أمريكا وإسرائيل في مسار تصادمي بسبب حرب غزة.. ما القصة؟
عبده حسن مصر 2030يلاحظ البروفيسور الإسرائيلي شاي هارتسفي أن جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة، يدرك أن تداعيات حرب غزة تتعدى مجرد صراع بين إسرائيل وحماس.
وهناك زيادة في القلق داخل البيت الأبيض بسبب "الخلافات" بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية.
في مقاله بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، والذي عنونه "إسرائيل والولايات المتحدة تتجهان نحو تصادم القلق في البيت الأبيض من حكومة نتانياهو يتصاعد"، هارتسفي يشير إلى الانتقادات اللاذعة التي وجهها بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وللسياسات المتطرفة لوزراء الحكومة.
ويرى أن هذه الانتقادات تعكس القلق المتزايد في واشنطن من تفادي إسرائيل لصياغة استراتيجية للخروج من الحرب، بل وعملها على عرقلة خطط الإدارة الأمريكية لتشكيل نظام فلسطيني للمرحلة اللاحقة بعد الحرب.
والكاتب يسلط الضوء على اختلافات الرؤى بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي عدم قبوله لسيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة.
وأشار إلى أن الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس الأمريكي لنتانياهو جاءت بسبب توترات طويلة امتدت لتسعة أشهر قبل الحرب، حيث رفض بايدن دعوة نتانياهو لزيارة البيت الأبيض.
ووصف "بايدن" الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها "الأكثر تطرفًا" منذ "الأيام الذهبية"، واستنكر التعديلات القضائية الإسرائيلية والتعامل مع الفلسطينيين.
كما يعتقد بايدن أن هذه السياسات قد تغير من صبغة الديمقراطية الليبرالية في إسرائيل وتعكس تغييراً تدريجياً في موقفها من الفلسطينيين، خاصةً من خلال الضم التدريجي والأحادي للأراضي، مما ينذر بانهيار فكرة الدولتين.
ويرى الكاتب أن الرئيس الأمريكي انحاز بشكل غير مسبوق لصالح إسرائيل منذ بداية الحرب، ويرى أن هذا الانحياز يرجع إلى التزامه العميق بأمن إسرائيل، مع استعداده لدفع ثمن سياسي وشخصي باهظ بسبب الانتقادات التي تعرض لها داخل الحزب الديمقراطي وإدارته بسبب موقفه الواضح لصالح إسرائيل.
ويُشير الكاتب إلى أن بايدن يفهم أن هذه الحرب هي حدث ذو أهمية كبيرة تتجاوز مجرد الصراع بين إسرائيل وحماس.
كما يُعتبر هذا الصراع مرحلة جديدة في المواجهة بين المعسكر الديمقراطي الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة والمعسكر الراديكالي الذي تقوده إيران وتدعمه روسيا.
ويرى الكاتب أن بايدن يدرك فرصة تاريخية لتشكيل الشرق الأوسط من خلال إقامة تحالفات إقليمية تعمل كموازين للمحور الراديكالي.
والخطة المتعددة المراحل لإعادة تشكيل النظام الفلسطيني تتضمن انهيار حكم حماس، مما يمنح إسرائيل مجالًا واسعًا للعمل، مع تحويل المساعدات العسكرية ومنع المطالبات الدولية بوقف العنف.
ومع ذلك، يحذر بايدن من فقدان دعم دولي واسع إذا لم تتصرف إسرائيل بحكمة وتقلل من الأضرار التي تلحق بالمدنيين في قطاع غزة.
وحدد بايدن خمس مبادئ توجيهية لغزة بعد الحرب، مثل عدم استخدام القطاع كقاعدة للإرهاب وعدم الترحيل القسري للفلسطينيين وعدم فرض الحصار أو الإغلاق، مما يشير إلى رغبته في توحيد غزة مع السلطة الفلسطينية تحت سلطة فلسطينية "متجددة".
ويعتقد بايدن بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويركز على الحفاظ على صورة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.
ويهدف إلى توفير منظور سياسي ومشاركة السلطة الفلسطينية في إعادة إعمار قطاع غزة لجذب الدعم العربي.
والكاتب يؤكد أن إسرائيل تمتلك الفرصة للاندماج في العمليات الإقليمية بقيادة الولايات المتحدة للتعامل مع التهديدات الخارجية، خاصة التهديد الإيراني.
كما يشير إلى أهمية أن تعتمد الحكومة الإسرائيلية الحكمة السياسية والاعتبارات الاستراتيجية والأمنية في تعاملها مع هذه الأمور بدلاً من الاعتبارات السياسية الضيقة.