تعرف المنطقة وتتحدث العربية.. من هي المنسقة الإنسانية المعينة بغزة؟

تولت السياسية الهولندية والدبلوماسية المخضرمة، سيجريد كاج، مسؤولية منسقة الشؤون الإنسانية فى غزة، فى المنصب المحدث، الأسبوع الماضى، بعد قرار الأمن الدولى بزيادة المساعدات للقطاع الذى مزقته الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.

قالت كاج، فى منشور لها على منصة "إكس"، إنها ستستقيل من منصبها كوزيرة للمالية ونائبة لرئيس وزراء هولندا لتتولى منصب كبير منسقى الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة.

وقالت كاج، فى بيان لها: "لقد كان السلام والأمن والعدالة من بين دوافعى الدائمة.. قبلت هذه المهمة الخاصة على أمل المساهمة فى مستقبل أفضل".

وقالت المنظمات الإنسانية، إن نقص الطاقة والأدوية أدى إلى خروج المستشفيات العمل، كما أن خطر المجاعة يلوح فى الأفق على سكان غزة.

واتهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، العمليات الإسرائيلية فى غزة، والتى تشمل القصف الجوى المكثف، بأنها "تخلق عقبات هائلة أمام توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة".

وستعمل منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة، على تيسير وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية لغزة"، كما أنها ستنشئ "آلية" لتسريع وصول المساعدات إلى غزة، بحسب الأمم المتحدة.

ومنذ أن بدأت الحرب على غزة فى 7 أكتوبر، فى أعقاب هجمات حركة حماس، سمحت إسرائيل لعدد محدود من الشاحنات بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، غير أنها لا تلبى احتياجات السكان الذين يزيد عددهم عن مليونى نسمة.

من هى سيجريد كاج؟

تتمتع كاج بخبرة واسعة فى الشؤون السياسية والإنسانية والتنموية، وكذلك فى الدبلوماسية.

شغلت الدبلوماسية مؤخرا منصب النائب الأول لرئيس الوزراء وأول وزيرة للمالية فى الحكومة الهولندية منذ يناير 2022.

وقبل ذلك، شغلت منصب وزيرة التجارة والتعاون الإنمائى، خلال الفترة بين أكتوبر 2017 حتى مايو 2021، ووزيرة للشؤون الخارجية، حتى سبتمبر 2021.

وانتخبت سيجريد كاج زعيمة للحزب الاشتراكى الليبرالى فى سبتمبر 2020، ثم استقالت من هذا المنصب فى أغسطس 2023، بعد أن قادت حزبها للفوز فى انتخابات شهر مارس 2021.

وعلى الصعيد الأممى، تولت كاج مجموعة من المناصب العليا فى منظمة الأمم المتحدة والهياكل التابعة لها:

بين عامى 2015 و2017: منسقة خاصة للأمم المتحدة فى لبنان.

2013 إلى عام 2015: منسقة خاصة للمنظمة المشتركة لحظر الأسلحة الكيميائية وبعثة الأمم المتحدة فى سوريا.

2010 إلى عام 2013: الأمينة العامة المساعدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى،

2007 إلى عام 2010: المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) فى الأردن.

بالإضافة إلى العديد من المناصب العليا الأخرى مع اليونيسف، والمنظمة الدولية للهجرة، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى.

وحصلت كاج على درجة الماجستير فى الآداب فى دراسات الشرق الأوسط من جامعة إكستر، ماجستير الفلسفة فى العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد، وبكالوريوس الآداب فى دراسات الشرق الأوسط من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وتتحدث المنسقة الأممية الجديدة باللغات: الهولندية والألمانية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والعربية.

وفى خطاب ألقته الشهر الماضى، شددت كاغ على الحاجة إلى ضمان وصول "مساعدات إنسانية كافية" إلى غزة.

وقالت، حسبما نقلته "سى أن أن"، إن حق إسرائيل فى الوجود وحقها فى الدفاع عن نفسها "أمر بديهى بالنسبة لنا"، قبل أن تضيف "لكن فى هذه الأوقات المظلمة، من المهم أن تمتثل أعمال الحرب للقانون الدولى والقانون الإنسانى للحرب من أجل تجنب وقوع ضحايا مدنيين أبرياء وتمكين تقديم المساعدات الإنسانية الكافية فى الوقت المناسب".

وتعليقا على تعيينها، قال مسؤول حكومى هولندى لشبكة "CNN"، إنه يرى أن "كاج مناسبة جدا لهذا الدور الجديد".

وأضاف: "إنها دبلوماسية ذات خبرة كبيرة وتعرف الشرق الأوسط جيدا وتتحدث العربية أيضا"، مشيرا إلى العمل الكبير الذى حققته فى التفاوض مع رئيس النظام السورى بشأن التخلى عن الأسلحة الكيماوية.

ورحب دبلوماسيون عبر العالم، بعد إعلان تعيينها فى المنصب الجديد، بعد أشهر من الانقسام والجمود فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن كيفية توصيل المساعدات للمدنيين فى غزة.

ووصفها وزير الخارجية الهولندى، هانكى بروينز سلوت، بأنها "الشخص المناسب لهذا الدور المليء بالتحديات" نظرا "لمعرفتها الواسعة" و"خبرتها (الدبلوماسية) الواسعة للغاية".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، فى بيان، إن واشنطن ترحب بتعيين كاغ وتأمل فى تنسيق "بشأن الجهود المبذولة لتسريع وتبسيط إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية للمدنيين الفلسطينيين فى غزة".

واندلعت الحرب الأكثر دموية على الإطلاق فى غزة، بعدما هاجمت حماس جنوب إسرائيل فى السابع من أكتوبر وقتلت حوالى 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس مبنية على أرقام إسرائيلية.

وأخذ عناصر الحركة 250 رهينة، ما زال 129 منهم داخل غزة.

بدورها، أطلقت إسرائيل حملة قصف جوى مكثفة وحصارا أعقبته عملية برية.

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل 20915 شخصا، غالبيتهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.