«حرب غزة».. كيف تحولت إلى الصراع الأخطر على المدنيين في التاريخ؟
عبده حسن مصر 2030وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أكد أن القنابل التي تستخدمها إسرائيل في غزة لم تُستخدم من قبل أي جيش في مناطق مدنية سابقًا، حيث يُشير التحقيق إلى قصف المناطق التي أُعلنت عنها كمناطق آمنة من قبل السلطات الإسرائيلية.
وهذه القنابل التي تزن ألفي رطل تُعتبر من الذخائر القادرة على تسبب دمار هائل، حيث تُطلق موجة انفجارية وشظايا تبلغ آلاف الأقدام، وتتسبب في خلق حفر كبيرة في المنطقة المستهدفة.
وأفاد الخبراء في التقرير أن الولايات المتحدة لم تستخدم مثل هذه القنابل في المناطق المكتظة بالسكان.
وتشير الصحيفة إلى أن تحقيقها أظهر عكس تأكيدات إسرائيلية حول اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين في غزة، إذ كشفت الصور الجوية واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي عن استخدام إسرائيل لتلك القنابل في مواقع تم تحديدها على أنها آمنة، وذلك بما لا يقل عن 200 مرة.
والتحليل يشير إلى استخدام قنابل تزن 2000 رطل بشكل منتظم في جنوب غزة خلال الأسابيع الستة الأولى من الصراع، مما أدى إلى عدم وجود مكان آمن في القطاع، فيما يُصف الصراع بأنه الأكثر خطورة على المدنيين في التاريخ.
كما يشير التقرير إلى استخدام حركة حماس للمناطق السكنية الكثيفة كمواقع لتمركز الجنود والأسلحة، ويشير أيضًا إلى استخدام الأنفاق تحت الأرض لهذا الغرض، ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد ملاجئ مخصصة للمدنيين في تلك المناطق.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل أعلنت عن نية إبقاء المدنيين في مناطق آمنة بعيدًا عن أماكن القتال، لكن الأدلة البصرية تشير إلى أن إسرائيل كانت تستخدم قنابل تزن 2000 رطل في المناطق التي كانت تنصح المدنيين باللجوء إليها.
وأوضحت الصحيفة أنها استخدمت أداة ذكاء اصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية في جنوب غزة لاكتشاف الحفر الناتجة عن القنابل، حيث عُثر على أكثر من 1600 حفرة محتملة، وبعد التدقيق، تم تحديد ما لا يقل عن 208 حفر ناتجة عن هذه الانفجارات.
كما أشار خبراء عسكريون إلى أن في الكثير من الحالات، قد لا تُترك القنابل التي تزن 2000 رطل حفرًا على الإطلاق، اعتمادًا على نوع الهدف وتركيبة التربة.
وحتى الحفر الناتجة عن القنابل التي يمكن رؤيتها من السماء لا تُعبر بالضرورة عن مدى الدمار الفعلي الذي يحدث على الأرض.