27 نوفمبر 2024 02:39 25 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

«طوفان الأقصى».. ماذا وراء هجمات حماس 7 أكتوبر؟

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

تمت هجمات حماس على إسرائيل "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر 2023 وكانت من بين أكثر الهجمات فتكاً في تاريخ الدولتين، وأدت إلى اندلاع حرب مدمرة تسببت في خسائر كبيرة بين الفلسطينيين، حيث بلغ عدد الضحايا 15000 فلسطينيّ حتى الآن.

ومع ذلك، تبادر السؤال حول سبب شن حماس هجومها على الرغم من العواقب الوخيمة المحتملة؟ باستناد إلى تصريحات قادتها وتقارير موثوقة وسجلها السابق، خلص الباحثان دانيال بايمان وماكنزي هولتز من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن إلى بعض الإجابات في تحليلهما المشترك.

وأوضح الباحثان: "كانت من أهداف حماس القتل الجماعي للإسرائيليين، حيث كشفت صحيفة واشنطن بوست عن تعليمات مضمونة ضمن أغراض القتلى تحث على قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص واحتجاز أكبر عدد من الرهائن".

كما أعدت حماس مقاتليها بقنابل حرارية قادرة على إشعال حرائق هائلة في المنازل بسرعة، وكان لدى المقاتلين إمدادات كافية من الذخيرة والطعام لمواصلة التوغل في إسرائيل.

وبالفعل، جزءٌ من هدف حماس يعكس رغبتها في الانتقام من هجمات إسرائيلية سابقة واحتلال مستمر للضفة الغربية واعتقال قادتها وعزل قطاع غزة وقصفه.

وحتى 7 أكتوبر، كانت غالبية الإسرائيليين يعيشون حياتهم وسط اعتقادهم بأن وضع حماس لا يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لهم، ورغم كراهية حماس الجذرية لإسرائيل، إلا أن السبب وراء قرارها بشن هجوم في 7 أكتوبر لا يمكن تفسيره بسهولة.

وقد يكون جزءًا من التفسير أن حماس لم تحقق مكاسب كبيرة من إشارات الاعتدال التي أظهرتها قبل الهجمات.

وفي عام 2017، أعادت حماس ترتيب دعاياتها بإصدار ميثاق جديد أشار فيه إلى قبولها لحل الدولتين مؤقتًا، ورغم وجود عناصر معادية لإسرائيل في هذا الميثاق، فإنه كان تغييرًا عن البيان التأسيسي للحركة في عام 1988 الذي رفض أي تسوية مع إسرائيل.

كما بدأ بعض الإسرائيليين والمحللين يعتقدون أن استلام حماس مسؤولية الحكم في قطاع غزة منذ ما يقرب من عقدين قد يكون قد أدى إلى تلطيف مواقفها تجاه الصراع. على الرغم من هذا التبدل الملحوظ، فإن حماس لم تقلل من هجماتها على إسرائيل، بل عاقبت علنًا المتورطين في خرق اتفاقات وقف إطلاق النار، فيما سمحت لحركة الجهاد الإسلامي بشن هجمات بمفردها في أوقات محددة.

وهل كانت هذه الاستراتيجية مجرد واجهة بينما كانت حماس تخطط لهجوم في 7 أكتوبر؟ هذا ما يتساءل عنه الباحثان، وربما كان كذلك.

وعلى الرغم من ذلك، فإن إسرائيل والمجتمع الدولي لم يظهروا أي تغيير جوهري في سياساتهم ردًا على هذه الاعتدالية المحتملة من حماس، تم التفاوض على تنازلات اقتصادية محدودة وصدرت بيانات تقر بدور حماس في حكم غزة، لكن التحولات الجذرية كانت ضئيلة.

كما كان هناك خطاب سياسي محفز لليمين المتطرف وزيادة مستويات العنف ضد الفلسطينيين خلال عامي 2021 و 2022، واللذان كانا الأكثر دموية للفلسطينيين، مما أدى إلى توسيع المستوطنات في الضفة الغربية بموافقة حكومة نتنياهو.

وأظهرت الحكومة الإسرائيلية ازدراؤها لحماس، حيث مزَّقَ نتنياهو ميثاق حماس المعدَّل أمام الكاميرا ودعا إلى وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، وأعطى منبراً لليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش ومن مماثليه، وهذا النقص في المحفزات للتواصل والاعتدال قد يكون سببًا في النظر إلى شن هجوم واسع النطاق.

وتجلى هذا في تصريحات مسؤول حماس باسم نعيم بعد هجوم 7 أكتوبر، حيث أشار إلى أنهم كانوا يعلمون بالرد العنيف المتوقع، لكن لم يكن لديهم خيارات أخرى.

وقد يكون قادة حماس قد اعتبروا أنهم يفقدون دعمهم في غزة، حيث تسيطر إسرائيل على الكثير من الحياة اليومية هناك، مما يجعل الوضع الاقتصادي والإنساني متدهورًا بشكل كبير، فبالتالي، فإن حماس تجد صعوبة في الحفاظ على دعمها الشعبي.

وعلى الرغم من ادعاءات حماس بالشرعية، فإن وجود جماعات أخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي تواصل القتال، مما يثير تساؤلات حول مصداقية حماس كمنظمة مقاومة إسلامية، بحسب تقارير عبرية، لذا، حاولت حماس استعادة مكانتها بين الفلسطينيين ودوليًا بتنفيذ هجوم واسع النطاق. ربما أرادت حماس استغلال الرد الإسرائيلي لزيادة دعمها الشعبي، حيث أشار خالد مشعل إلى أنه يعلم بتضحيات العملية.

واستغلال الرد العنيف من أي دولة ضدها هو تكتيك معروف، حيث قد لا يحب الكثيرون في غزة حماس، ولكن عندما يجدون أنفسهم أمام اختيار بين دعم الجماعة وتأييد العمليات العسكرية الإسرائيلية، يلتفون حول قضيتها.

كما قدمت حماس في الماضي استعدادها للتضحية بأمن سكان غزة من أجل تحقيق مصالحها، حيث وضعت أصولها العسكرية بالقرب من المنشآت الحيوية كالمستشفيات والمساجد والمدارس.

وعندما يتعرض البنية التحتية الحضرية للدمار وتزيد الخسائر البشرية في غزة، يرى العالم الهمجية في الرد الإسرائيلي ووحشيته.

وفي حال نجحت حماس في تعزيز مصداقيتها، ستقوض بذلك مصداقية منافستها الرئيسية، السلطة الفلسطينية، التي تركز دائمًا على الحوار والتعاون مع إسرائيل.

ومع ذلك، فإن رئيس السلطة، محمود عباس، فقد جزءًا كبيرًا من مصداقيته، خاصة بعد الرد الإسرائيلي المدمر الذي شهدته الفلسطينية.

وهذا التحديث يدعم ادعاءات حماس بأنها الحركة الوطنية الفلسطينية، وليس في غزة فقط، بل أيضًا في الضفة الغربية وبين الفلسطينيين المنتشرين.

كما أن عباس، البالغ من العمر 88 عامًا، يعاني من تدهور صحته وليس هناك بديل واضح له، مما يجعل حماس تعمل على تعزيز قوتها في حين يواجه منافسيها حالة من الضعف.

في الختام، يطرح الكاتبان تساؤلًا حول مدى تحقيق حماس لأهدافها، حيث تغير الخطاب الإقليمي لصالح الجماعة التي استعادت مصداقيتها بين العديد من الفلسطينيين، وعلى الرغم من ذلك، فقد أدى هذا الاندلاع إلى تهديد لقيادة حماس وسيطرتها على غزة من خلال العمليات الإسرائيلية، وحتى إذا نجحت حماس في أهدافها، فإن الشعب الفلسطيني سيدفع ثمنًا باهظًا على الأرجح، بسبب رغبة تل أبيب في الانتقام.

طوفان الأقصى حماس وإسرائيل حرب غزة هجمات 7 أكتوبر

مواقيت الصلاة

الأربعاء 02:39 صـ
25 جمادى أول 1446 هـ 27 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:59
الشروق 06:30
الظهر 11:43
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17
more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr