في ظل «حرب غزة».. هل يُستخدم «الحوثي» كبيدق للضغط على إسرائيل؟
عبده حسن مصر 2030تتصاعد حدة التوترات في الشرق الأوسط مع تصاعد الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران على أهداف إسرائيلية وأمريكية.
وبحسب تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن إيران تسعى إلى استخدام الحوثيين كبيدق في استراتيجية إقليمية أكبر، بهدف الضغط على إسرائيل لإنهاء حربها مع "حماس" في غزة، ويقول المحللون إن الحوثيين هم وكلاء إيران المختارون، لأنهم قريبون بما يكفي من الممرات المائية الاستراتيجية للبحر الأحمر لتعطيل الشحن العالمي، وبعيدون بما يكفي عن إسرائيل لجعل الضربات الانتقامية صعبة.
وتشمل شبكة الميليشيات الإقليمية المدعومة من إيران، والمعروفة باسم محور المقاومة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيين في غزة، و"حزب الله" في لبنان و"الحوثيين" في اليمن، بالإضافة إلى العديد من الجماعات المسلحة في العراق وسوريا، وفقًا لما ذكرته الصحيفة الأمريكية.
ومنذ أن أعلنت إسرائيل الحرب على "حماس" بعد أن شنت الجماعة هجومًا على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، فتح أعضاء المحور الآخرون جبهات ثانوية ضد إسرائيل بطريقة منضبطة، ولم يصلوا إلى حد إشعال حرب شاملة، وهاجمت الميليشيات في العراق وسوريا القواعد العسكرية الأمريكية أكثر من 70 مرة بطائرات بدون طيار وصواريخ.
وبحسب التحليل، فإن الخطة الجديدة لمحور المقاومة تشمل هجمات الحوثيين على السفن المملوكة لإسرائيل والولايات المتحدة العاملة في البحر الأحمر، وزيادة هجمات الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا على القواعد العسكرية الأمريكية، ويهدف الحوثيون إلى زعزعة استقرار الأمن البحري والشحن العالمي وإمدادات الطاقة.
ويقول المسؤولون الأمريكيون وخبراء آخرون إن الحوثيين يمثلون خطرًا كبيرًا بسوء التقدير، ويمكن أن يحرضوا عن غير قصد على حرب إقليمية أكبر.
وتأخذ واشنطن التهديد على محمل الجد، وأرسلت المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركينغ، إلى الخليج العربي لإجراء مشاورات مع الحلفاء الإقليميين حول كيفية حماية الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفكر الاستراتيجيون العسكريون في واشنطن وتل أبيب في توجيه ضربات إلى اليمن لاحتواء الحوثيين، لكن حتى الآن، لم يفعلوا ذلك خوفًا من إشعال حرب إقليمية أوسع، ويقول المحللون إن تطورات الوضع في الشرق الأوسط تشير إلى أن المنطقة قد تدخل في مرحلة جديدة من التوتر والصراع.
ومنذ قليل، أعلنت جماعة الحوثي، حظر مرور جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، محذرة جميع شركات الشحن من التعاون مع الدولة العبرية.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، إنه بعد نجاح القوات في فرض قرارها منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، ونتيجةً لاستمرارِ العدو الصهيونيِ في ارتكابِ المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق إخواننا في غزة، فإنَّ القوات "تعلن عن منع مرور السفن المتجهةِ إلى الكيان الصهيونيِ من أيِ جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجتُهُ من الغذاء والدواء وستصبح هدفًا مشروعًا لقواتنا المسلحة".