نشرتها إسرائيل وروسيا في أعقاب المحادثة التي أعلن عنها يوم 10 ديسمبر بين بوتين ونتانياهو، "دليل على العلاقة المتوترة".
وحينها قال نتانياهو إنه تحدث مع بوتين وأعرب عن استيائه من "المواقف المناهضة لإسرائيل" الي تتخذها موسكو في الأمم المتحدة، كما أشار إلى أنه عبّر عن رفضه الشديد لتعاون روسيا "الخطير" مع إيران.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المعاملة الخاصة للروس المختطفين في غزة من قبل حماس هي مظهر جديد من مظاهر الاصطفاف المتزايد بين الكرملين والحركة المصنفة إرهابية.
أما البيان الروسي حول المكالمة، فقد سلط الضوء على الوضع "الكارثي" في قطاع غزة، حيث نقل عن بوتين قوله إن الرد العسكري الإسرائيلي على "هجوم حماس الإرهابي" يجب ألا يتسبب في مثل هذه "العواقب الوخيمة على السكان المدنيين"، وفق الصحيفة.
وأوضحت ميتشلين شابير: "لم يكن حوارا، بل طرح الزعيمان هذه المرة مواقفهما".
وقبل يوم واحد من المكالمة، دعمت روسيا قرارا في مجلس الأمن الدولي، يدعو لوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، وانتقدت الولايات المتحدة لدعمها لإسرائيل وحملتها العسكرية على قطاع غزة.
كيف تستغل روسيا حرب إسرائيل وحماس لتوسيع نفوذها العالمي؟
سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الضوء على الدور الذي تحاول روسيا أن تلعبه بحذر فيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحركة حماس، المصنفة إرهابية، في سعيها إلى توسيع نفوذها العالمي.
وفي وقت سابق من ديسمبر الجاري، أجرى بوتين رحلة نادرة ليوم واحد إلى الإمارات والسعودية، سلطت الضوء على علاقته الدافئة مع لاعبين رئيسيين في الشرق الأوسط، حيث تم استقباله بحفاوة كبيرة، على الرغم من أنه مطلوب للعدالة في الغرب بعد قرار من المحكمة الجنائية الدولية بشأن اتهامه بارتكاب جرائم حرب.