كيف استغلت «حماس» نقاط ضعف جيش الاحتلال في غزة؟
استعرض الكاتب والمحلل العسكري الإسرائيلي، تال ليف رام، نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي في مواجهة مقاتلي حماس في قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن حركة حماس تسعى للاستفادة من هذه النقاط الضعيفة لإلحاق الضرر بالجنود الإسرائيليين، وعبر عن مخاوفه من أنه قد يكون من الضروري للجيش إرسال قوات إضافية في الأيام القادمة.
وفي تصريحه لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أشار الكاتب إلى أن الاشتباكات العنيفة التي جرت في غزة خلال الأسبوع الماضي، والتي نتج عنها عدد من الإصابات، تسلط الضوء على التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي.
كما أشار إلى أن معظم الأحداث العسكرية وقعت في منطقة قطاع الفرقة 98 في خان يونس، وهي المنطقة التي تشهد جهوداً رئيسية حالياً من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأوضح تال ليف رام أن هناك 6 فرق قتالية تنشط حالياً في منطقة خان يونس، مع احتمال دخول قوات إضافية من الجيش الإسرائيلي في الفترة المقبلة، على غرار ما يحدث في شمال قطاع غزة ومدينة غزة.
وأكد أن التحديات العملياتية الأكثر تعقيدًا تكمن في شبكة الأنفاق، حيث يستخدم أعضاء حماس هذه الأنفاق للهجوم على الجنود الإسرائيليين.
كما أوضح الكاتب الإسرائيلي أن العديد من العمليات التي ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية العسكرية لحماس تمت بعد محاولات للوصول إلى قادة الحركة، الذين قد يكونون مختبئين تحت الأرض في منطقة خان يونس.
وأشار إلى تحدي آخر يتمثل في جهود الإسرائيليين لاستعادة المحتجزين لديهم في قبضة حماس والحصول على معلومات استخباراتية لتسليط الضوء على مكان احتجاز الرهائن.
والجهود الرئيسية للجيش الإسرائيلي تتركز في خان يونس، مع دخول الفرقة 162 للقتال في شمال القطاع لاستهداف بنية تحتية لحماس وتدمير الأنفاق وكشف التفاصيل الاستخباراتية في المنطقة المجاورة للسياج حيث يعمل مقاتلو حماس.
وأشار الكاتب إلى الأحداث العملياتية التي وقعت في الأيام الأخيرة في المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع، حيث تستخدم قوات حماس "خصائص مقاتلي المقاومة" من خلال زرع العبوات الناسفة لاستهداف القوات الإسرائيلية.
وأشار الكاتب إلى تحد آخر يتمثل في استخدام حماس للملابس المدنية والحركة بدون أسلحة، مما يعد خاصية في حرب العصابات تجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي التعامل في الميدان، وتحاول حماس استغلال هذه الميزة كنقطة ضعف للجيش الإسرائيلي لإلحاق الأذى بالجنود، وخاصةً أن الجيش يستخدم سيارات جيب غير مدرعة في غزة.
كما أن الكاتب أوضح أنه منذ بداية الحرب، كان القرار العملياتي يسمح بالتنقل باستخدام سيارات الجيب في الطرق اللوجستية الآمنة والمناطق التي تمت السيطرة عليها عملياً، ولكن يبدو أن حماس بدأت في الأيام الأخيرة في استهداف هذه النقطة الضعيفة للجيش الإسرائيلي من خلال استهداف مقاتليه وسياراتهم الجيب.
وأوضح الكاتب أن الأسبوع الماضي كشف عن تعقيد الوضع في غزة، حيث رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بكتائب حماس في شمال القطاع، يُتوقع استمرار القتال هناك.
أما في خان يونس، فالتحدي العملياتي سيحتاج إلى شهر على الأقل من القتال لتكبير الأضرار في شبكة أنفاق حماس، بالإضافة إلى الضغط المتزايد للتقدم في قضية المحتجزين، مشيراً إلى أنه "حتى الآن لم يتم تحقيق أي تقدم في هذا الجانب".
كما أن الكاتب أشار إلى الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني، حيث أوضح أن هناك تقارباً زمنياً بين إسرائيل وحزب الله، مشيراً إلى توقعات المؤسسة الأمنية في إسرائيل بانتهاء المرحلة الحالية من الصراع بين منتصف ونهاية يناير مع انتقال القتال إلى مرحلة أقل تطرفاً.
وأوضح الكاتب أن في حال استمرار القتال وعدم انسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية، فإن فرص الحرب ضده ستزداد بشكل كبير.
