«العين على قادة حماس».. هل يُنفذ الاحتلال عملية برية في خان يونس؟
عبده حسن مصر 2030يتجه جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو مدينة خان يونس في الجنوب الفلسطيني، ضمن خطوات توسيع نطاق العمليات البرية التي كانت مركزة في الشمال من قطاع غزة.
وفقًا للتقارير الواردة من القناة الإخبارية الإسرائيلية 12، يستعد الجيش الإسرائيلي للمرحلة القادمة من القتال، مع التركيز على خان يونس، وهي تعتبر معقلاً رئيسيًا لحركة حماس في جنوب قطاع غزة، ويُعتقد أن قادة بارزين في الحركة، مثل محمد ضيف ويحيى السنوار، قد يكونان مختبئين هناك.
مع ذلك، يُشير تقرير القناة إلى أن العملية البرية في هذا القطاع قد تثير تحديات جديدة، خصوصًا في ظل الحاجة المحتملة للتفاوض من أجل المزيد من صفقات تبادل الأسرى خلال الصراع.
وفي السياق نفسه، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء الأحد بأن الجيش بدأ عمليات برية في جنوب قطاع غزة، في منطقة شمال خان يونس، حيث استخدمت قوات مدرعة لاستهداف أهداف تابعة لحماس، وأشارت الإذاعة إلى أن الجيش من المتوقع أن يوسع نشاطه في هذه المنطقة في المستقبل، ويزيد من قواته وعمق العمليات البرية.
فعلى الرغم من هذه التقارير، فإن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على هذه الأنباء، يُعتقد من قبل قوات الاحتلال أن هناك شبكة من الأنفاق تحت مدينة خان يونس.
كما أن محافظة خان يونس، التي تُعتبر معقلًا رئيسيًا لحماس، تضم حوالي 450 ألف ساكن في قطاع غزة، بالإضافة إلى 230 ألف لاجئ يعيشون في أحياء مكتظة بالسكان، محاولين الهروب من مناطق القتال، وتعد خان يونس ثاني أكبر مدينة في القطاع.
بالإضافة إلى أن التقارير تشير إلى أن خان يونس تحمل أهمية رمزية كبيرة؛ ففيها وُلِدَ قائد الجناح العسكري لحماس، محمد ضيف، وكذلك زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، ويُقدَّر أنهما عادا إلى مخيم اللاجئين خلال فترة الحرب.
وإضافة إلى ذلك، يُذكر أن محمد السنوار، الأخ الأصغر ليحيى السنوار، هو قائد كتائب خان يونس التابعة لحماس، وكان هناك أيضًا وفقًا للتقديرات.
وفي الساعات الأخيرة، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان ستة أحياء في خانيونس لإخلاء منازلهم استعدادًا لقصف جوي ومدفعي عنيف، حيث شملت هذه الأحياء: المحطة، والكتيبة، وحمد، والسطر، وبني سهيلا، ومعن.
والقصف الجوي على خان يونس لم يتوقف منذ يومين، وهذا النوع من الهجمات الجوية عادة ما يسبق العمليات البرية للجيش الإسرائيلي، وهو الأمر الذي حدث سابقًا في شمال قطاع غزة.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن الجيش يستعد حاليًا لاستئناف العمليات البرية، مع اعتبار مدينة خان يونس واحدة من أهم معاقل حماس، فمن المتوقع أن يكون القتال في هذه المدينة جنوب قطاع غزة عنيفًا للغاية، نظرًا لتعقيده بسبب العدد الكبير من اللاجئين الذين يوجدون هناك والذين فروا من المعارك في الشمال، بالإضافة إلى اعتقاد وجود بعض المختطفين الإسرائيليين في خانيونس.
فمنذ استئناف القتال، أصبحت مدينة خان يونس مركزًا رئيسيًا للهجمات المدفعية والجوية، حيث حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي مرارًا سكان المدينة والبلدات المجاورة، وتناثرت منشورات تدعو سكان عدة قرى إلى إخلاء المنطقة جنوبًا نحو رفح، وتم تصنيف خانيونس بأنها منطقة حرب خطيرة بعد ساعات من استئناف القتال يوم الجمعة الماضي.
وأمس، تعرضت المدينة لقصف شديد، لكن لم يتضح بعد مدى استجابة السكان لنداءات الإجلاء، فحتى الآن، هناك نزوح بطيء من خانيونس نحو رفح، مع وجود مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من غزة وشمال القطاع في هذه المدينة.
والجيش الإسرائيلي يبحث عن صورة للانتصار في غزة بعد مرور 57 يومًا من الحرب، ولم يتمكن حتى الآن من تحقيق ذلك وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويسعى الجيش لتقويض القدرات العسكرية لحركة حماس واستعادة الرهائن الإسرائيليين، لكن رغم تدميره للمؤسسات الحكومية في غزة، التي كانت تحت سلطة السلطة الفلسطينية قبل سيطرة حماس في 2007، ما زالت حماس تطلق الصواريخ على إسرائيل دون أن تتمكن إسرائيل من استعادة الرهائن دون اتفاق من خلال وسطاء مصريين وقطريين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.