بعد الخلافات مع نتنياهو.. هل يحرك بايدن المياه الراكدة بشأن «حل الدولتين»؟ |خاص
آلاء مباشر مصر 2030كانت عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، بمثابة الشرارة التي جاءت لتعيد الود إلى العلاقات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فلم يهون على الجانب الأمريكي أن يتعرض الكيان الصهيوني إلى ضربات من المقاومة الفلسطينية دون دعم ومساندة واضحة ومباشرة منها.
مساندة أمريكا للكيان الصهيوني
وعلى الفور ساندت أمريكا القوات الإسرائيلية، وقدمت لهم كل معاني الدعم بما تحمله الكلمة، من أسلحة وذخائر وإمدادات، فضلًا عن الإعلام الغربي الذي كان يعمل على قدم وساق لتزوير الحقائق، وإظهار المقاومة الفلسطينية على أنها إرهابية، وأن إسرائيل مجرد رد فعل وتدافع عن نفسها فقط لا غير.
واستمرت القوات الإسرائيلية في ممارسة أفعالها الشنيعة ضد المدنيين الفلسطينيين، فلم يتوقف القصف والقتل، حتى بعدما تم الاتفاق على هدنة مؤقتة لمدة 7 أيام بين الطرفين لتبادل الأسرى، لم تكن إسرائيل ويهدأ لها البال، حتى أقدمت على قتل طفليين في الشارع.
حرب غزة تعيد الخلافات بين بايدن ونتنياهو
ولكن لم تستمر العلاقات الودية طويلًا، إلى أن وجه بايدن في الساعات الماضية، انتقادات حادّة لـ"نتنياهو" على خلفية هذه الحرب، وحذّره من أن القصف العشوائي على غزة سيخسر إسرائيل التأييد الدولي، كما دعاه إلى تغيير حكومته، وجاءت المفاجأة التي لم تكن على البال أو الخاطر، حينما أدلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بتصريحاته، والتي دعا فيها إلى ضرورة التمسك بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
وكان بايدن قد أكد أن إسرائيل بدأت تفقد الدعم في أوروبا وحول العالم بسبب هجومها ضد حركة "حماس" في غزة وعدد الضحايا المتزايد بين المدنيين وقصفهم طيلة الوقت، داعيًا إسرائيل إلى استخلاص الدروس من أخطاء الولايات المتحدة عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ومن جهته اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" بوجود خلافات بشأنه مع واشنطن، إذ أن حكومته ترفض تسليم إدارة القطاع لأي جهة فلسطينية بعد الحرب، فيما تدعو أمريكا إلى وضع القطاع تحت إدارة السلطة الفلسطينية، وتطالب نتنياهو بتغيير موقفه بشأن حلّ الدولتين.
إسرائيل سترفض المساواة بين الطرفين
وتعليقًا على الأحداث الجارية، قال أيمن الرقيب قيادي بحركة فتح الفلسطينية وأستاذ العلوم السياسية، إنه بقياس تصريحات الأمريكان بشأن حل الدولتين في فترة الانتخابان، فقد تحدث "بايدن" بشكل واضح أن الحل الأمثل هو حل الدولتين وأنه رفض خطة الترامب، وعندما جاء الحكم لم ينفذ حل الدولتين، ولذلك استمرت دائرة الصراع.
وأشار الرقيب في تصريحات خاصة لـ"مصر 2023"، إلى رؤية الجانب الأمريكي، إذ أن الحل الأمثل ليس احتلال، لأنه يشبه الخطأ الذي ارتكبته أمريكا عندما احتلت أفغانستان في أحداث 11 سبتمبر 2001، فلا يجب أن يخطو خطوات الخطأ نفسها ويحتلوا غزة، وهذا الأمر كان واضح للغاية في رسالتهم.
وأضاف قيادي بحركة فتح الفلسطينية، أن حل الدولتين أمر صعب في ظل الظروف الراهنة، حيث ابتلاع الاحتلال الصهيوني لجزر كبيرة جدًا في الضفة الغربية وذلك عبر المستوطنات، بالإضافة إلى القصف الشنيع الذي يحدث في قطاع غزة.
وأعرب أستاذ العلوم السياسية، أن إسرائيل تسعى لحل الدول الواحدة، ولكن أن يكون الفلسطينيين والإسرائيليين متساويون في الحقوق والواجبات داخل هذه الدولة سيرفضه الجانب الصهيوني، أما بشأن حل الدولتين فهو يحتاج إلى إرادة دولية كبيرة والبدء في خطوات عملية لتنفيذ ذلك.
وأوضح "الرقيب"، أن ما يتم طرحه الآن هو تحريك الملف السياسي للوصول إلى حل الدولتين، فقد نضجت الحالة ووصلنا لمرحلة لإنهاء هذا الصراع وحل الدولتين، وكل ذلك بمثابة محاولات، ولكنها ليست نهائية في هذا الأمر.
موقف وزارة الخارجية الفلسطينية من "بايدن"
وفي السياق ذاته رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بمواقف الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن حل الدولتين، مطالبة بترجمتها إلى أفعال ملزمة تنهي دوامة الحروب والعنف وتحقق السلام.
وجاء بيان الخارجية الفلسطينية: "نرحب بالتصريحات والموقف الدولي التي أدلى بها الرئيس بايدن بشأن حل الدولتين وانتقاداته لعقلية الانتقام من عموم الشعب الفلسطيني، وبتصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي ومواقفه التي أكد فيها على وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن السلطة الوطنية الفلسطينية هي صاحبة الشرعية في حكم الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني".