بسبب حرب غزة.. كيف أصبح نتنياهو أكبر تهديد لـ«بايدن»؟
عبده حسن مصر 2030بدأت الحرب الإسرائيلية في غزة تتحول إلى واحدة من أكبر التحديات التي تواجه رئاسة جو بايدن.
ويعتبر الهجوم المدمر في 7 أكتوبر علامة سلبية كبيرة على الإدارة الحالية في البيت الأبيض، بغض النظر عن إمكانية أي رئيس أمريكي في منعه.
ويُنظر إلى هذا الهجوم على أنه ضربة لاستراتيجية إدارة بايدن، حيث كانت الإدارة تعتقد سابقاً أنها يمكنها تجاهل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتركيز بدلاً من ذلك على مناطق وقضايا أخرى في العالم.
والمحلل الاستراتيجي الأمريكي بول بيلار، الذي عمل في أجهزة الاستخبارات الأمريكية لمدة 28 عامًا، أشار في تحليل نُشرته في مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية إلى أن آثار الحرب في غزة كانت سلبية للغاية على رئاسة جو بايدن، ويرجع السبب في ذلك إلى دعمه الفوري وغير المشروط لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وهذا الدعم لم يُمكن بايدن من التراجع عنه حينما بدأت إسرائيل في الهجوم والتدمير ضد السكان المدنيين في قطاع غزة بشكل لا يُمكن تبريره.
وأضاف بيلار: "حالياً، أصبح بايدن شريكًا في تفاقم أكبر كارثة إنسانية شهدها العالم منذ أكثر من نصف قرن، وفشلت جميع محاولاته في الضغط على حكومة نتنياهو، ما أدى إلى فقدان دعم الأغلبية في قاعدته الديمقراطية، هذا الدعم الذي يحتاجه للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة".
ووفقًا للتحليل، فإن أحد التداعيات الرئيسية لهذه الأحداث هو الضرر الذي لحق بالمصالح الأمريكية، حيث زاد الغضب والاستياء تجاه الولايات المتحدة وزادت عزلتها دبلوماسيًا.
وفي الوقت نفسه، يواجه نتنياهو مشاكل سياسية داخلية كثيرة، حيث أثر هجوم حماس على صورته كـ"رجل أمن إسرائيل" بشكل سلبي.
وانعكس هذا التدهور في استطلاعات الرأي التي أجريت بعد هجوم حماس، حيث انخفضت شعبيته وشعبية حزبه الليكود بشكل حاد.
وأوضح بيلار: "نتنياهو يسعى لوقف تدهور صورته السياسية، ولذلك يستمر في حربه الكارثية ضد قطاع غزة، ويتجاهل المناشدات الأمريكية لوقف العمليات العسكرية أو البحث عن حل سياسي يمكن للفلسطينيين تقرير مصيرهم. حتى لو لم يتمكن نتانياهو من استعادة صورته السابقة كرجل الأمن، فإنه يحاول تقديم نفسه كالمعارض الصلب لأي محاولة لإقامة دولة فلسطينية".
وبيلار، الذي عمل كمسؤول عن ملف الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيكون سعيدًا في حال خسارة جو بايدن في انتخابات عام 2024.
فبالرغم من انحياز بايدن لصالح إسرائيل وتجسيد التزام الحزبين الديمقراطي والجمهوري بدعمها، إلا أن تصرفات الرئيس السابق دونالد ترامب لصالح إسرائيل كانت أكثر سخونة، من نقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، وعرض خطة سلام تقيد حقوق الفلسطينيين وتعزز الهيمنة الإسرائيلية.
ومع ذلك، اعتبر بيلار أن الحزب الجمهوري أصبح يتجه نحو دعم إسرائيل بغض النظر عن صواب أو خطأ، حيث أصبح التحالف الأساسي ليس بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بل بين الحزب الجمهوري واليمين الإسرائيلي الممثل في حكومة نتنياهو.
ومع هذه الظروف، يُعتقد أن بايدن معرض لعقاب سياسي، حيث لديه سجل طويل من التعامل مع إحراجات من نتنياهو، مثل إعلان بناء المستوطنات بعد زيارة بايدن لإسرائيل في عام 2010، وادعاء نتانياهو بأن بايدن نام خلال اجتماع فيديو.
وفي ظل الأحداث الراهنة في غزة، فإن الدعم المطلق لإسرائيل لا يخدم مصالح بايدن، وفي حال خسارته للانتخابات المقبلة، قد تكون إحدى الأسباب هي دعم نتنياهو وتصرفاته.