بعد الاتهامات الأمريكية والإسرائيلية.. ما حقيقة ارتكاب «حماس» لجرائم جنسية؟
عبده حسن مصر 2030أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء إنه شهد حالات اعتداء جنسي خلال اجتماع مع الرهائن الذين أُعيدوا إلى إسرائيل من قبل حركة حماس خلال فترة الهدنة في قطاع غزة.
وأفاد نتنياهو خلال مؤتمر صحفي بأنه سمع شهادات تفيد بحوادث اعتداء جنسي وأفعال اغتصاب وحشية لا تُحتمل، وسبق لنتنياهو أن اتهم حركة حماس بارتكاب جرائم جنسية وتعذيب المحتجزين في قطاع غزة.
ومن جانبه، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء إلى إدانة "العنف الجنسي" الذي يرتكبه أفراد من حماس.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال تجمع انتخابي في بوسطن: "لا يمكن للعالم أن يتجاهل ما يحدث، ويجب علينا جميعاً أن ندين العنف الجنسي الذي يمارسه إرهابيو حركة حماس بشدة ودون تردد".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد التقى أسر المحتجزين في غزة، وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن اللقاء كان مشحوناً بالتوتر.
وأعلنت إسرائيل زيادة في عدد الرهائن المُحتجَزين في غزة إلى 138 شخصًا، بإضافة شخص كان مفقودًا منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر.
فقد شن مقاتلو حماس هجوماً غير مسبوق في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أدى إلى مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز حوالي 240 رهينة داخل قطاع غزة، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
وخلال هدنة استمرت سبعة أيام في نوفمبر، تم الإفراج عن 80 محتجزًا مقابل إطلاق سراح 240 أسيرًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وتم الإفراج أيضًا خارج إطار الهدنة عن 25 محتجزًا أجنبيًا.
وبحسب بيان حركة حماس، فإن الاتهامات التي وجهت لها بارتكاب أعمال عنف جنسي خلال هجومها على إسرائيل قبل نحو شهرين هي أكاذيب تهدف إلى تشويه صورة المقاومة.
وأدانت حماس الحملات التضليلية التي تشنها الصهيونية، والتي تروج لادعاءات خاطئة لتجريم المقاومة الفلسطينية.
وفي بيانها، أكدت حماس أن هذه الحملات جزء من سلسلة من الأكاذيب التي تروجها الجهات الإسرائيلية لخلق صورة سلبية حول المقاومة الفلسطينية، معتبرة أنها جزء من استراتيجية الدعاية الصهيونية التي تستهدف تشويه الحقائق، وأشارت أيضًا إلى الادعاءات حول استخدام مشفى الشفاء الطبي لأغراض عسكرية كأحدث ضلالة من جهة الصهاينة.
ومن جهة أخرى، أفادت مسؤولة في الشرطة الإسرائيلية أمام الكنيست بأن التحقيق الجاري حصل على أكثر من 1500 إفادة صادمة من شهود وأطباء وخبراء، متحدثة عن حالات جرمت فيها فتيات وتعرضهن للاعتداء الجنسي، وتقديم شهادات عن اغتصاب جماعي وجرائم قتل.
وأشارت الشهادات إلى إصابات بالرصاص في مناطق حساسة من الجسم وحالات نزيف شديد، مما يظهر حدة العنف الذي شهدته المنطقة خلال تلك الفترة.
وفي تصريحات سابقة، أكدت رئيسة اللجنة البرلمانية لمكافحة جرائم العنف ضد النساء وقوع جرائم قتل بحق العديد من الضحايا وعدم إمكانية إدلاء البعض منهم بشهاداتهم.
وفي تصريحات للصحافيين يوم الإثنين، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أنه لا يوجد سبب يدعو للشك في التقارير التي تفيد بارتكاب مقاتلي حماس أعمال عنف جنسي.
واعتبر ميلر أن ما قد قامت به حماس، خاصة في التعامل مع المدنيين وخصوصاً النساء، كان مروعًا للغاية.
وتتّهم إسرائيليات ونشطاء حقوقيون منظّمات دولية بالتقاعس عن الحديث حول الجرائم الجنسية، خاصة جرائم الاغتصاب التي يُشتبه بأن مقاتلي حماس ارتكبوها.
وفي ردها على سؤال من وكالة فرانس برس، أشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى وجود مصادر قلق حيال استجابة المنظمات الدولية للتقارير عن العنف الجنسي وأوضحت أن التعبير عن القلق العلني حول التقارير المتعلقة بأعمال العنف على أساس الجنس يعد جزءًا من الأسس الأساسية لنظام الأمم المتحدة.