«قادة حماس في القاهرة».. مصر ترعى خطة سلام لإنهاء «حرب غزة»

يزور وفد رفيع المستوى من قادة حماس مصر لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، مع توغل الجيش الإسرائيلي في وسط وجنوب القطاع، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص.

وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة إن ما يقدر بنحو 100 ألف شخص وصلوا خلال الأيام القليلة الماضية إلى رفح، أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، بعد هجوم بري وجوي جديد مكثف حول مدينة دير البلح بوسط القطاع والقصف الجوي على مدينة خان يونس جنوب البلاد.

وقد سبق لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن صنف هذه المناطق على أنها "مناطق آمنة" يمكن للمدنيين أن يحتموا بها.

وتستمر الأعمال العدائية الإسرائيلية للأسبوع الثاني عشر على التوالي، والتي أثارها هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل والذي قتل فيه 1140 شخصا واحتجز ما يصل إلى 250 آخرين كرهائن، أدى إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الساحلية التي يبلغ طولها 25 ميلا فقط (40 كيلومترا)، وعرضها 4-7 أميال، واستشهاد نحو 21 ألف شخص وتم تهجير جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا من منازلهم.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن القصف الإسرائيلي للمنطقة المحيطة بمستشفى الأمل في خان يونس أدى إلى مقتل 41 شخصا خلال اليومين الماضيين.

وكشفت وكالات الإغاثة إن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع يصعب توزيعها بسبب القتال، وهي جزء صغير مما يحتاجه السكان للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء.

وأوضحت، أن قافلة مساعدات تعرضت لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي في اليوم السابق، دون وقوع إصابات، فيما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يحقق في الحادث.

وتعقد المحادثات في القاهرة يوم الجمعة لبحث مقترح جديد لإنهاء الحرب، وتستلزم الخطة المكونة من ثلاث مراحل التي طرحتها مصر وقفاً مبدئياً للأعمال العدائية لمدة أسبوع على الأقل، وإطلاق سراح جميع الرهائن المدنيين الإسرائيليين المتبقين المحتجزين في غزة؛ ثم أسبوع يتم فيه إطلاق سراح المجندات الإسرائيليات مقابل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؛ وأخيراً فترة مفاوضات مدتها شهر لإطلاق سراح الجنود الذكور مقابل الانسحاب الإسرائيلي.

وينص الاقتراح على تشكيل حكومة فلسطينية من التكنوقراط، بعد محادثات تشمل "جميع الفصائل الفلسطينية"، والتي ستكون مسؤولة عن الحكم وإعادة البناء في غزة بعد الحرب.

وقال مسؤولا في الحركة، شريطة عدم الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس يوم الجمعة إن الوفد "سيقدم رد الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك عدة ملاحظات" بشأن الاقتراح، الذي تم طرحه مؤخرا على مسؤولين من حماس، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.

وأوضح المسؤول إن حماس ستسعى للحصول على "ضمانات لانسحاب عسكري إسرائيلي كامل" من غزة.

وكشفت إسرائيل أنها أعطت موافقة مبدئية على إنشاء ممر مساعدات بحري بين غزة وجزيرة قبرص في البحر المتوسط، لكن المسؤولين لم يعلقوا على المشاركة الفلسطينية الأخيرة في خطة السلام المصرية.

على الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، بما في ذلك الضغوط المتزايدة من أقرب حليف لإسرائيل، الولايات المتحدة، لتقليص القتال، فيما تعهد المسؤولون الإسرائيليون بأن الحرب ستستمر حتى تحقيق "النصر الكامل" على حماس، قائلين إنها قد تستمر عدة أشهر أخرى.

وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، إن الخطة "تهدف إلى جمع وجهات نظر جميع الأطراف المعنية بهدف وقف إراقة الدماء الفلسطينية".