بايدن ونتنياهو.. إلى أين وصل «الخلاف» حول مستقبل غزة وحل الدولتين؟
مارينا فيكتور مصر 2030جددت الولايات المتحدة الأمريكية تأكيدها على أهمية إقامة دولة فلسطينية، ضمن حل الدولتين، كمخرج لإنهاء العنف في المنطقة، وحثت إسرائيل على تجنب إصابة المدنيين، والحديث عن غزة ما بعد الحرب، مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في القطاع المنكوب.
وجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيلا من الانتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وخلال الأيام الماضية، والتي قوبلت بردود من نتانياهو وحلفائه في التيار اليميني في إسرائيل، مؤكدين عدم التراجع عن أهدافهم بالقضاء على حماس، ورفضهم إعادة طرح سيناريو "حل الدولتين"، أو ما وصفه نتانياهو بـ "خطا أوسلو".
ومنذ اليوم الأول دعمت واشنطن حملة القصف المدمر التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر استتبعتها بعملية برية، ردا على هجوم غير مسبوق لحركة حماس المدرجة على قوائم الأرهاب الأميركية على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200 مدنيا.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية على غزة عن مقتل ما يناهز 18800 شخص، 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
واشنطن تغير نبرتها مع إسرائيل
ودفع ارتفاع أعداد القتلى بين المدنيين واشنطن إلى تغيير نبرتها بصورة طفيفة في الأيام الأخيرة، مع تشديد العديد من المسؤولين على ضرورة التخفيف من وطأة الحرب على المدنيين الفلسطينيين.
وأظهرت التصريحات من المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين من بعيد وكأنها خلافات حول رؤية الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
الخلافات بين واشنطن وإسرائيل
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم أمس الخميس، إنه يريد من إسرائيل التركيز على إنقاذ أرواح المدنيين، وذلك عند سؤاله عما إذا كان يريد من إسرائيل تقليص نطاق هجومها على غزة بحلول نهاية هذا العام.
وقال بايدن ردا على سؤال من صحفي: "أريدهم أن يركزوا على كيفية إنقاذ أرواح المدنيين، لا أن يتوقفوا عن ملاحقة حماس، لكن بأن يكونوا أكثر حذرا".
وكرر بايدن في تصريحاته الأخيرة، انتقاده من الأضرار الجانبية الناجمة عن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد 18 ألف شخص من سكان غزة، وتسببت في تهجير السكان، وانهياء غير مسبوق على الصعيد الإنساني.
كما طالت انتقادات بايدن "نتانياهو شخصيا بسبب القصف العشوائي الذي أدى إلى تآكل الدعم الدولي لإسرائيل"، بحجة أن رئيس الوزراء "يدين بالفضل" لأعضاء حكومته الأكثر تطرفا، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
وقال بايدن في إشارة إلى نتانياهو الثلاثاء "على بيبي (نتانياهو) اتخاذ قرار صعب.. أعتقد عليه أن يتغير وهذه الحكومة في إسرائيل تجعل من الصعب عليه التحرك".
رد نتنياهو
رد نتانياهو في مقطع مصور رافضا مقترحات بايدن، بإعادة تنشيط السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لتتولى الحكم بعد الحرب في غزة، مشيرا إلى نيته بإبقاء القوات الإسرائيلية في القطاع إلى أجل غير مسمى.
ودعم أنصار نتنياهو آراءه، ورفضوا دعوات بايدن أو القادة الغربيين للانسحاب من الهجوم العسكري على غزة حتى يتم القضاء على حماس، وأيده بعض حلفائه الأكثر تطرفا، مثل وزير الأمن، إيتمار بن غفير، بإعادة بإعادة السيطرة على غزة للأبد، وتوطين ساكنيها في مكان آخر.
ورغم استبعاد بن غفير وشريكه السياسي وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، من حكومة الطوارئ الحربية، إلا أنهما واصلا الضغط على نتانياهو للانصياع لليمين، وقادا جهودا هذا الأسبوع للتصويت ضد خطوات للسماح لعمال المزارع والبناء من الضفة الغربية بدخول إسرائيل للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر.
وقال بايدن في تصريحاته الثلاثاء "هذه مجموعة مختلفة.. بن غفير ورفاقه والأشخاص الجدد لا يريدون أي شيء يقترب ولو من بعيد من حل الدولتين".
وتابع أن إسرائيل "لا يمكنها أن تقول "لا" لإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف، وهو ما يعارضه متشددون إسرائيليون.
وقال نتنياهو الأربعاء أيضا إنه "لن يسمح لإسرائيل بتكرار خطأ أوسلو" في إشارة إلى اتفاقات السلام التي تم التوصل إليها في التسعينيات وأدت إلى إنشاء السلطة الفلسطينية في إطار مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية محتملة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
وكشفت تصريحات بايدن عن جزء من محادثاته الخاصة الصريحة مع نتانياهو الذي كانت لديه خلافات كبيرة معه على مدى عقود، وفق رويترز.
وألمح بايدن إلى محادثة خاصة قال فيها نتانياهو " لقد قصفتم ألمانيا وألقيتم القنبلة الذرية ومات الكثير من المدنيين".
وقال بايدن إنه رد بالقول "نعم ولهذا السبب تم إنشاء كل هذه المؤسسات بعد الحرب العالمية الثانية لضمان عدم تكرار ذلك مرة أخرى... لا ترتكبوا نفس الأخطاء التي ارتكبناها في 11 سبتمبر. لم يكن هناك ما يدعونا لخوض حرب في أفغانستان".
ولا يزال بايدن يعبر عن دعمه القوي للعملية العسكرية الإسرائيلية ضد مسلحي حركة حماس في قطاع غزة لكنه وفريقه عبروا عن قلقهم الآخذ في الازدياد بشأن مقتل مدنيين فلسطينيين.