كريمة الدارين.. «الصوفية» تواصل احتفالاتهم بمولد السيدة نفيسة


تتواصل الاحتفالات بمولد السيدة نفيسة رضي الله عنها، من قبل أبناء الطرق الصوفية المختلفة، حيث تختتم الاحتفالات بمولد السيدة نفيسة الأربعاء المقبل الـ 27 من ديسمبر الجاري.
ومع استمرار الاحتفالات بمولد السيدة نفيسة رضي الله عنها نرصد من خلال التقرير التالي قبس من سيرتها العطرة.
السيدة نفيسة رضى الله عنها
وجاء في ألقاب السيدة نفيسة رضي الله عنها لقب نفيسة العلوم، فما هو سره وسبب تلقيبها به؟
في بيان لقب نفيسة العلوم الذي اشتهرت به السيدة نفيسة رضي الله عنها قال الشيخ يسري عزام إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن إطلاق اسم "نفيسة العلوم" جاء بسبب نفاسة علمها لأن العلم نوعان علم موهوب وعلم مكتسب والسيدة نفيسة كان علمها موهوبا من الله بالإضافة إلى العلم المكتسب التي تعلمته في المدينة.
ولدت يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الأول عام مائة وخمسة وأربعين هجرية (145هـ) بمكة المكرمة، وبقيت فيها حتى بلغت خمسة أعوام، وأتمت حفظ القرآن الكريم وهي في الثامنة من عمرها، صَحِبها أبوها مع أمها زينب بنت الحسن إلى المدينة المنورة، في جو يسوده العلم والورع والتقوى.
تزوجت "إسحاق المؤتمن" ابن جعفر الصادق رضي الله عنه في شهر رجب سنة 161هـ، وبزواجهما اجتمع نور الحسن والحُسَين، وأصبحت السيدة نفيسة كريمة الدارَيْن، فالسّيدة نفيسة جدُّها الإمام الحسن، وإسحاق المؤتمن جدّه الإمام الحسين رضي الله عنهما، وأنجبت لإسحاق ولدًا وبنتًا هما القاسم وأم كلثوم.
أصاب السيدة نفيسة المرض في شهر رجب سنة (208هـ) من الهجرة، وظلَّ المرض يشتَدّ ويقوَى حتى رمضان، فبلغ المرَضُ أقصَاه، وأقعدَها عن الحركة، فأحضَروا لها الطبيبَ فأمرها بالفِطر، فقالت: "واعجبًا، منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة، أأفطر الآن ،هذا لا يكون".
ثم راحت تقرأ بخشوع من سورة الأنعام، حتى وصلت إلى قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 127] فغُشي عليها. تقول زينب -بنت أخيها- فضممتُها إلى صدري، فتشهدت شهادة الحق، وصعدت روحها إلى باريها في السماء.
فبكاها أهل مصر، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا، ولقد أراد زوجها أن ينقلها إلى البقيع عند جدّها صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل مصر تمسّكوا بها وطلبوا منه أن يدفنها عندهم فأَبَى، ولكنه رأى في منامه الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بذلك، فدفنها في قبرها الذي حفرته بنفسها في مصر.
وكان يومُ دفنِها يومًا مشهودًا ازدحَم فيه الناسُ ازدحامًا شديدًا.. رضي الله عن السيدة نفيسة الطاهرة الشريفة، نفيسة العلم وكريمة الدارَيْن.