«أمريكا قد تشارك فيها».. هل تندلع حرب جديدة مُدمرة بين 4 دول؟
عبده حسن مصر 2030بدأت المؤشرات تتصاعد في الأيام الأخيرة حول احتمالية اندلاع حرب جديدة، حيث يرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تكون على بُعدٍ قريب من الانجراف نحوها.
ويأتي هذا بعد استفتاء جرى في فنزويلا يسمح للسلطات هناك بالتدخل العسكري في إقليم نفطي يتبع دولة غويانا المجاورة، فقلقت الدول اللاتينية من هذا التطور بشكل كبير، حيث حشدت فنزويلا وغويانا - اللتان تتنازعان النفط - جيوشهما، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل.
وتعتبر واشنطن أن السيطرة الفنزويلية على موارد النفط في جارتها يُعتبر تهديدًا مباشرًا لها، مما يعطي فنزويلا قوة تُعتبر مفضلة لروسيا والصين، اللتين هما الحليفان الرئيسيان لـ "كاراكاس".
وتشير البداية المبكرة للتوترات الحالية إلى اكتشاف أكثر من 11 مليار برميل من النفط والغاز في مساحة واسعة تبلغ 6.6 مليون فدان على سواحل دولة غويانا في عام 2015.
فبالرغم أن المنطقة البرية في إيسيكيبو تظل غابة غير مستكشفة بشكل كبير، فإن هذا الاكتشاف وضع غويانا على خريطة العالم كإحدى المنتجين الرئيسيين للنفط، وفقًا لتقارير قناة الحرة الأمريكية، وفنزويلا تجدد مطالبتها بإقليم "إيسيكيبو"، الذي تعتبره جزءًا من أراضيها ولا ينتمي إلى غويانا.
هذه الخطوة الأخيرة من فنزويلا يمكن أن تفسر بواسطة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد نتيجة سوء الإدارة وانتشار الفساد، بالإضافة إلى العقوبات الأمريكية.
كما أن النزاع بين غويانا وفنزويلا ليس مجرد خلاف بين جارين، بل يُعتبر أكثر تعقيدًا وأقدم من ذلك، حيث يعود جذوره إلى أكثر من 200 عام، وتحديدًا عام 1824، عندما طالبت فنزويلا بضم إقليم "إيسيكيبو" إليها.
وهذا الخلاف شهد مناقشات ومحادثات لعقود طويلة، وصلت في بعض الأحيان إلى المحاكم الدولية ووُقعت اتفاقيات. في النهاية، بقي إقليم "إيسيكيبو" تحت سيطرة غويانا.
وعاد الصراع مرة أخرى، بعد قرار فنزويلا المفاجئ - بعد مرور 200 عام - بإجراء استفتاء شعبي لضم إقليم "إيسيكيبو" إلى سيادتها كجزء من أراضيها.
وفي الاثنين الماضي، صدرت نتيجة الاستفتاء بموافقة 95% من شعب فنزويلا على ضم الإقليم، ما يهدد الأمن القومي لغويانا، كما أن إنتاج النفط الحالي في غويانا يبلغ حوالي 400 ألف برميل يوميًا من النفط والغاز، ومن المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027.
حيث يعد الإقليم الغني بالنفط محركًا رئيسيًا للاقتصاد الغوياني، ومن المتوقع أن يُحقق دخلاً ضخمًا للبلاد في السنوات المقبلة، بالرغم من أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم بحوالي 303 مليار برميل، وتمتلك أيضًا مخزونات هائلة من الغاز الطبيعي، إلا أن إنتاجها تراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات الأمريكية والفساد المزعوم وتدهور البنية التحتية.
وتزداد الشكوك حيال وجود تدخلات من قبل روسيا المتحالفة مع فنزويلا وكذلك الصين في هذا الصراع، وتثير هذه التساؤلات حول مدى رغبة بكين وموسكو في توريط واشنطن في نقاط توتر إضافية، إلى جانب المواجهات المستمرة في أماكن أخرى مثل أوكرانيا ومؤخراً غزة.
فالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أرسل قوات نحو الحدود مع غويانا، تحضيرًا للمطالبة بـ 160 كيلومترًا مربعًا من الأراضي المسماة "إقليم إيسيكيبو"، مشيرًا إلى رغبته في "الإنقاذ السلمي" للمنطقة المزعومة أنها احتلتها الإمبراطورية البريطانية وورثتها غويانا بالقوة ودمّرتها، كما أمر ببدء منح تراخيص لاستغلال النفط والغاز والمناجم في تلك المنطقة.
وعلى الجانب الآخر، أعلنت غويانا تكثيف إجراءاتها الأمنية وشراكتها مع الجيش الأمريكي لحماية "إقليم إيسيكيبو" الذي يُعتبر غنيًا بالنفط، ووصفت نوايا فنزويلا بمنح تراخيص للتنقيب بأنها "تهديدًا مباشرًا" لسيادة غويانا وأمنها.
وأكد رئيس غويانا عرفان علي أنه لن يسمح بانتهاك أراضي بلاده أو عرقلة تطورها، مشيرًا إلى استعداد قوات الدفاع الغويانية وتعاونها مع الولايات المتحدة في هذا السياق.
وأعلنت سفارة الولايات المتحدة في غويانا أن القوات الأمريكية ستشارك في تدريبات عسكرية مشتركة مع الجيش الغوياني لتعزيز التعاون الإقليمي والأمن. هذا يأتي في سياق تعبير البيت الأبيض عن قلقه بشأن التوترات الحالية بين البلدين بسبب النزاع على المنطقة الحدودية الغنية بالنفط.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع البرازيلية نقلت قواتها إلى الحدود المشتركة مع منطقة إيسيكويبو كإجراء دفاعي واحتياطي.
وأكد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا دعم بلاده القوي لغويانا وعدم رغبتها في أي سلوك متهور من قبل فنزويلا، فيما أعلنت وزارة الدفاع البرازيلية عن إرسال فريق للقاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، للتأكد من عدم استخدام الأراضي البرازيلية لأي عمليات عسكرية أو انتهاك أي اتفاقيات بين البلدين.