ما مدى استفادة الدول الإفريقية من COP28 حتى الآن؟
مارينا فيكتور مصر 2030نجح COP28 في الإمارات، في أقل من أسبوع، في تعظيم آمال القارة الإفريقية من للخروج بنتائج استثنائية من هذا المؤتمر، لجهة دعم جهود التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية التي تعاني منها دول القارة أكثر من أي مكان آخر، رغم محدودية مساهمتها في الانبعاثات.
فتح COP28 المجال للدول الإفريقية من أجل التعبير عن تطلعاتها على نحو أوسع، وتبادل تلك التطلعات مع شركاء التنمية، وإطلاق مبادرات جديدة هادفة إلى تسريع خطوات دول القارة في مضمار التحول الأخضر، والتغلب على التحديات الناجمة عن التغير المناخي، ومنها أخيراً مبادرة التصنيع الأخضر، التي تعكس تطلعات إفريقية واسعة.
شهد المؤتمر عديداً من الفعاليات التي انخرط فيها المسؤولون الأفارقة بفاعلية، والتي تطرقت بشكل مباشر إلى الأوضاع في القارة السمراء، الأكثر تأثراً بتداعيات التغيرات المناخية.
قمة تمويل التكيف من أجل إفريقيا
-
من بين تلك الفعاليات التي احتضنها المؤتمر، كانت "قمة تمويل التكيف من أجل إفريقيا"، والتي انعقدت في اليوم الثاني من COP28
دعت القمة إلى استجابة عالمية أكبر لاحتياجات تمويل التكيف في القارة السمراء؛ لمعالجة تأثير تغير المناخ وبناء القدرة على الصمود.
ودعا المشاركون في القمة إلى زيادة وتيرة تمويل التكيف على نحو يضمن للقارة السمراء مواجهة أعباء آثار التغيرات المناخية، وإعادة تأهيل مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، علاوة على توفير المياه والصرف الصحي والخدمات الصحية لنحو 18 مليون شخص، والطاقة المتجددة لما يقرب من 10 ملايين شخص.
آمال إفريقية في COP28
كانت إفريقيا دائماً تعاني من الإهمال في جميع المجالات، وعلى رأسها تأثرها الواسع بالتغير المناخي، الذي لم يأخذ حقه من الضوء حتى الآن.
الدول العظمى هي السبب الرئيس في كارثة التغيرات المُناخية في العالم.
ولم تحصل إفريقيا، باعتبارها أكثر القارات معاناة من هذا التغير حتى الآن على التعويضات المطلوبة، أو مبالغ ملائمة تعوضها ولو بنسبة معقولة عن الخسائر الكبيرة التي أصابتها.
وأثر التغير المناخي على إفريقيا بشكل مباشر، على سبيل المثال منطقة الساحل والصحراء، فضلا عن بحيرة تشاد كنموذج واضح في هذا السياق، إضافة إلى زيادة نسبة التصحر والجفاف العالية، وغيرها من الأمثلة، وبما لها من تأثيرات اقتصادية واجتماعية.
وأطلق مؤتمر المناخ هذا العام مبادرات جديدة مثل مبادرة التصنيع الأخضر في إفريقيا، وهي في الأساس مرتبطة بالواقع الإفريقي بشكل خاص، الذي يعاني كثيراً من تداعيات البطالة وانتشار الإرهاب، إضافة إلى عدم الاهتمام بعمليات التنمية.
وترتبط المبادرة الجديدة التي أطلقت خلال المؤتمر بخطة إفريقيا 2063، وبالتالي جاءت في التوقيت المناسب، وتنفيذها الآن مهم لمساعدة أجندة القارة على التحقيق، إضافة إلى المساعدة في عمليات التنمية بشكل عام، ما يسهم في خلق فرص عمل للشباب بدلا من الهجرة إلى الشمال وأوروبا.
مبادرة التصنيع الأخضر
وتؤكد المبادرة المذكورة، والتي أطلقها الرئيس الكيني، ويليام روتو، أهمية التصنيع الأخضر لتسخير موارد القارة الإفريقية الهائلة وعالية الجودة لضمان الرخاء للجميع، حيث يعد التصنيع الأخضر في إفريقيا أمر بالغ الأهمية لتحقيق طموحات المناخ الجماعية في العالم.
تهدف مبادرة التصنيع الأخضر في إفريقيا إلى تسريع وتوسيع نطاق الصناعات والشركات الخضراء في جميع أنحاء القارة، وتعزيز التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، وتحفيز النمو الاقتصادي الأخضر في القارة.
ويسير COP28 في طريق دعم الاستثمارات العالمية خاصة الأوربية في القارة الإفريقية وتوجيهها لمشروعات الطاقة البديلة والمتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر، وكذلك المبادرات الصناعية والتنموية ذات الصلة بتفعيل آليات تطبيق الاقتصاد الأخضر في أكبر نطاق جغرافي ودولي ممكن داخل القارة الإفريقية وهي القارة الأغني بالموارد والأفقر في الخدمات وملامح التنمية الحديثة المستدامة.
وتمثل المبادرات الإطار الرئيسي لمشاركة دول القارة الإفريقية في COP28 في استهداف تحفيز عمليات التصنيع بمسارات دعم قوية وإيجاد آليات تمويل واستثمار مباشر بشروط ميسرة منصفة وعادلة لصالح دعم جهود دول القارة للتعايش مع أزمات المناخ والحيلولة دونما تطورها للأسوء، مع الإدارك الجيد لأبعاد أزمة المناخ علي امن وسلم القارة وكذلك الأمن الغذائي والطاقي وفرص توفير مبادئي الحياة الكريمة لأكبر عدد ممكن من سكان القارة الإفريقية.