زلازل وإعصار وآخره حرب.. 2023 عام المصائب للشرق الأوسط
مارينا فيكتور مصر 2030زلازل وأعاصير وصراعات أهلية وحروب مدمرة بدأت من السودان لتكتمل في غزة، هكذا عاش الكثير من شعوب الشرق الأوسط أوقاتا عصيبة في عام 2023، أودت بحياة الآلاف، ولا يحمل أفق عام 2024 رؤية واضحة لنهايتها.
كان أكثر المُتضرّرين من هذه الكوارث والحروب، شعوب المناطق المنكوبة سوريا والمغرب وليبيا التي لحق بها غضب الطبيعة في صورة زلازل وأعاصير، والآن السودان وفلسطين اللذان يعيشان تحت وطأة حروب ثقيلة.
زلزال سوريا وتركيا
في 6 فبراير، ضرب سوريا مع تركيا المجاورة زلزل بقوة 7.4 درجة على مقياس ريختر، أسقط نحو 6 آلاف قتيل في سوريا، بخلاف الدمار الواسع في المباني.
وأسهمت الجهود الإقليمية في السماح بمرور المساعدات إليها رغم العقوبات المفروض على دمشق.
زلزال المغرب
في 8 سبتمبر، اهتزّ المغرب بزلزال ضخم قوته 7 ريختر، أسقط 2680 قتيلا، وبلغ عدد الجرحى 25621، بجانب انهيار مبانٍ وتضرّر مناطق أثريّة، وامتدّت آثاره من قرى جبلية في مدينة مراكش القديمة حتى ساحل المغرب الشمالي.
بعد زلزال المغرب بيومين، عصف بشرق ليبيا إعصار "دانيال"، في 10 سبتمبر، الذي اجتاح مدينتي درنة والبيضاء، وجرف آلاف الأشخاص بمياه الفيضانات الغزيرة التي تسبَّب فيها، خاصَّة بعد انهيار عدة سدود أمامه.
وانتهى زلزال المغرببمقتل أكثر من 3800 شخص، وإصابة آلاف آخرين، بخلاف 10 آلاف مفقود، بعضهم يُعتقد أنَّهم جثث ما زالت في البحر، ومحا البنية التحتية لعدة أحياء.
حرب السودان
في 15 أبريل، اشتعل صراع عسكري مدمّر داخل السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع (جماعات مسلّحة كانت تعمل تحت إمرة الجيش)، أسفر حتّى اللحظة عن مقتل 12 ألف شخص، وتشريد 6 ملايين داخل وخارج السودان، وخسائر مادية بـ60 مليار دولار.
وألحق القتال أضرارا هائلة في البنية التحتية والمرافق العامة؛ ما عطَّل خدمات أساسية، خاصّة في القطاع الصحي، وسط انتشار واسع للوبائيات، مثل الملاريا وحمَّى الضنك.
وخرجت نحو 70 بالمئة من المستشفيات عن الخدمة، كما تعاني مستشفيات من نقص حاد في شرائح فحص الفيروسات، ما أدّى لوقف التبرّع بالدّم في بعضها، رغم حاجة مرضى الحوادث وإصابات الحرب وبعض الأمراض إليه.
وتوفّي المئات من المصابين بالأمراض المزمنة، مثل الكُلى والسكري وغيرهما، بسبب نقص حاد في الرعاية الطبية والأدوية المُنقذة للحياة.
نتيجة لما سبق، توقع صندوق النقد الدولي هبوطا حادا للاقتصاد السوداني، خاصّة مع تركّز القتال في الخرطوم التي توجد بها صناعات مهمة، وعدم وجود أفق منظور لنهاية الصراع.
حرب غزة
في 7 أكتوبر، تعرّضت إسرائيل لأكبر هجوم بري في تاريخها، نفّذته حركة حماس تحت اسم "طوفان الأقصى"، استهدف مستوطنات قريبة من قطاع غزة، وقتلت فيها 1200.
وردت إسرائيل على الهجوم بعملية "السيوف الحديدية"، التي تحوّلت لحرب شعواء على قطاع غزة، لم تستهدف فقط عناصر "حماس"، لكن كل سكان القطاع وبنيته التحتية، بما فيها المستشفيات والمدارس، بأسلحة متقدّمة و20 ألف طن مِن المتفجّرات، في عملية ضغط كشفت تصريحات مسؤولين إسرائيليين، منهم وزير المالية، بتسلإيل سموتريش، أنّها تهدف لإجبار السكان على الرحيل من غزة إلى الخارج، خاصة مصر.
وصل ضحايا الحرب الإسرائيلية حتى الآن لنحو 18 ألف قتيل فلسطيني، و47 ألف مصاب، وفق إحصاءات وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة، بخلاف تدمير شامل للكثير من البنية التحتية، خاصّة في شمال غزة الذي نزح مئات الآلاف منه نحو الجنوب.