”أرانب وعناكب”.. كيف استعدت حماس لسيناريو إغراق أنفاقها؟
مارينا فيكتور مصر 2030أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الأحد، العثور على "أكبر نفق" حفرته حركة حماس في قطاع غزة، ومن وقتها تحوم شكوك حول خطته للقضاء على هذه الأنفاق، حتى بعد بدء اختبارات إغراقها بالمياه.
فما مدى معقولية فكرة الإغراق بالمياه أمام التقنيات التي استخدمتها حركة حماس في تصميم هذه الأنفاق على مدى سنوات طويلة؟
أكبر نفق
ونشر حساب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس"، الأحد، أنه تم العثور على ما وصفه بأنه "أكبر نفق إرهابي تم كشفه حتى الآن"، واصفا إياه كذلك بـ"مشروع عملاق" يقوده محمد السنوار (القيادي في حماس في شمال قطاع غزة).
وأوضح أن هذا الكشف تم بعد بحث استغرق أسابيع، استخدم فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي وسائل استخباراتية وتكنولوجية.
وبحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن المسار من النفق يمتد 4 كم، ويصل عمقه إلى 50 مترا، وتقع أقرب فتحة له على بعد 400 م فقط من معبر إيرز المخصص لمرور العمال والبضائع والمرضى.
يتفرع مسار النفق إلى عدة فروع وخطوط جانبية تشكل بحد ذاتها شبكة واسعة ومتشعبة من الأنفاق، وبداخل النفق بنية تحتية تشمل الصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والهواتف، بالإضافة إلى الأبواب الصلبة التي تم تصميمها لمنع دخول القوات الإسرائيلية.
وقال جيش الاحتلال، إن حفر النفق تم فيه استخدام مواد لم يتم كشفها حتى الآن، وآلات حفر خاصة مهربة إلى القطاع.
وكانت قد نقلت شبكة "سي إن إن"، الثلاثاء، عن مسؤول أمريكي، أن الإسرائيليين أبلغوا واشنطن أنهم بدأوا إجراء "اختبارات دقيقة" لإغراق بعض الأنفاق في غزة بمياه البحر "على نطاق محدود" لمعرفة ما إذا كان ذلك سيعمل على تدهور شبكة الأنفاق على نطاق أوسع.
والخميس، رد القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، خلال مؤتمر صحفي في بيروت، بأن الحركة قامت ببناء أنفاقها لـ"مقاومة المحاولات المحتملة لضخ المياه إليها"، وذلك على يد "مهندسين مدربين ومتعلمين جدا".
وبتعبيره، فإن "الأنفاق جزء لا يتجزأ من المقاومة، وقد تم أخذ جميع الهجمات المحتملة بعين الاعتبار".
أرانب وعناكيب
وقلل الخبير العسكري اللواء ماجد القيسي، مدير برنامج الأمن والدفاع بمركز صُنع السياسسات الدولية، من قدرة إسرائيل على إغراق أنفاق حماس المشهورة باسم "المتاهة".
وقال في تصريحات صحفيه، إنه "من الواضح أن إسرائيل ليس لديها خرائط للشبكة العنكبوتية لهذه الأنفاق، فقد سعت من قبل لتدميرها بقنابل موجهة مصممة لتدمير التحصينات، ولم تنجح".
واعتمدت حماس في تصميمها لشبكات الأنفاق على نوعين من الأنفاق، الأول هو مايُسمى بـ"أنفاق الأرانب"، وهي لديها مدخل وليس لديه مخرج ، وأشبه ما تكون بأنفاق وهمية لخداع الجيش الإسرائيلي، وبالفعل قتلت ضباطا وجنودا عند فتحات هذه الأنفاق بتفخيخها.
النوع الثاني من الأنفاق هو الشبكة العنكبوتية، وهذه يصعب تحديد مساراتها، أو تحديد مداخلها ومخارجها، وهي التي تعتمد عليها حماس في الحركة تحت الأرض.
وفي تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مسؤولين أميركيين مطلعين على عمليات الجيش الإسرائيلي، أن غمر الأنفاق، الذي من المرجح أن يستغرق أسابيع، بدأ في الوقت الذي أضافت فيه إسرائيل مضختين أخريين، إلى المضخات الخمس التي تم تركيبها الشهر الماضي، وأجرت بعض الاختبارات الأولية.
وأضاف المسؤولون، في التقرير المنشور الثلاثاء، أن فائدة استخدام مياه البحر في متاهة واسعة تحت الأرض تمتد لحوالي 482 كيلومترا وتتضمن أبوابا سميكة "ما تزال قيد التقييم من قبل الإسرائيليين".
وأعرب مسؤولون في إدارة جو بايدن عن قلقهم من أن استخدام مياه البحر قد لا يكون فعالا، ويمكن أن يعرض إمدادات المياه العذبة في غزة للخطر، وفق الصحيفة الأمريكية.