«خلية ومفاوضات».. كيف تم التوصل إلى صفقة الرهائن؟
مارينا فيكتور مصر 2030أسابيع عدة مرت في الطريق للتوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس والذي لم يكن سهلا وميسرا، بل استغرق عدة أسابيع من "المفاوضات الشاقة والسرية"، وسط توترات شديدة.
خلية صغيرة
وتواصلت قطر بالبيت الأبيض بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر، بمعلومات عن الرهائن الذين احتجزتهم الحركة، كما اقترح المسؤولون القطريون حينها تشكيل خلية صغيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل للعمل على قضية المحتجزين، بحسب صحيفة أمريكية.
بعدها، توضح الصحيفة، أن أسرى حماس أصبحوا "عنصرا أساسيا" في مكالمات الرئيس جو بايدن الهاتفية المتعددة واجتماعاته المباشرة.
وحققت هذه الجهود نجاحها الأولي يوم 23 أكتوبر، بعدما قامت حماس بالإفراج عن مواطنتين أمريكيتين.
وأبرزت الصحيفة: "بعد ذلك بيوم واحد، أرسلت حماس رسالة عبر قنواتها إلى الخلية الصغيرة، مفادها: يمكن لعدد من النساء والأطفال المحتجزين مغادرة غزة، لكن المشكلة هي أن عبورهم الآمن إلى الخارج رهين بعدم شن إسرائيل هجومها البري على القطاع".
وقد طرح المسؤولون الأمريكيون آنذاك "أسئلة صعبة" على القيادة الإسرائيلية بشأن ما إذا كان ينبغي تأجيل الهجوم البري أم لا لإعطاء فرصة للصفقة، لكن المسؤولين في تل أبيب قرروا المضي قدما، معتبرين أن "الشروط غير كافية لتأخير الغزو البري، خاصة وأنه لم يكن هناك أي دليل على أن الرهائن أحياء".
خطوات دبلوماسية
بالتزامن مع الهجوم البري، كانت موجة من الخطوات الدبلوماسية تجرى "خلف الأبواب المغلقة"، مما جعل الصفقة تصبح أقرب من أي وقت مضى، لاسيما وأن حماس قدمت معلومات عن 50 من الرهائن المحتجزين لديها، في إشارة إلى الإدارة الأمريكية بإمكانية الإفراج عنهم.
ويوم 14 نوفمبر، نقل الرئيس الأمريكي هذه المعطيات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فوافق الأخير على ذلك.
لكن الهجوم ظل متواصلا، حيث جرى قطع الاتصالات داخل غزة، مما جعل من الصعب نقل أي معلومات من وإلى حماس، التي، بدورها، هددت بإنهاء المفاوضات بالكامل، بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة.
بعد 3 أيام، بدأ جو بايدن يشعر أن الوقت ينفد، فاتصل بأمير قطر، لإخباره أن كبير مستشاريه لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، سيكون في الدوحة في اليوم التالي، لمراجعة "النص النهائي للاتفاق"، ثم التقى بمسؤولون مصريون، بحسب الصحيفة.
وشهدت الساعات اللاحقة بعض "التعديلات الطفيفة" على الاتفاق، ثم أخبرت قطر حماس "هذا هو العرض الأخير".
وفي 21 نوفمبر، أعطت حماس الضوء الأخضر. وجاءت بعدها موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي. وهكذا تمت الصفقة.