«رجل الظل» لحملة ترامب الانتخابية.. من هو «جاريد كوشنر»؟
عبده حسن مصر 2030في الآونة الأخيرة تصدر اسم جاريد كوشنر محرك البحث، فهو شخصية غامضة ويقف في ضهر حماه ليمكنه من العودة للبيت الأبيض من جديد.
حيث يُعتبر جاريد كوشنر شخصية غامضة ومثيرة للجدل، هو زوج إيفانكا ترمب، ابنة دونالد ترمب، وتظهر صفات ذكائه ونضجه في بعض الأحيان.
وهناك اتهامات بأنه حصل على قبول في جامعة هارفارد دون الحاجة إلى المؤهلات الأكاديمية اللازمة، ويُزعم أيضًا أن والده استخدم نفوذه وثروته لتسهيل قبوله في الجامعة، وكوشنر يُلقب أيضًا برجل الأعمال والمستثمر الثري، حيث يمتلك شركة "كوشنر بروبرتي" المتخصصة في التطوير العقاري.
وبدأت حياته المهنية في عالم الأعمال كمستثمر، وكان لديه ملكية في صحيفة "نيويورك أوبزيرفر" منذ عام 2006، ووُلد كوشنر في عائلة ثرية، وهو ابن تشارلز كوشنر، أحد المطورين العقاريين البارزين في ولاية نيوجيرسي.
وحصل على تعليمه الأساسي في مدرسة فريش ونشأ كيهودي ملتزم، وحصل على درجة في علم الاجتماع من جامعة هارفارد عام 2003، وتلقى دعمًا كبيرًا من والده الذي قدم تبرعًا للجامعة بقيمة 2.5 مليون دولار.
وحدث جدل كبير حول دخوله إلى هارفارد بعد ظهور ادعاءات في كتاب للصحفي دانيال غولدن الذي تخرج من هارفارد أيضًا. ادّعى غولدن أن قبول جاريد وشقيقه في هارفارد كان نتيجة لتبرع والدهما بالمبلغ المذكور.
وعام 2007، حصل كوشنر أيضًا على درجة في الدراسات العليا بمجال القانون وإدارة الأعمال من جامعة نيويورك، وتزوج إيفانكا في عام 2009، ولديهما ثلاثة أبناء: أرابيلا وجوزيف وثيودور، كما أن جاريد وهو لا يزال طالبًا في جامعة هارفارد، يعمل في مجال العقارات وقد أرست مكانته في هذا المجال بتكوين ثروة تُقدَّر بحوالي 20 مليون دولار، وكان يقوم بشراء وبيع المباني في المنطقة كهواية له خلال فترة دراسته الجامعية.
وفي عام 2006، اشترى صحيفة "نيويورك أوبزيرفر" بقيمة 10 ملايين دولار، وذلك باستخدام جزء من الأموال التي جمعها خلال السنوات السابقة، كانت الصحيفة من بين القلائل التي دعمت ترمب في الحملات الانتخابية، وأصبح معروفًا عندما اشترى مبنى للمكاتب في حي 666 عندما كان في الـ 26 من عمره في عام 2007، وقدرت قيمة هذه الصفقة بحوالي 1.8 مليار دولار.
في عام 2012، حاول شراء فريق البيسبول في لوس أنجلوس، لكنه انسحب من الصفقة في اللحظات الأخيرة، ويُعتبر الآن المالك الرئيسي لـ "عقارات كوشنر"، وقد تولى هذا الدور منذ عام 2008 بعد أزمة والده الذي اُتهم بالتهرب الضريبي والرشاوى، وتورط في حملة تبرعات غير قانونية، مما أدى إلى سجنه لسنوات.
وفقًا لـ "هوليوود تيك"، يُقدر صافي ثروته حالياً بما يقرب من 200 مليون دولار، وينحدر جاريد كوشنر من عائلة نجت من المحرقة، والتاريخ يعود لجده الأكبر كوشنر.
ونشأ في بيت يهودي ملتزم في نيوجيرسي ودرس في مدرسة يهودية خلال طفولته، مما أدى إلى دفع إيفانكا للانضمام إلى الديانة اليهودية بعد زواجهما، مما يعكس ارتباطه العميق بالتقاليد والدين اليهودي، وفي عام 2014، زار جاريد إسرائيل وذلك خلال محاولته لشراء نصف أسهم شركة "فينيكس هولدنغز" للتأمين، وقع مذكرة تفاهم لشراء 47% من الشركة بقيمة 434 مليون دولار، لكن تعقيدات تنظيمية حالت دون استكمال الصفقة.
ودعاه صديقه "شلومو غروفمان"، المهتم بتطوير العقارات، إلى زيارة إسرائيل بهدف الشراكة، وخلال تلك الزيارة، كانت الحرب في غزة في أوجها، مما أدى إلى قلق إيفانكا على زوجها، حيث أبدت خوفها خلال سماعها لأخبار سقوط الصواريخ في إسرائيل.
وفي نفس العام، قام والدا كوشنر بتبرع بمساحة تبلغ 11.5 فدان لصالح مستشفى "شار زيديك" في القدس ووعدا بتقديم 20 مليون دولار له، وكانت والدته عضوًا في لجنة دعم المستشفى من الولايات المتحدة.
كما يشارك والده أيضًا في صندوق استثمار عقاري أميركي إسرائيلي منذ 10 سنوات، ويُؤكد السفير الإسرائيلي السابق لأميركا وأحد مؤسسي الصندوق "زلمان شوفال" أن العائلة مشاركة في العديد من الأنشطة المرتبطة بإسرائيل.
ومنذ أسابيع ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن جاريد كوشنر قد ساعد في ترتيب مقابلة مع شبكة "يونيفيجين" التلفزيونية، والتي تُعَدّ واحدة من أكثر الشبكات تأثيرًا بين وسائل الإعلام الناطقة بالإسبانية.
والغاية من هذه المقابلة كانت لجذب الناخبين من أصول لاتينية، والذين يُعتبرون مجموعة ناخبة حاسمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما حضر جاريد كوشنر المقابلة التي استمرت لمدة ساعة، حيث استضاف الرئيس السابق دونالد ترامب ثلاثة من المديرين التنفيذيين لشبكة "يونيفيجين".
ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، تسهَّل كوشنر هذه المقابلة نظرًا لعلاقته الطويلة مع أحد المديرين التنفيذيين للشبكة، برناردو غوميز مارتينيز.
"يونيفيجين" اندمجت في العام الماضي مع شبكة "غروبو تليفيزا"، أكبر شبكة تلفزيونية في المكسيك، وقد ترقى غوميز من منصب المدير التنفيذي لشركة "تليفيزا" إلى منصب الرئيس التنفيذي المشارك لشركة "تليفيزا يونيفيجين".
وكان غوميز قد ساعد في قرار الحكومة المكسيكية عام 2018 بمنح كوشنر وسام "نسر الأزتيك"، وهو أعلى وسام مكسيكي يُمنح للأجانب.
كما أثارت المقابلة التي أجرتها "يونيفيجين" موجة من الانتقادات في المجتمع اللاتيني بسبب الطابع الودي الذي ظهر فيه الحديث مع الرئيس السابق ترامب، وعدم وجود أسئلة نقدية أو استجوابية لتصريحاته، الأمر الذي تعارض مع تقارير سابقة للشبكة حول الملياردير الجمهوري.
وذكرت "واشنطن بوست"، نقلاً عن مصادر غير مسماة، أن الشبكة ألغت حجزًا مع ماكا كاسادو، المدير الإعلامي لحملة الرئيس جو بايدن، للرد على مقابلة ترامب. كما ألغت إعلانات حملة بايدن التي كان من المقرر بثها خلال المقابلة.
وأثار هذا التغيير في سياسة الشبكة بعد الاندماج قلقًا بين الديمقراطيين، حيث أبدوا خوفهم من تأثير ما وصفوه بـ "ادعاءات ترامب غير المراقبة" على الناخبين المتأرجحين.