بعد قرارات برلمان الدنمارك.. هل تتوقف وقائع «حرق المصحف»؟
عبده حسن مصر 2030شهد البرلمان الدنماركي أمس الخميس، موافقة على قانون يُحظر إحراق المصحف، وذلك استجابة لاستياء واسع من دول إسلامية بسبب التدنيس الذي حدث لنسخ من القرآن في الدولة الإسكندنافية.
حيث يمنع القانون المعتمد المعاملة غير اللائقة للنصوص الدينية ويُحظر عمليًا إحراق المصحف، وجاء هذا الإجراء بعد احتجاجات قوية في الأشهر السابقة من قبل الدول الإسلامية.
الموافقة على المشروع
وقد تمت الموافقة على مشروع القانون بأغلبية 94 صوتًا مقابل 77 صوتًا معارضًا في البرلمان المؤلف من 179 مقعدًا، وبدأت الجلسة الأولى للنظر في هذا المشروع في منتصف نوفمبر الماضي.
الهدف من القانون
ويأتي الهدف من القانون في تعديل القانون الجنائي لتجريم التصرف بطريقة غير لائقة تجاه الأمور التي تحمل أهمية دينية كبيرة لدى ديانة معينة، سواء بطريقة علنية أو عبر الترويج لها في دوائر واسعة.
كما القانون ينص أيضًا على عقوبة بالغرامة والسجن لمدة عامين لأي شخص يقوم بتدنيس الكتب المقدسة أو الرموز الدينية مثل الصليب.
وسجلت الشرطة في الدنمارك 483 حالة لإحراق رموز أو أعلام بين يوليو وأكتوبر الماضيين.
وتعرض المشروع في البداية لانتقادات من وسائل الإعلام والجمعيات، حيث اعتبروه تجديفاً يعود إلى قانون يعود لـ334 عامًا والذي تم إلغاؤه منذ 6 أعوام.
وأكد وزير العدل بيتر هاملغارد أن المشروع تم تصميمه بشكل يستهدف خاصة التعامل غير اللائق مع الكتابات التي تحمل أهمية كبيرة لدى ديانة ما، مشيرًا إلى أنه لن يشمل التعابير اللفظية أو المكتوبة المسيئة للديانات، بما في ذلك الرسوم الكاريكاتورية.
وأكد أن الدنمارك ملتزمة بقوانين حرية التعبير، وهو ما أثار مخاوف بعض أحزاب المعارضة من أن الحظر قد ينتهك تلك الحقوق.
واقعة حرق المصحف بالدنمارك
في يوليو الماضي، قام عدد قليل من المناهضين للإسلام بإضرام النار في نسخ من المصحف أمام السفارتين المصرية والتركية في كوبنهاغن، وذلك بعد احتجاجات مماثلة في الدنمارك والسويد أثارت غضب المسلمين.
وقالت الدنمارك والسويد إنهما تستنكران حرق المصحف لكن لا يمكنهما منع هذا الفعل بموجب قواعد تحمي حرية التعبير.
وتأتي المظاهرة في كوبنهاغن، التي نظمتها جماعة تسمى "دنماركيون وطنيون" تنتمي لليمين المتطرف، عقب إحراق الجماعة نسخاً من المصحف أمام السفارة العراقية، ووقعت حادثتان مماثلتان في السويد الشهر الماضي.
حرق المصحف في السويد
وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك الماضي، قام الملحد سلوان موميكا، وهو عراقي يبلغ 37 عاماً فر من بلاده إلى السويد، بحرق المصحف أمام أكبر مسجد في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وطالبت الخارجية العراقية السلطات السويدية بتسليم العراقي سلوان موميكا إلى الحكومة العراقية لمحاكمته وفق القانون العراقي.
وقالت وزارة الخارجية العراقية إنها استدعت السفيرة السويدية لدى العراق وأبلغتها احتجاجها بسبب سماح حكومة السويد لمتطرف بإحراق نسخة من المصحف.
كما أكدت الحكومة السويدية، إدانتها لإحراق رجل عراقي يقيم في السويد نسخة من المصحف أمام مسجد ستوكهولم الرئيسي، معتبرة ما قام به عملا معاديا للإسلام.
وقالت وزارة الخارجية السويدية في بيان إن الحكومة السويدية تتفهّم بالكامل أن الأعمال المعادية للإسلام التي يرتكبها أفراد خلال تظاهرات في السويد يمكن أن تكون مسيئة للمسلمين، إننا ندين بشدة هذه الأعمال التي لا تعكس بأي حال من الأحوال آراء الحكومة السويدية، مذكرة في الوقت ذاته بأن حرية التعبير حق يكفله الدستور في السويد.
وفي أغسطس الماضي، رفعت السويد حالة التأهب ضد الإرهاب إلى ثاني أعلى مستوى، وحذرت من زيادة التهديدات ضد السويديين في الداخل والخارج بعد أن أثار حرق مصاحف غضب المسلمين وتهديدات من الجماعات المتشددة.
وأحرق أشخاص بضعة مصاحف في السويد والدنمارك، وهما من أكثر الدول ليبرالية في العالم وتسمحان بانتقاد الدين باسم حرية التعبير.