«حرب المُسيّرات».. سلاح أوكراني استراتيجي ضد روسيا
عبده حسن مصر 2030صرح ميخايلو فيدوروف، وزير التحول الرقمي في كييف، يتابعون عن كثب التقدم الروسي في مجال تطوير الطائرات بدون طيار واستخدام الموارد الضخمة المخصصة لذلك.
ويشرف فيدوروف على الجهود المبذولة من قبل أوكرانيا لمواجهة موسكو في مجال الطائرات بدون طيار ويؤكد أن لدى كييف استراتيجية متعددة الأوجه، تركز على تطوير واقتناء الطائرات بدون طيار وتعزيز قدراتها الدفاعية ضد التهديدات الروسية.
وفقًا للوزير الأوكراني، فإن الحكومة تعتمد على جمع التبرعات لدعم خططها الضخمة في هذا المجال، من خلال حملة "عملية الوحدة" التي تم إطلاقها بالتعاون مع منصة "يونايتد 24" ومؤسسة "العودة إلى الحياة" ومقرها أوكرانيا ومونوبنك.
وتم تحقيق تبرعات مبدئية بقيمة تقدر بحوالي 6.3 مليون دولار في أغسطس لشراء 10000 طائرة بدون طيار هجومية، والعديد منها بالفعل في الخدمة.
وتمت جولة ثانية من جمع التبرعات لعملية الوحدة خلال هذا الشهر، واستغرقت ثلاثة أيام فقط لجمع الأموال اللازمة لاقتناء 5000 طائرة بدون طيار أخرى.
وأفادت منصة "يونايتد 24" أن حوالي 224059 مانحًا من أوكرانيا و59 دولة أخرى ساهموا في حملة التبرعات، التي أطلق عليها "عرض الألعاب النارية للعام الجديد لأعداء أوكرانيا".
وتفيد مجلة "نيوزويك" بأن الأموال المجمعة كانت كافية لشراء 3000 طائرة بدون طيار مزودة بكاميرات حرارية و2000 أخرى بكاميرات نهارية، بمدى يصل إلى 22 كيلومترًا أو حوالي 13 ميلاً.
ومن المتوقع وصول دفعة أولية من هذه الطائرات إلى أوكرانيا في بداية العام الجديد، تليها دفعة ثانية في فبراير 2024. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت كييف حملة تبرعات منفصلة لحماية مدنها وبنيتها التحتية من طائرات "كاميكازي" الروسية ذات السمعة السيئة.
وأشار فيدوروف إلى أن لدى روسيا أنواع معينة من الطائرات بدون طيار التي لم تكن متوفرة لدى أوكرانيا حتى الآن، وأضاف أنهم يمتلكون "مزيدًا من المال" لتطوير وإنتاج أعداد كبيرة من هذه الطائرات.
وأكد الوزير الأوكراني أن التحدي يكمن في القدرة على المنافسة مع روسيا من حيث الكم والعدد، إلا أنهم يعتمدون على سرعة التكيف والتحديث في تصاميم الطائرات الخاصة بهم في ساحة المعركة.
وصموئيل بنديت من مركز التحليلات البحرية، مركز بحثي أمريكي، يلاحظ أن روسيا زادت بشكل كبير إنتاجها من الطائرات بدون طيار، مماثلة لتلك التي اقتنتها أوكرانيا من خلال جمع التبرعات.
ويعتقد بنديت أن هذه الجهود من الممكن أن تعزز بشكل كبير أعداد المسيرات في الجيش الروسي شهريًا، وعلى الرغم من استمرار جهود كييف في حرب المسيرات، إلا أنها تفقد شهريًا عددًا كبيرًا من هذه الطائرات.
والوزير فيدوروف امتنع عن تقديم مزيد من التفاصيل حول عدد خسائر كييف، وجزءًا آخر من حملة تحسين الطائرات البدون طيار الروسية هو تحويلها إلى نوعية "كاميكازي" الإيرانية ذات السمعة السيئة.
وروسيا نشرت طائراتها البدون طيار خلال الحرب في أوكرانيا، تمتاز بصوت مميز وقوي وقدرة على حمل رأس حربي يتحطم أو ينفجر عند وصوله للهدف. على الرغم من سهولة اعتراضها بمجرد رصدها، إلا أن اكتشافها هو التحدي الأكبر.
مسؤولون عسكريون أوكرانيون أعلنوا في نوفمبر أن روسيا بدأت في إرسال نسخ معدلة من طائرات "كاميكازي" فوق الأراضي الأوكرانية، متميزة بلون ومواد مصنوعة جديدة تجعلها أصعب اعتراضها بواسطة الدفاعات الجوية الأوكرانية.
فمع اقتراب فصل الشتاء، أفاد الجيش الأوكراني بارتفاع أعداد الضربات بالطائرات بدون طيار بشكل ملحوظ، ما توقعه المحللون الغربيون.
وأكدت كييف أن روسيا أطلقت 15 طائرة بدون طيار من الجنوب، حيث تم إسقاط 14 منها فوق مناطق مختلفة، لكن تم الإبلاغ عن وصول 75 طائرة بدون طيار في ليلة واحدة. وأفادت أيضًا أن موسكو أطلقت ما يُقدر بـ 3700 طائرة هجومية خلال فترة 22 شهراً من الحرب.
ووفقًا لفيدوروف، تعمل كييف على تطوير حلول لمكافحة المسيرات الروسية، مع التركيز على التعرف على هذه الطائرات وتطوير طائرات بدون طيار ذات مدى طويل، وأكد أن هناك تقدما كبيرا في إنتاجهم مقارنة بالعام الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، تستثمر أوكرانيا بحذر في طائرات بدون طيار معترضة مصممة لاعتراض الطائرات بدون طيار العدو في الجو.
وفيدوروف أشار إلى أن كييف أجرت بحوثًا وتطويرًا مكثفًا لهذا النوع من الطائرات لمدة عام تقريبًا، حيث تظهر الاختبارات الداخلية علامات إيجابية، لكن هناك مجالًا للتحسين.
وعلى الرغم من ذلك، بقي الوزير صامتًا بشأن تفاصيل أخرى حول برنامج الطائرات البدون طيار الاعتراضية في كييف، مكتفيًا بالإشارة إلى زيادة إنتاج أوكرانيا المحلي للطائرات بدون طيار وإعادة تدوير ترسانتها لمواجهة التحديات الروسية المتزايدة.