حكم الصلاة بالحذاء.. يجوز في تلك الحالة


ردت دار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إليها من أحد المتابعين، يقول طارحه: ما حكم الصلاة بالحذاء؟
حكم الصلاة بالحذاء
وأجابت دار الإفتاء عبرموقعها الرسمي، قائلة: الصلاة في النعال يدور حكمها بين الندب والإباحة، فلا يجوز اعتقاد وجوبها ولا اعتقاد حرمتها؛ لأن كليهما لم يشرع فيهما، فمن صلى فيها على وجه الندب، ومن تركها في الصلاة على وجه الإباحة؛ لم يتعد حدود الله فيها.
وتابعت: روي عن أبي مسلمة بن يزيد الأزدي قال: سألت أنسًا رضي الله عنه: أكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي في نعليه؟ قال: "نعم" رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَلَا يُؤْذِ بِهِمَا أَحَدًا، لِيَجْعَلْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، أَوْ لِيُصَلِّ فِيهِمَا»، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا" رواهما أبو داود.
ومحل جواز الصلاة في النعال: إذا لم يكن بها نجاسة؛ كما نص عليه العلامة القسطلاني في "شرح حديث البخاري"، والنووي في "شرح حديث مسلم".
واختلف الفقهاء فيما به يطهر النعل في القذر والخبيث؛ هل يطهر بالحك في التراب والدلك في الأرض، أو لا بد من غسله بالماء؟ قال الإمام القسطلاني -في "إرشاد الساري شرح صحيح البخاري" (1/ 408)-: [واختلف فيما إذا كان بها نجاسة؛ فعند الشافعية لا يطهرها إلا الماء. وقال الإمام مالك والإمام أبو حنيفة: إن كانت يابسة أجزأ حكها، وإن كانت رطبة تعين الماء] اهـ.
واستكملت: وهل الأولى بالنسبة للعامة في هذا الزمان أن يؤدوا الصلاة في المساجد بالنعال أو بدونها؟ ذلك أمر يحتاج إلى النظر فيما إذا كان في وسعهم أن يتحروا طهارة الأحذية ويتحققوا من خلوها من النجاسات والأقذار مع كثرتها في الطرق كما كان يتحرى الصحابة والسلف الصالح، وهل يمكن أن يبقى للمساجد حرمتها وللفرش التي بها نظافتها إذا اقتحموها للصلاة بأحذيتهم كما يغشى أهل الكتاب الآن كنائسهم بالأحذية؟ والجواب عن ذلك: بالسلب، فإذا سلكنا بالعامة في هذا الباب مسلك ابن عمر وأبي موسى الأشعري -وناهيك بهما تحريًا واقتداءً- وسعنا ذلك، وكان فيه اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في بعض أحواله، والله سبحانه وتعالى أعلم.
حكم الصلاة بالحذاء شرعا
وأوضح الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حكم الشرع في الصلاة بالحذاء؛ حيث قال: يجوز الصلاة بالحذاء، بشرط أن يكون قابلا للانثناء، ومعظم هذه الأحذية قابلة للانثناء، والانثناء هو أن تجعل أصابعك متجه للقبلة، وأما الحذاء الغير قابل للانثناء هو البيادة العسكرية، وهذه لا تجوز الصلاة فيها إلا للجنود فقط، حيث كانت قديما غير قابلة، أما الآن فقد تم صعنه من مواد قابلة للانثناء.
وأضاف في رده على سؤال ورد إليه خلال درس ديني كان يلقيه في أحد المساجد بالقاهرة، أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يصلون في نعالهم لأنه لم يكن هناك فرش في المسجد وقتئذ.
حكم الصلاة بالحذاء
ورد الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حكم الصلاة بالحذاء ورد إليه عبر البث المباشر من خلال مقطع فيديو مصور على صفحة الإفتاء الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حول حكم الشرع في الصلاة بالحذاء، حيث أكد أن الصلاة بالحذاء جائزة شرعًا بشرط إلا تكون على السجادة المخصصة للصلاة، أو على غير البسط، ويجوز الصلاة على الرمل أو الأسفلت، أو تراب أو حصى.
واستشهد بحديث النبي صلي الله عليه وسلم "صلوا في نعالكم"، لكن في نفس الوقت هذا محمول على حال مسجده صلي الله عليه وسلم، لأن مسجد النبي كان به حصى.
وأضاف عبدالسميع، أما إذا كان المسجد به فرش وسجاد، فلا يجوز الصلاة فيه، فإنه ليس الذي أجاز لنا النبي الصلاة فيه ولا يقصده في حديثه.