حرب «طوفان الأقصى».. هل ستؤدي إلى «زلزال سياسي» في إسرائيل؟
عبده حسن مصر 2030أكد تقرير إسرائيلي أن الهجوم الواسع الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر سيؤثر بشكل كبير على المشهد السياسي في إسرائيل، مُظهرا أن هذا الحدث أصبح أمرا استراتيجيا في تاريخ البلاد.
وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن هذا الحدث تسبب في تحول جذري في الجوانب الاجتماعية والسياسية للمجتمع الإسرائيلي.
وأكدت أن إسرائيل بتاريخ 20 ديسمبر ليست نفس إسرائيل في 6 أكتوبر، مشيرة إلى تأثر ثقة المجتمع بذاته وهز أمانه، وتراجع الثقة في القادة السياسيين والعسكريين.
كما بينت الصحيفة أن الغضب المتصاعد يظهر من خلال تجنب وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست الظهور العلني، مشيرة إلى قلة زياراتهم للجرحى في المستشفيات أو حتى حضور جنازات الضحايا، وهو ما كان شائعًا في السابق، وذلك بسبب مخاوف من ردود الفعل السلبية.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة، برئاسة بنيامين نتنياهو، لن تستطيع تجاهل هذا الغضب الذي من المتوقع أن يتحول إلى موجة من الاحتجاجات والمظاهرات عندما يعود جنود الاحتياط من غزة وتخف حدة الصراع فيها.
وأخيرًا، أشارت الصحيفة إلى تاريخ إسرائيل وأحداث مماثلة، مشيرة إلى الحادثة المشابهة التي وقعت في السادس من أكتوبر عام 1973، حين تعرضت إسرائيل لكارثة مماثلة ومن المتوقع وصول زلزال سياسي مماثل.
وأوضحت الصحيفة أن "حرب أكتوبر" تسببت في غضب واستياء كبير، وفي الانتخابات التي جرت بعد شهرين من الحرب، فقد حزب غولدا مئير الحاكم بزعامة حزب العمل.
وأشارت إلى أن الهجوم في السابع من أكتوبر لن يدفع البلاد نحو اليسار، ولكنه سيؤدي إلى تغيير في الكوكبة السياسية في إسرائيل.
ووفقًا لـ "جيروزاليم بوست"، فإن استطلاعات الرأي الحالية تظهر تقدمًا كبيرًا لحزب الوحدة الوطنية بزعامة بيني غانتس على أي من الأحزاب الحالية في الكنيست.
كما توقعت الصحيفة أن ينقسم حزب غانتس، الذي يحتل متوسطًا حوالي 39 مقعدًا في استطلاعات الرأي الرئيسية، إلى قسمين مع حزب الليكود بحوالي 18 مقعدًا.
وتوقعت وجود أحزاب جديدة أيضًا، مثل حزب يقوده رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، وحزب يقوده يائير جولان من ميرتس، الذي شهد ارتفاعًا في شعبيته بعد سلوكه الشجاع خلال القتال في 7 أكتوبر.
وتنبأت الصحيفة أن الأحزاب المتنافسة في الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة تمامًا عن تشكيلة الأحزاب السابقة.
فبخصوص الحديث عن انتخابات جديدة مع استمرار فترة ثلاث سنوات لحكومة نتانياهو، فقد أشارت الصحيفة إلى أن الاعتقاد بقدرة الحكومة الحالية ونتانياهو على الصمود في مواجهة غضب واستياء الجمهور، أمر لا يعكس الواقع، وأنه من المستحيل أن يستمرا في ولايتهما أو حتى الاقتراب من استكمالها.
وأكدت الصحيفة أن أرقام الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى أن قسمًا كبيرًا من الجمهور، بعد الحرب، لن يسمح بعودة المشهد السياسي الإسرائيلي إلى ما كان عليه قبل الحرب.
وقد نقلت الصحيفة عن عضو الكنيست من حزب الليكود ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست يولي إدلشتين قوله: "أعتقد أن ليس الجميع في النظام السياسي قد فهم حجم الحدث، إن 7 أكتوبر قد غيّر كل شيء في البلاد".
وأضاف إدلشتاين بأن الاعتقاد بعودة الأمور إلى طبيعتها بعد الحرب هو اعتقاد خاطئ، مشيرًا "إلى أن العمل لن يكون كالمعتاد، سواء في الكنيست أو في السياسة عمومًا".
وختمت الصحيفة بتوقعها لحدوث زلزال سياسي في البلاد، مشيرة إلى أن السؤال الرئيسي يتعلق بتحديد موعد حدوث هذا الزلزال.