هل اقتربت الحرب بين الصين وتايوان؟
عبده حسن مصر 2030احتفت الصحافة العالمية بجهود الرئيس الصيني شي جين بينغ في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة خلال زيارته لسان فرانسيسكو، حيث أكد أن الصين شريك وصديق للولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة البريطانية "تلغراف" إلى الاجتماع بين شي والرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، حيث عبر البيت الأبيض عن حذره من "التعاون المحتمل" مع الصين بسبب الاختلافات في المجالات المتعددة والمعارضة العامة في الولايات المتحدة للطموحات الصينية، خاصة فيما يتعلق بتايوان.
كما تعتبر الولايات المتحدة أن ضعف التعاون مع الصين يعود لوجود "مجالات الاختلاف" ورفض الرأي العام الأمريكي للطموحات الصينية، خاصة فيما يتعلق بتايوان، التي ستشهد انتخابات في يناير.
ورغم جهود شي في تحسين العلاقات وزيادة الاستثمارات الأجنبية في الصين، وإعادة بناء العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، فإنه يولي أهمية بالغة لقضية تايوان وحدة الصين، حتى أنه أكد في خطاب عام 2021 أن إعادة توحيد الصين مهمة تاريخية والتزام لا يتزعزع.
وتشير الصحيفة إلى أن رجال الأعمال الذين حضروا العشاء مع شي كانوا غافلين عن النشاط العسكري الصيني بالقرب من تايوان، حيث دخلت طائرات صينية منطقة تايوانية ودفعت القوات التايوانية للرد، مما زاد من حدة التوتر بين البلدين.
وبينما استقبلت النخب الأمريكية زيارة الرئيس الصيني بإعجاب كبير، أشارت رئيسة تايوان تساي إنغ ون إلى تصاعد التهديدات العسكرية والهجمات الإلكترونية وتضليل المعلومات التي تواجهها بلادها، وهي تستعد لانتخابات يناير.
ومن المقرر أن تشهد الانتخابات في 13 يناير زيادةً في التوترات، حيث يتوقع أن يحقق الحزب الديمقراطي التقدمي المحافظ لتايوان مكاسب مهمة ضد الأحزاب المعارضة، وهو ما يعتبره بكين تهديدًا للوضع الراهن المتمثل في السلام الهش في مضيق تايوان.
وبالرغم من تعهده بالحفاظ على سلامية المضيق والالتزام بنهج تساي تجاه العلاقات التايوانية الصينية، فإن نائب رئيسة تايوان لاي تشينغ تي وصف نفسه بأنه "عامل استقلالي براغماتي"، مما يعكس استراتيجية غامضة، وكذلك اختياره لمنصب نائبه، بي كيم هسياو، الذي يدعم استقلال تايوان، بهدف الحفاظ على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة في الفترة المقبلة.
ومنذ فترة طويلة، اتبعت واشنطن سياسة "الغموض الاستراتيجي" حيال دفاعها عن تايوان في حال اندلاع صراع مع الصين.
ومع ذلك، تؤكد إدارة جو بايدن أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة لاستخدام القوة العسكرية من قبل الصين ضد تايوان، وفقًا للتقرير.
فعلى الرغم من دعم كبير من الكونغرس لتايوان، حيث شهدت السنوات الأخيرة زيادة في زيارات المشرعين الأمريكيين إلى تايوان وتأكيدهم على دعمهم لها، إلا أن هناك أيضًا تزايد في مشاريع القوانين المرتبطة بتايوان.
وهذه المشاريع تأييدية للجزيرة مثل قوانين "تايوان للسلام من خلال القوة" و"الوقوف مع تايوان" وغيرها، جميعها طُرحت في 2023.
ونجحت إدارة بايدن في تضمين تايوان في برنامج التمويل العسكري الأجنبي المخصص للدول ذات السيادة، مما زاد قدرة الولايات المتحدة على دعم تايوان في الدفاع عن نفسها.
بالرغم من لقاءات رجال الأعمال الأمريكيين مع شي جين بينغ في سان فرانسيسكو، فإن هذه الجهود ليست ذات صلة مباشرة بسلام أو حرب بين القوتين العظميين في المحيطين الهندي والهادئ، والعامل الحاسم يكمن في كيفية إجراء انتخابات تايوان، وهذا يتطلب متابعة دقيقة.