باب المندب.. هل يتسبب في قلب الطاولة على الحوثيين؟
المضيق الباب المندب يُعَدُّ أحد أهم الممرات المائية في العالم، إذ يربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي على سواحل اليمن وجيبوتي وإريتريا، ويُستخدم هذا الممر بشكل رئيسي لنقل الشحنات العالمية عبر المياه.
ويُعَدُّ هذا الممر حيويًا للشحنات، حيث يُمَرُّ به إمدادات النفط والوقود من الخليج العربي إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد، بالإضافة إلى البضائع المتجهة إلى آسيا، مثل النفط الروسي.
وتعرضت السفن في هذا المضيق لهجمات من مليشيات الحوثي نتيجة لتداعيات الصراع في غزة، مما أثر سلبًا على التجارة العالمية وزاد من خطر انسداد هذا الممر الحيوي، مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمي، وهذا دفع العديد من الدول للتدخل لوقف تلك الهجمات أو المطالبة بتدخل دولي لحل الأزمة.
فباب المندب يمتاز بأنه يصل عرضه إلى 30 كيلومترًا في أضيق نقاطه، مما يجعل من الصعب للسفن الكبيرة الملاحة فيه، ويُقتصر استخدام مسارين فقط للشحنات الواردة والصادرة، وتفصل بينهما جزيرة بريم.
في عام 1973، شهد المضيق حصارًا بحريًا فرضته مصر على إسرائيل خلال حرب أكتوبر، وهو حدث أيضًا ذو أهمية تاريخية لهذا الممر البحري.
ويؤكد متحدث باسم مليشيات الحوثي أنهم نفذوا عملية عسكرية ضد ناقلة تجارية نرويجية في البحر الأحمر، معلنين عزمهم على منع السفن من الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية.
وتم استهداف الناقلة النرويجية "ستريندا"، بحسب المتحدث الحوثي، في حين أكد مسؤول أمريكي وقوع الهجوم على بعد 111 كيلومترًا شمال مضيق باب المندب في تمام الساعة 9 مساءً بتوقيت غرينتش.
وفي 9 ديسمبر، هدد الحوثيون بمهاجمة جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسياتها، وحذروا الشركات الدولية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وبتاريخ 3 ديسمبر، أكد الجيش الأمريكي تعرض ثلاث سفن تجارية لهجوم في المياه الدولية بجنوب البحر الأحمر، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ على سفينتين إسرائيليتين في تلك المنطقة.
وفي 19 نوفمبر، أكدت إسرائيل استيلاء الحوثيين على سفينة شحن تابعة لبريطانيا ويابانية في جنوب البحر الأحمر.
ويمر يومياً عبر مضيق باب المندب حوالي 7.80 مليون برميل من شحنات النفط الخام والوقود، وهو ارتفاع من 6.60 مليون برميل يومياً خلال العام السابق، حسب تقديرات شركة تحليلات النفط فورتيكسا.
وسجَّلت فورتيكسا عبور 27 ناقلة محمَّلة بالخام أو الوقود يومياً في المتوسط خلال عام 2023، وهو ارتفاع من 20 ناقلة في العام السابق.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت إدارة معلومات الطاقة إلى أنَّ 12% من إجمالي النفط المنقول بحرًا في النصف الأول من عام 2023 و8% من تجارة الغاز الطبيعي المسال تمَّت عبر باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس.
وفيما يتعلق بالحدث، أدانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون في اليمن على ناقلة تجارية نرويجية، معربة عن قلقها من تأثير هذه الأحداث على استقرار المنطقة.
كما أكد المتحدث باسم البنتاغون، الميجر جنرال باتريك رايدر، أن هذه الأعمال من قبل الحوثيين تهدد الاستقرار وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتستدعي بالضرورة حلا دولياً للتعامل معها.
