آخرها «قصر الباشا».. أبرز المواقع الآثرية والتاريخية التي دمرها الاحتلال في غزة
عبده حسن مصر 2030أدى القصف الإسرائيلي الكثيف والمتواصل على قطاع غزة إلى تدمير عدة معالم أثرية، بما في ذلك مواقع يعود عمر بعضها إلى أكثر من 2000 عام.
الجامع العمري الكبير
يُعتبر المسجد الأكبر والأقدم في قطاع غزة، ويقع في مدينة غزة القديمة، وتم اختيار اسمه تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب نظراً لدوره البارز في الفتوحات الإسلامية، ويُطلق عليه "الكبير" نظراً لكونه أكبر جامع في غزة.
وكان الموقع الحالي للجامع يعود إلى معبد فلسطيني قديم، حيث قام البيزنطيون في القرن الخامس الميلادي بتحويله إلى كنيسة.
وبعد الفتح الإسلامي في القرن السابع، تحول المكان إلى مسجد على يد المسلمين. ووصفه الرحالة والجغرافي المسلم ابن بطوطة في القرن العاشر الميلادي بأنه "المسجد الجميل"، وفي عام 1033م، تعرض المسجد لزلزال أسفر عن سقوط مئذنته.
مسجد السيد هاشم
يُعتبر واحدًا من أقدم المساجد في غزة ويتميز ببنائه الرائع، ويقع في حي الدرج بالمنطقة الشمالية من مدينة غزة القديمة، على بُعد حوالي كيلومتر واحد من الجامع العمري الكبير.
وفقًا للموسوعة الفلسطينية، يُعتقد أن المماليك هم أول من بنوا المسجد، وقد قام السلطان عبد المجيد العثماني بتجديده في عام 1266 هـ / 1830م.
وتشير المراجع التاريخية إلى وجود مدرسة داخل المسجد أُنشئت من مال الوقف عن طريق المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في فلسطين.
وأثناء الحرب العالمية الأولى، تعرَّض المسجد لقنبلة أدت إلى تدميره جزئيًا، لكن المجلس الإسلامي الأعلى قام بترميمه وإعادة إعماره ليعود بشكل أفضل مما كان عليه سابقًا.
كنيسة القديس برفيريوس
هي كنيسة أرثوذكسية شرقية تقع في حي الزيتون بمدينة غزة، وتُعتبر أقدم كنيسة في المدينة.
وتمت تسمية الكنيسة نسبةً إلى القديس برفيريوس الذي دُفِنَ فيها، ويقع قبر القديس في الزاوية الشمالية الشرقية للكنيسة.
يُعتقد أن تاريخ بنائها الأصلي يعود إلى عام 407 ميلادية، حيث شُيدت فوق معبد وثني خشبي يعود لفترة سابقة.
والبناء الحديث للكنيسة تم من قبل الصليبيين في خمسينيات أو ستينيات القرن الحادي عشر، حيث أُهديت للقديس برفيريوس.
وتشير السجلات التاريخية من القرن الخامس عشر إلى أن تكريس الكنيسة كانت أيضًا شهادة للسيدة العذراء.
وقد خضعت الكنيسة لعملية تجديد في عام 1856، ومع ذلك، لا تزال تحتوي على بعض الأفاريز والقواعد التي تعود إلى الفترة الصليبية، وتُعتبر الكنيسة الأصلية واحدة من ثالث أقدم الكنائس في العالم.
قصر الباشا
هو قصر يقع في البلدة القديمة في حي الدرج في مدينة غزة في فلسطين، ويُعد النموذج الوحيد المتبقي للقصور في المدينة.
وتعود بنية هذا القصر إلى العصر المملوكي خلال حكم الظاهر بيبرس (1260-1277م)، ويُظهر ذلك من خلال شعار الظاهر بيبرس الذي يزين المدخل الرئيسي للقصر، والذي يتضمن صورة أسدين متقابلين.
وكان القصر يعتبر مقرًا لنائب المدينة خلال الفترتين المملوكية والعثمانية، وفي الوقت الحالي، يُستخدم القصر كمتحف.
الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية في جباليا تقع شمال شرق مدينة غزة، داخل الحدود البلدية لمدينة جباليا في المحافظات الشمالية - غزة، غرب طريق صلاح الدين الذي يربط بين غزة وبيت حانون.
وتعود تاريخ بناء هذه الكنيسة إلى سنة 444 ميلادية، أثناء فترة حكم الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني (450-408م).
كما تُعتبر الكنيسة البيزنطية في جباليا واحدة من أهم الكنائس في بلاد الشام، وبعد فتح الإسلام لفلسطين في عام 637 ميلادية، استمر وجود الكنيسة حتى العصر الإسلامي العباسي، خلال حكم الخليفة أبو جعفر المنصور.
ووجد العديد من النصوص اليونانية القديمة في الكنائس والمسيحيين في فترة الحكم الإسلامي لفلسطين، والتي لم يُعثر على مثيل لها في أي كنيسة أخرى في بلاد الشام.
زخرفة الكنيسة تضم مجموعة واسعة من الزخارف الهندسية والنباتية، واللوحات الشكلية التي تصور المناظر الريفية وأدوات الطبخ والحيوانات المحلية والأجنبية، والمشاهد الطبيعية مثل الصيد والأنهار والنخيل.
ولكن تم تدمير معظم هذه الزخارف أثناء حرب تدمير الأيقونات في الفترة ما بين 107 و252 ميلادية (726-867 ميلادية)، ولم يبق أي آثر لهذه العناصر الزخرفية يمكن إصلاحه أو استعادته.
مقام الخضر
يُقع في وسط مدينة دير البلح بقطاع غزة، وأسفله يتواجد دير القديس هيلاريون أو "هيلاريوس" الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي، وهو أقدم دير موجود حتى الآن في فلسطين.
ويقع مقام الخضر على بعد حوالي 200 مترًا في الشمال الشرقي من وسط مدينة دير البلح، وتشير الدراسات إلى وجود عناصر معمارية في خطة بناء المقام تُشير إلى العمارة الصليبية، مثل العناقيد المصلبة.
ويتضمن الموقع بعض النقوش اليونانية والتيجان الكورنثية وأعمدة رخامية، مما يدل على بناء مقام الخضر فوق الدير الصليبي.
وتُعتقد بعض الروايات أن اسم المقام مرتبط بالقديس "جورج"، وتُترجم هذه الكلمة إلى "الخضر" باللغة العربية.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي مدينة دير البلح على قلعة معروفة أنشأها ملك القدس الصليبي عموري خلال الفترة بين عامي 1162 و 1173 ميلادية.