«أقوى من القصف».. خطر إضافي يحصد أرواح أهالي غزة |خاص

جثث وأشلاء وأعضاء ودماء ترتمي على أرصفة الشوارع في قطاع غزة، فإذا كنت من الشعب الفلسطيني فبمجرد أن تسير في أي منطقة، ستجد نفسك محاصر بالعديد من الأمور المفزعة التي اعتادت عيناك رؤيتها، وبالطبع ستجد أحد من أقاربك أو أصدقائك إن لم تكن دائرة معارفك كلها قد قُصفت وملقاه على الأرض لا حول لها ولا قوة، والتي قد يكون مر عليها وقت طويل.

شبح جديد يلتهم أرواح الفلسطينيين

ومن هنا يدخل الشعب الفلسطيني في دوامة جديدة، وهي انتشار الأمراض والأوبئة، فإن لم يموتوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، فسيموتوا بالفيروسات التي أصبحت كالهواء الذي نتنفسه.

فقد شاهدنا العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي بثت لنا حال أشقائنا الفلسطينيين هناك، المناظر تقشعر لها الأبدان وتجف أمامها الدماء ويبيض لها شعر الرأس، فحياتهم أشبه بالكابوس وهم يعافرون للاستيقاظ منه.

وما زالت آلاف الجثامين مطمورة تحت ركام المباني المهدمة في شمال قطاع غزة، إثر الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع، والقضاء على البنية التحتية، ومن ثم بدأت المخاوف من الأوبئة والكوارث الصحية تراود من بقوا أحياء في شمال القطاع، أو من هم وفي وسطه وجنوبه بفعل انتقال الأوبئة خاصة، خاصة مع وجود عجز في الفرق الطبية لدفن الجثث أو احتوائها في برادات المستشفيات.

ويواجه ملايين الفلسطينيين أزمة الجفاف، ويتعرضون لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، في ظل أزمة المياه المتصاعدة مع استمرار الكيان الصهيوني في حجب الإمدادات الأساسية وقطعها عن غزة، بما في ذلك خط الأنابيب من إسرائيل ومحطات تحلية المياه على البحر الأبيض المتوسط ​​والآبار، فهم يعانون من الأمراض والأوبئة الناتجة عن الجثث والأشلاء المتناثرة وتلوث المياه المتاحة امامهم للشرب.

الأمراض والأوبئة أخطر من ضربات الاحتلال

وفي هذا الصدد قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن وقف إطلاق النار فورًا هو الحل الوحيد لتقليل انتشار الأمراض والأوبئة الناتجة عن الجثث والأشلاء المتناثرة في قطاع غزة.

أما بشان الموت بسبب شرب المياه، فقد أكد بدران في تصريحات خاصة لـ"مصر 2030"، أن الحروب تزيد من تلوث المياه حتى المياه الجوفية بالمعادن الثقيلة، مما يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في الجهاز التنفسي للشعب الفلسطيني وينتهي الأمر بالوفاة.

ولفت الأنظار نحو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، إذ أنهم أكثر عرضة للوفاة، بسبب الأمراض المرتبطة بالمياه غير الآمنة والصرف الصحي. وبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، فإن الوضع أسوأ، لأن الأطفال دون سن الخامسة معرضون أكثر من عشرين مرة للوفاة، بسبب الأمراض المرتبطة بالمياه غير الآمنة والصرف الصحي، وذلك مقارنة بالعنف الإسرائيلي المباشر.

وأشار عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إلى مرض الكوليرا المنتشر في قطاع غزة، حيث تنجم الكوليرا بشكل رئيسي عن بكتيريا، وذلك عن طريق استهلاك الأطعمة الملوثة أو مياه الشرب، مؤكدًا انها تزيد من معدلات الوفيات المرتفعة بشكل مثير للقلق بين الأمراض التي تنقلها المياه.

وتابع أن الحرب والقصف يهلك المعدات الطبية في المستشفيات، موضحًا أن تلوثها يفني بحياة المرضى والجرحى، نظرًا لعدم توافر ادوات التعقيم بسبب ما تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي في الفلسطينيين.

تحذيرات الصحة العالمية

وفي السياق ذاته، حذرت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، من انتشار الأمراض والأوبئة فى قطاع غزة المنكوب، والتى تعد كارثة أكبر من تهديدات القصف الإسرائيلي، موضحة أن التقارير تشير إلى انتشار الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي بشكل واسع بين الأطفال في المرافق المكتظة التي يعيش فيها حوالي 1.1 مليون شخص.