”أصيب بالجنون”.. دراسات تكشف مدى تأثير ”طوفان الأقصى” على المجتمع الإسرائيلي

لم تقتصر التداعيات الكبيرة التي نتجت عن عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس على الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، على مجرد اكتشاف حقيقة قوة الاحتلال وأجهزته، وإنما باتت ممتدة لتشمل العديد من المناحي الأخرى.

وعلى الجانب المجتمعي، داخل المستوطنات، بات يشعر أهلها بحالة من الذعر، خوفا من تكرار مثل هذه العمليات، وهو ما يعكس بعدا جديدا للشكوك المتنامية في الداخل الإسرائيلي حول قدرة حكومة نتنياهو القائمة على تحقيق أدنى درجات الأمن لهم، خاصة مع مواصلة الانتهاكات التي ترتكب على الأراضي الفلسطينية.

وكشف دراسة عرضتها جامعة يافا، عن إصابة 60% من المجتمع الإسرائيلي باضطرابات التوتر الحاد، بعد عملية طوفان الأقصى.

وقالت سفيتلانا فيزالينسكي المشرفة على الدراسة من جامعة يافا، لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن المعدل المذكور من حالات التوتر الحاد غير مسبوق عبر مختلف الحروب التي دخلتها إسرائيل.

وأوضحت الدراسة أن المصابين بالتوتر الحاد الذين تعنيهم الدراسة هم من غير المتأثرين مباشرة بالحرب، إذ لم يسقط أحد أقاربهم بين القتلى أو تعرضت ممتلكاتهم للدمار ضمن عملية طوفان الأقصى.

وذكرت الدراسة أن من أعراض التوتر الحاد، تشمل "الاكتئاب، والكوابيس، ومحاولات الهروب من الواقع، وأعراض جسدية كتسارع ضربات القلب وكثرة إفراز هرمونات التوتر".

وتوافقت الدراسة، مع إجراء دراسة من جامعة تل أبيب تقارن بين مستويات التوتر بين عملية طوفان الأقصى وحرب صيف 2014، إذ ارتفعت معدلات التوتر الشديد إلى 7% لصالح طوفان الأقصى والتوتر المتوسط بنسبة 19%.

وأفادت الدراستان إحداهما بإصابة 40% من الإسرائيليين بالاكتئاب منذ بداية طوفان الأقصى، بينما كشفت الثانية عن إصابة 30% باضطرابات ما بعد الصدمة.

كما أبرزت القناة 12 في حديثها مع بوعاز تشاني الصيدلي والمسؤولين عن مكابي فارم، أن صندوق المرضى الخاص بمرضى مكابي أظهر ارتفاعا بنسبة 90% من الطلب بالوصفات للمساعدة في التخلص من القلق ومحاولة النوم لفترات متصلة بسبب عملية طوفان الأقصى وكذلك الطلب بدون وصفات طبية "روشتات".

وقال نحن نقابل مرضي مكابي الذين يأتون إلي صيدليات مكابي ويطلبون المساعدة وأدوية للنوم والقلق بسبب خوفهم من حرب غزة، ويأتي أشخاص يريدون النوم لفترات متصلة إلي الصيدليات للحصول علي استشارات طبية ويطلبون المساعدة للحصول علي أدوية بدون "وصفات طبية" مع المكملات الغذائية التي تستطيع أن تعالج الوضع.

وأضاف الصيدلي أن الارتفاع يشمل توافد الكثير من الأشخاص وأن 90% من المرضي الذين يأتون لطلب المساعدة هم مرضي لم يكونوا في حاجة لمثل هذا النوع من الأدوية في الماضي، وقال للمرة الأولى نواجه مثل هذا الأمر ونواجه أشخاص يجدون صعوبة في النوم ليلاً ويشعرون بالضغط والقلق.