بعد تزايد النزوح إلى رفح.. وضع سئ و”كارثة مرتقبة”
مارينا فيكتور مصر 2030يتواصل نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى منطقة رفح على حدود قطاع غزة مع مصر، خوفا من أن يطالهم القصف الإسرائيلي المتواصل في جنوب القطاع.
وخلال الأيام الماضية، ومع اشتداد القتال بين الجيش الإسرائيلي وحماس، أصدرت السلطات الإسرائيلية خريطة إخلاء تطلب من الفلسطينيين التحرك جنوبا ومغادرة الأماكن التي تجري فيها عمليات عسكرية "حفاظا على سلامتهم".
كشف الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، كاظم أبو خلف، إن "أعداد النازحين في ازدياد متواصل، وهذا يرتبط بالعمل الحربي الإسرائيلي ومُعطيات الميدان"، مؤكدًا أن منطقة رفح التي يسكنها في الطبيعي 280 ألف شخص، نزح إليها منذ بداية الحرب أكثر من 400 ألف فلسطيني "بحثًا عن الآمان الغائب".
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أن معظم النازحين في رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام رغم أن الأمم المتحدة تمكنت من توزيع بضع مئات منها.
ويصل المدنيون إلى المنطقة بعد أوامر إخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي شملت مناطق داخل وحول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
الوضع إلى الأسوأ
وحدد الناطق باسم الأونروا، في تصريحات صحفية، تفاصيل الوضع الراهن في ظل استمرار النزوح الكبير لسكان غزة، في عدد من النقاط قائلا إن "الوضع في قطاع غزة يتجه من سيء إلى أسوأ، خاصة بالنظر إلى التزايد الكبير في أعداد النازحين جنوبًا، وخاصة بمنطقة رفح الفلسطينية".
وأضاف: "النزوح في البداية كان للمناطق الجنوبية، لكن بعد التوغل البري والقصف المتواصل في الجنوب بمناطق دير البلح وخان يونس، فهناك أعداد أخرى تنزح، وبالتالي من المتوقع أن يصل العدد في مدينة رفح أقرب إلى مليون نازح".
وأشار إلى أن "منطقة رفح غير مهيأة لاستقبال هذا العدد الكبير، سواءً من ناحية البنى التحتية، أو الخدمات الإغاثية المقدمة سواءً من جانبنا في الأونروا أو غيرها من المؤسسات العاملة لتقديم الخدمات الإغاثية.
سيء للغاية
وأكد أن "الوضع في مراكز الإيواء "سيء للغاية"، فهناك أكثر من 1.2 مليون شخص موجودين في مرافقنا التابعة للوكالة البالغ عددها 154 مرفقًا، والاستجابة لاحتياجات الناس باتت تحدٍ كبير أمام المؤسسات العاملة في المجال الإنساني".
وأثر دمار كبير في كل مناطق غزة، بشكل كبير على تقديم الخدمات للنازحين، ولا يكفي دخول 100 شاحنة يومياً، خصوصا في ظل الدمار الواسع، إذ كانت 500 شاحنة تدخل يومياً قبل اندلاع الحرب.
وبات الوقود شأنه في الأهمية شأن الدواء والماء، ففي التاسع والعاشر من ديسمبر الجاري، دخل 150 ألف ليتر من الوقود يومياً، لكن هذا أيضا لا يكفي خصوصا أننا على سبيل المثال، نحتاج في الأونروا إلى 160 ألف ليتر من الوقود يومياً للقيام بعملياتنا كحد أدنى.
وتطالب المنظمات الإغاثية بوقف إطلاق النار بشكل حقيقي وجاد، أو حتى هدنة إنسانية وممرات آمنة حتى تتمكن من إدخال المساعدات ومضاعفتها ودخولها بشكل مستمر وكبير ودون معوقات.