بعد الفيتو الأمريكي.. ماذا فعلت إسرائيل بسكان خان يونس؟
عبده حسن مصر 2030طالبت إسرائيل سكان وسط مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة بالمغادرة، وذلك في يوم أمس السبت، قبل أن تبدأ بقصف المنطقة من الشمال إلى الجنوب بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لرفض طلب وقف إطلاق النار.
وهذا الإجراء جاء بعد انهيار الهدنة في بداية هذا الشهر، حيث بدأت إسرائيل حملة برية في جنوب قطاع غزة بغزو مدينة خان يونس الرئيسية.
ونُشِرت خريطة على منصة إكس من قبل المتحدث باسم إسرائيل باللغة العربية تظهر 6 مناطق مع أرقام في خان يونس تم طلب إخلاؤها "على وجه السرعة"، وشملت الخريطة أجزاءً من وسط المدينة التي لم تشملها هذه الأوامر من قبل.
وكانت إسرائيل قد أصدرت تحذيرات مشابهة الأسبوع الماضي قبل اقتحام أجزاء شرقية من المدينة، وأعرب السكان عن خوفهم من أن تكون هذه الأوامر الجديدة إشارة لهجوم جديد.
وبفعل الحملة العسكرية الإسرائيلية، اضطُرت الغالبية العظمى من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، لمغادرة منازلهم، وتعرض العديد منهم للنزوح المتكرر.
ومع تصاعد القتال في القطاع، يؤكد السكان ووكالات الأمم المتحدة أنه لا يوجد مكان آمن للاجئين، بينما تثير إسرائيل شكوكًا بشأن ذلك.
وإسرائيل تمنع سكان غزة من استخدام الطريق الرئيسي بين الشمال والجنوب، وتوجههم بدلاً من ذلك نحو سواحل البحر المتوسط.
في خان يونس، وصلت جثث القتلى وتدفق الجرحى إلى مستشفى ناصر خلال الليل، وكانت المشاهد مروعة حيث هرع مسعفٌ من سيارة الإسعاف وهو يحمل جثة طفلة ترتدي زيًا ورديًا.
وداخل المستشفى، كان الأطفال الجرحى يعانون ويلوّنون من الألم على الأرض بينما تسارعت الطواقم الطبية لتقديم الرعاية لهم. خارج المستشفى، كانت الجثث مصفوفة ومغطاة بأكفان بيضاء.
وأفاد مستشفى ناصر ومستشفى الأقصى في دير البلح بمقتل 133 شخصًا وإصابة 259 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية، وترتفع الحصيلة الرسمية إلى ما يقرب من 17,700 شخص وفقًا لوزارة الصحة في القطاع، وهناك آلاف آخرين في عداد المفقودين الذين يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.
وأشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشار: "نعتقد أن عدد الضحايا تحت الأنقاض قد يكون أكبر مما تم استقباله في المستشفيات".
وقد اتهم عاملون في القطاع الطبي في شمال غزة إسرائيل بقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف، وأكد أحد المسعفين في حي الشجاعية بغزة لوكالة رويترز أن طواقم الإسعاف غالبًا ما تكون غير قادرة على الاستجابة لنداءات الجرحى.
والمسعف الذي طلب عدم الكشف عن هويته أشار قائلاً: "هذا يسبب ألماً كبيراً لقلوبنا، حاولنا سابقاً التوجه إلى تلك المناطق ولكن فرق الإسعاف تعرضت لإطلاق نار من الجانب الإسرائيلي"، وأوضح أيضاً: "نعتقد أن هناك قتلى في بعض المناطق شرق الشجاعية وغيرها، لكن لا يمكن لأحد الوصول إليها".
وقال محمد صالحة، مدير مستشفى العودة، إن القوات الإسرائيلية حاصرت المستشفى لعدة أيام بالدبابات وأطلقت النار على الأشخاص الذين حاولوا الدخول أو الخروج، مشيراً إلى مقتل امرأة في الشارع وأحد العاملين في المستشفى أثناء وجوده بجانب نافذة.
وأفادت وزارة الصحة بأن القوات الإسرائيلية قتلت اثنين من الكوادر الطبية داخل مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة.
لم يصدر أي تعليق فوري من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول تقارير إطلاق النار على سيارات الإسعاف والمستشفيات.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اتهم حركة حماس سابقاً بإخفاء مقاتلين داخل المنشآت الطبية، بينما نفت حماس تلك الادعاءات.
وفي تصويت أُجري في الأمم المتحدة يوم الجمعة، صوت 13 عضوًا في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار نظرًا للأسباب الإنسانية.
كما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد هذا القرار في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت. وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن تقديره لاستخدام واشنطن حق النقض.
ونتنياهو قال: "على الدول الأخرى أن تدرك أن دعمهم لوقف الحرب سيمنع القضاء على حماس، في حين يساهم في الحفاظ على وجودها".
تقول إسرائيل إنها تسعى لحماية المدنيين بتوفير خرائط للمناطق الآمنة، وتلقي باللوم على حماس بسبب تضييقها على المدنيين واستخدامها كدروع بشرية، وهو ما ينفيه مقاتلو حماس.
من جهتهم، يعتبر الفلسطينيون الهجوم على غزة حربًا تستهدف السكان المدنيين، بينما طالبت واشنطن إسرائيل بالمزيد من الجهود لحماية المدنيين في مرحلة ما بعد الحرب. لكن واشنطن تظل مؤيدة لمواصلة إسرائيل لأنها ترى أن وقف إطلاق النار لن يؤدي إلا إلى تعزيز قدرة حماس.
وأشار نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود إلى أن الدعوة لوقف غير مستدام لإطلاق النار ستزرع بذور النزاعات المستقبلية.
كما أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة جعلها شريكة في جرائم الحرب الإسرائيلية.
من جهة أخرى، صرح مستشار نتانياهو، مارك ريجيف، لقناة فوكس نيوز السبت، قائلاً: "وقف إطلاق النار سيضع المسؤولية بأكملها في يد حماس"، مضيفاً: "هذا يعيدنا إلى السادس من أكتوبر"، معتبرًا أن القضاء الكامل على حماس هو الحل المطلوب.