توقعات بانقلاب جديد في إفريقيا.. هل يتكرر سيناريو النيجر والجابون؟
عبده حسن مصر 2030تعرضت في السنوات الأخيرة أفريقيا لسلسلة من الانقلابات، مما زاد من خطر وقوع موجات جديدة من التغيير العنيف في دول مهددة بالانقلاب.
وتوقعت مجلة "فورين بوليسي" أن تكون تشاد محتملة لانقلاب آخر في القارة الأفريقية، وذلك بسبب الاستفتاء الدستوري الذي يعزز حكم عائلة ديبي.
ويشير المعارضون لنظام الجنرال محمد إدريس ديبي إلى أن الدستور الجديد لا يختلف كثيرًا عن ما وصفوه بـ "دستور الديكتاتورية السابق"، الذي أعطى السلطة الكبيرة لرئيس الدولة.
كما تتجه الاستفتاءات التي يديرها زعيم المجلس العسكري الجنرال ديبي نحو إقامة دولة مركزية، على عكس الخيار الفيدرالي الذي يفضله أكثر من 300 حزب معارض في تشاد.
ويرون المحللون السياسيون دانييل إيزينغا وكاتي نودجيمبادم الاستفتاء كخطوة جديدة اتخذها ديبي لإظهار الانتقال الديمقراطي الوهمي، بهدف استمرار حكم عائلته، فيما يستعد للترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وأشارت إلى أن الدستور الجديد سيمكن الجنرال من الاستمرار في مسار وراثة والده، الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو، الذي استمر في تشكيل الدستور في كل مرة وصل فيها إلى الحد الأقصى لفترتي رئاسية.
وبعض جماعات المعارضة دعت التشاديين إلى مقاطعة الاستفتاء أو التصويت بـ"لا"K ويعتقد هؤلاء أن النظام الوحدوي في تشاد يمثل "نظامًا أسريًا" فاشلاً لم يحسن من الأوضاع في البلاد.
كما اتهمت جماعات حقوق الإنسان المجلس العسكري بترهيب وتقييد حرية التعبير ووسائل الإعلام قبل الاستفتاء المقرر.
وتوقعت مجلة "فورين بوليسي" حدوث سيناريو مشابه للأحداث الأخيرة في الجابون.
وذكرت صحيفة "الإيكونوميست" أن "انقلاب القصر يشكل تهديدًا أكبر لديبي من الصندوق الانتخابي، حيث لدى أشقاءه تطلعات رئاسية خاصة بهم، ويثير مخاوف الجيش من إحالة أعداد كبيرة من الجنرالات إلى التقاعد".
وأعضاء الدائرة الداخلية الحاكمة في تشاد، بمن فيهم الرئيس الراحل إدريس ديبي، ينتمون إلى قبيلة الزغاوة غير العربية، التي تشكل نسبة صغيرة من إجمالي سكان تشاد.
وكل هذه العوامل تزيد من خطر عدم الاستقرار بالنسبة لتشاد، الذي يعتبر آخر حليف لفرنسا في منطقة الساحل، بعد طرد القوات الفرنسية من مالي والنيجر، نقلت باريس عملياتها ضد الجماعات المتطرفة إلى تشاد.
ووافق البرلمان المجري الشهر الماضي على نشر نحو 200 جندي في تشاد.
وتشاد يُعتبر مركزًا إنسانيًا رئيسيًا للاجئين الهاربين من الحرب في السودان، وتواجه أزمة جوع محتملة بسبب عدم توفر الموارد الكافية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لإطعام اللاجئين.
ومن المثير للقلق أن المشاعر المعادية لفرنسا تتزايد، مع زيادة الدعوات لرحيل القوات الفرنسية واتهم رئيس حزب التجمع من أجل العدالة والمساواة المعارض، أوردجي عبدالرحيم شاها، ديبي باستخدام الجنود الفرنسيين للبقاء في السلطة.
وتوصلت الصحيفة إلى أن العالم شهد سيناريوهات مشابهة في مناطق مختلفة من أفريقيا خلال العامين الماضيين.
وأشارت إلى أن التسامح تجاه الأنظمة غير الديمقراطية من قبل الهيئات الإقليمية في أفريقيا، فضلاً عن الحكومات الدولية، ساهم في تسهيل السيطرة المفرطة من خلال الانقلابات، والتي أصبحت من الصعب تقريباً القضاء عليها.