«أهذا سلام».. أسيرة مريضة سرطان خلف قضبان الاحتلال: «كانوا هيقتلونا يوم طوفان الأقصى»
آلاء مباشر مصر 2030"عذبونا وخنقونا بالغاز.. والسرطان نهش جسدي"، تظن أنك نجوت ولكن في الحقيقة تهزمك قصص وحكايات الأسرى الفلسطينيين في غرف الاعتقال لدى الاحتلال الصهيوني، وهذا الكيان المتعجرف الذي يتغذى على تعذيب الفلسطينيين وينسوا أنهم أصحاب الأرض الأصليين، فهم يزرعون الرعب والرهبة داخل قلوبهم حتى لا ينسوا أبدًا أنهم محتلين من كيان إسرائيلي لعين، ليظهر لنا كل يوم قصة أسيرة جديدة عاشت ليال أشبه بعذاب جهنم، ومن بينهم الأسيرة الفلسطينية "نهاية صوان"، مريضة السرطان داخل قضبان العذاب الصهيوني.
منذ بداية الهدنة في قطاع غزة، كانت "نهاية صوان" السيدة الأربعينية، ضمن الفوج الذي تم الاتفاق عليه في صفقة تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال، فقد خرجت لتروي لابنة شقيقتها المقربة من قلبها والتي تدعى "رؤى جبران" تفاصيل وحكايات الرعب التي شهدتها في غرف الاعتقال.
صُدمت الفتاة العشرينية، من حكايات خالتها خلال فترة الأسر، لتروي لـ"مصر 2030" كواليس وخفايا لا يعلمها سوى من وطأت قدميه ارض سجون الاحتلال الملعونة.
44 شهرًا من العذاب
بدأت الواقعة في 17 أغسطس 2021، عندما ذهبت السيدة "نهاية صوان" لأداء فريضة الصلاة في المسجد الأقصى، ليعترض طريقها جندي إسرائيلي، فتشها والصراخ بوجها، وهي في محاولة منها للدفاع عن نفسها أخذها الجندي واعتقلها وقدم ضدها لائحة اتهام، وانتقلت من محكمة لمحكمة وتأجلت المحاكمة إلى أن نُطق بالحكم عليها 44 شهرا، وذلك في 22 فبراير 2022.
"كنا نقول الله يستر من اللي جاي بعد كده"، في يوم السابع من أكتوبر 2023، شعر أهل "نهاية صوان" بمشاعر مضطربة بين الفرحة وشعور رد الكرامة والخوف من القادم، فجأة انقطع الاتصال مع الأسيرة، بعدما كانوا يتواصلون معها كل أسبوع، ولم يتمكنوا من التواصل حتى مع ممثلة الأسيرات في السجن، وعلموا أن الأسرى تعرضوا للتنكيل والتعذيب والأخذ إلى الزنازين الانفرادية.
"معرفناش خالتي وملامحها اتغيرت وأصيبت بمرض السكري"، هكذا وصفت "رؤى" هيئة خالتها حينما أفرج عنها من السجن، حيث شهدت أبشع مظهار التعذيب داخل الاعتقال، فكان يقدم إليهم الطعام مره واحدة فقط على مدار اليوم، وكانت "الفورة" وهي مدة الخروج من الغرفة من السجن لمدة نصف ساعة فقط في اليوم، ومساحة الغرفة نحو مترين فقط وتشتمل 3 أسيرات، وكانت حالتها النفسية والصحية مدمرة ولم تتلق علاج السرطان رغم تدهور صحتها.
"أول يوم كان أشبه بالجحيم يارؤى.. الجنود دخلوا علينا بالأسلحة.. وخذوا ممثلة الأسيرات إلى العزل الانفرادي.. وخنقونا بالغاز وسدوا الفتوحات الموجودة في باب السجن.. ما كنا تقدر نتنفس"، ببكاء منهمر وصدمة ورجفة وصفت الأسيرة كواليس المشاهد المرعبة في سجون الاعتقال، وذلك بعد الإفراج عنها.
الفرحة ممنوعة والأوجاع مفروضة
"يا الله بقالي كتير ماسمعت أذان الفجر"، هذه الكلمات خرجت من فم السيدة "نهاية" في أول ليلة لها بعد الإفراج عنها، باكية لأنها حُرمت من أبسط الأشياء.
أما بشأن تفاصيل خروج الأسيرة وخطوات الإفراج عنها، ففي مساء يوم الجمعة الماضي الموافق 24 نوفمبر 2023، في تمام الساعة الثامنة صباحًا، دخل عليهم الجنود الإسرائيليين ونادوا على أسمائهم، ليتم الإفراج عنهم، فطلبت منهم "نهاية" ملابس ثقيلة نظرًا للأجواء الشتوية الباردة، ولكنهم رفضوا وأخذوهم بملابس خفيفة "إسدال الصلاة"، ووضعوهم داخل عربية بوسطة، إلى أن وصلوا إلى "المسكوبية"، وحذر الاحتلال جميع المفرج عنهم من الفرحة ومنعهم من الاحتفال بأي شكل.