هدنة مرتقبة وخارطة طريق لإنهاء الحرب.. آخر تطورات الأحداث في السودان
مارينا فيكتور مصر 2030تسارعت وتيرة العنف والاقتتال، اليوم الخميس، في مدن العاصمة السودانية الخرطوم، رغم الحديث عن تقدم ملموس في مفاوضات جدة وأنباء عن "هدنة مؤقتة وشيكة".
وشهدت مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور غربي السودان، توترات أمنية بالغة التعقيد، باعتبارها آخر مدينة في الإقليم خارج سيطرة قوات "الدعم السريع".
وسيطرت قوات "الدعم السريع"، مؤخرًا على مدن الجنينة، حاضرة ولاية غرب دارفور، ونيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور، وزالنجي، حاضرة ولاية وسط دارفور، والضعين، حاضرة ولاية شرق دارفور، وتخطط حاليا للسيطرة على الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، ليصبح كل الإقليم تحت سيطرتها.
خسائر كبيرة وحصد للأرواح
ومع تصاعد أعمال العنف، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن الحرب بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، "أكبر انفجار في تاريخ البلاد، وأن الحرب الحالية أدت إلى خسائر كبيرة وما زالت تحصد الأرواح وتهدد وحدة البلاد".
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ليل الأربعاء، أوضح مناوي أن "الوضع في إقليم دارفور مذر، ولا توجد دولة، وأن الولايات الأربعة في قبضة الدعم السريع، مع غياب الجيش، ما جعل معسكرات النازحين أكثر أمنا من المدن".
وأضاف: "هناك نحو 4 ملايين نازح، وتحولت العاصمة الفاشر إلى معسكر نزوح كبير وسط انتهاكات كبيرة استبيحت خلالها الأرواح والأموال والممتلكات".
تقدم المفاوضات
ومع التقدم الملموس في مفاوضات جدة، يسعى كل طرف لتوسيع سيطرة نفوذه في ميدان المعركة، لتحقيق مكاسب وأوراق تضغط لتحسين الموقف التفاوضي.
وأفادت مصادر دبلوماسية بقرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق العدائيات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" لمدة 30 يوما كفترة أولى، يعقبها وقف دائم لإطلاق النار.
واندلعت اشتباكات جديدة جنوبي العاصمة الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.
وشهدت مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، أيضا اشتباكات عنيفة، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة إلى المناطق الطرفية.
كما شهدت مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، أيضا تحليق للطيران العسكري، وسماع دوي المدافع الثقيلة.
الصراع على السلطة
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من نتائج التصعيد، موجهًا باللوم بشكل مباشر في الأزمة المستمرة في السودان ومعاناة سكانه المدنيين على القادة العسكريين المتحاربين في البلاد وداعميهم من دول الإقليم.
وعقد جوتيريش مؤتمرا صحفيا مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في ختام المؤتمر السنوي السابع للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في نيويورك.
خارطة طريق لإنهاء الحرب
وللخروج من عنق الزجاجة، أجاز المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، مشروع خارطة طريق إنهاء الحرب وتحقيق السلام وتأسيس انتقال مدني ديمقراطي مستدام.
وقدمت خارطة الهيئة، مقترحات عملية حول كيفية دعم المجهودات الجارية في منبر جدة للوصول لوقف عدائيات يطور لوقف شامل لإطلاق النار بآليات مراقبة فعالة، وكيفية ربط هذه الجهود بعملية سياسية شاملة، بما يحقق حلا سياسيا تفاوضيا نهائيا يستند على مبادئ أساسية تحقق السلام الشامل والتحول المدني الديمقراطي المستدام.
ومنذ منتصف أبريل 2023 تشهد السودان حربا بين الجيش و"الدعم السريع" خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.