حرب عصابات.. هل يمنح «بايدن» إسرائيل قُبلة الحياة بتصريحاته عن حل الدولتين؟
آلاء مباشر مصر 2030بشكل مفاجئ لم يكن في الحسبان، خرج جو بايدن الرئيس الأمريكي بتصريحات أثارت الجدل في العالم كافة، فقط قطع حبال الود بينه وبين "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليدعوا إلى ضرورة التمسك بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، ووجه انتقادات صارمة له، بسبب الحرب على غزة، وحذّره من القصف العشوائي على القطاع، لأن كل هذه الأفعال تشير إلى انقسام ناشئ، وربما عميق.
خلافات غيرمتوقعة
الأمر الذي جعل العالم يعيد نظراته وترتيباته ومعتقداته حول الرابط بين الولايات المتحدة الأمريكية وقوات الجيش الإسرائيلي، فكيف تحولت الأوضاع من دعم وإمدادات ومساندة إلى تهديدات نارية والنظر في القضية الفلسطينية ومستقبل قطاع غزة؟.
وهو ما اعترف به نتنياهو، حيث وجود خلافات بشأنه مع واشنطن، فحكومته ترفض تسليم إدارة القطاع لأي جهة فلسطينية بعد الحرب، بينما تدعوا الولايات المتحدة إلى وضع القطاع تحت إدارة السلطة الفلسطينية، وتطالب نتنياهو بتغيير موقفه بشأن حلّ الدولتين.
ضرب قطاع غزة وتبادل الأسرى
لنعود بالأحداث إلى الخلف ونصنع "فلاش باك" حول مجريات القضية الفلسطينية والحرب على قطاع غزة منذ أكثر من 60 يومًا، بدأت الإبادة والمجازر من خلال القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بعد يوم السابع من أكتوبر، أي بعد شعورهم بالخذلان والضعف أمام المقاومة الفلسطينية التي أطلقت عملية طوفان الأقصى، والتي شملت هجومًا بريًا وبحريًا وجويًا وتسللًا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.
فقد أعلن محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وانطلقت عملية طوفان الأقصى، واعتُبرت أكبر هجوم على إسرائيل منذ عقود، ووقع في قبضة المقاومة العديد من الأسرى والرهائن الإسرائيلية.
وظلت إسرائيل تضرب وتقصف الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة على مدار أكثر من شهرين، إلى أن تم الاتفاق على هدنة مؤقتة بين الطرفين لتبادل الأسرى والرهائن، وذلك في يوم 24 نوفمبر 2023، حيث الإفراج عن 50 إسرائيليًا مقابل 150 فلسطينيًا من النساء والأطفال المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وفي اليوم التالي من انتهاء الهدنة، عادت إسرائيل لما كانت عليه من ضرب وقصف وقتل ومجازر مرعبة، وكأنها وافقت على الهدنة لتلتقط أنفاسها وتشحن قوتها من جديد، لتبيد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الأمر الذي جعلها مدانة من جديد أمام العالم وأكثر انتقادًا، ولم يدعمها سوى أقلية من الدول.
بايدن يعفي إسرائيل من الحرج
وبالنظر في مجريات الأحداث نجد أن إسرائيل هي الجانب الأكثر احتياجًا لوقف إطلاق النار، لا إنسانيًا ولكنه ضعفًا منها، فهي تحارب مدنيين في الشوارع، ليرد عليها بالضرب أفراد المقاومة الفلسطينية، ومن هنا يندرج الأمر تحت مسمى "حرب عصابات"، فبرغم من ضربات القوات الإسرائيلية لم يفرط الشعب الفلسطين في أرضه، ولكن كانت إهانة إسرائيل أكثر حيث قتل عسكري أو جندي إسرائيلي ولا تستطيع إسرائيل تعويضه.
ومع ربط كل تلك الأحداث شعر العالم أن تصريحات "بايدن" ليست نابعة منه، ولكنها من إسرائيل على لسان بايدن، حتى لا يضع الكيان الصهيوني نفسه في موقف محرج أمام العالم ويظهر خيبته، لأنه على الرغم من ممارسة إسرائيل لأفعالها الغير آدمية ضد المدنين الفلسطينيين، إلا أنهم ما زالوا متمسكين بأرضهم ومحتضنين ترابها.