الرئيس الأرجنتيني الجديد.. هل يسير على خطى زعيم كوريا الشمالية؟
يبدو أن رئيس الأرجنتين الجديد خافيير مايلي، يسير على خطى زعيم كوريا الشمالية في بعض القرارات.
وقالت الحكومة في بيان، أن الرئيس قام بإلغاء نصف الوزارات، تنفيذاً لتعهده أثناء الحملة الانتخابية، وإن الخفض ضرورة لترشيد أعمال الدولة وجعلها أكثر كفاءة.
ووقع الاقتصادي الليبرالي المتشدد، الأحد، المرسوم عقب أدائه اليمين الدستورية رئيساً للأرجنتين، في مراسم حضرها عدد من قادة العالم.
وخفض القرار عدد الوزارات من 18 إلى 9، وبموجب القرار تشكلت وزارة رأس المال البشري الجديدة، التي تجمع وزارات التنمية الاجتماعية، والصحة، والعمالة، والتعليم، وستضم وزارة العدل وزارة حقوق الانسان.
وفاز المرشح الليبرالي المتطرف خافيير ميلي في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، في نوفمبر الماضي، وحقق فيها مفاجأة كبيرة بحصوله على 55.95 في المائة من الأصوات، وفق ما أظهرت نتائج جزئية رسمية، وأوضح ميلي في خطاب النصر، إن اليوم تبدأ نهاية الانحطاط وتنطلق إعادة إعمار الأرجنتين.
ومن مواقفه غير المألوفة تشمل دعمه لتبادل الأعضاء البشرية، حيث عبّر مرة عن رأيه قائلاً: "جسدي هو ملكي، لماذا لا يمكنني التحكم فيه؟".
وأشار إلى وجود انتظار كبير في الأرجنتين لأعضاء المتبرعين، مما دفعه إلى دعم فكرة إيجاد آليات سوقية لحل هذه المشكلة.
وفي الوقت نفسه، يعارض الإجهاض ويدعو إلى حرية حمل السلاح في بلد شهد زيادة ملحوظة في معدلات الجريمة خلال السنوات الأخيرة.
كما ظهر ميلي في إحدى الفعاليات حاملاً منشارًا وهو يقف في سيارة، مما أثار موجة من الميمات على منصات التواصل الاجتماعي.
فبرأيه الشخصي، يرى المنشار رمزًا لضرورة وضع حد للطبقة السياسية، التي نشأت في السنوات الأخيرة في الأرجنتين، ومعالجة الجهاز الحكومي المعطل، وخفض الإنفاق الحكومي، ومحاربة التضخم الذي تجاوز بالفعل نسباً عالية ووصل إلى 100٪.
ومن بين تصرفاته الجدلية أيضاً، أنه انتقد البابا فرنسيس الذي يعتبره الكثيرون شخصية محترمة في الأرجنتين، وصفه بأنه ممثل لكل ما يسبب ضرراً للأرض، كما دعا أحد المقربين منه إلى قطع العلاقات مع الفاتيكان.
وتعيش الأرجنتين حاليًا واحدة من أسوأ فتراتها اقتصاديًا واجتماعيًا منذ استعادة الديمقراطية قبل أربعين عامًا، وهذا هو العامل الرئيسي الذي دفع رسالة ميلي ضد "الطبقة السياسية" لجذب الكثير من الناخبين المحبطين.
لكن في الآونة الأخيرة، تفتقر البلاد إلى توافق سياسي على المدى الطويل، حيث أصبحت المواجهة المستمرة بين الحكومة والمعارضة هي الأساس الذي أدى إلى زيادة عدم الاستقرار وانخفاض الوضع الاقتصادي.
كما يعيش اليوم في الأرجنتين أكثر من 18 مليون شخص، أي نحو 40٪ من سكانها، تحت خط الفقر، وتشير الأرقام الرسمية إلى معدل تضخم سنوي يبلغ 143٪ خلال الـ12 شهرا الماضية حتى شهر أكتوبر.
