انفراجة نحو التهدئة.. كيف نجحت الوساطة المصرية في هدنة بين إسرائيل وحماس؟
مارينا فيكتور مصر 2030نجحت الجهود المصرية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة، وإعلان هدنة إنسانية لمدة أربع أيام قابلة للتمديد، بعد جهود مكثفة من الدولة المصرية.
وجاء ذلك بعد اتصالات وتحركات مكثفة جرت خلال الأسابيع الماضية لخفض التصعيد وإدخال الجانب المصري للمساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة.
وتعد هذه الخطوة بداية حقيقية في سبيل خفض التصعيد الجاري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وقد يدفع جميع الأطراف للوصول بأن يتبعه هدن إنسانية وصفقات أخرى لتبادل الأسرى والمحتجزين
وتعتبر الهدنة أول انفراجة حقيقية في هذه الأزمة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، والتي تأتى تكليل للجهود المصرية المبذولة من أجل التهدئة.
التنسيق المصري - القطري
ونجح التنسيق المصري - القطري، في وقف الانتهاكات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، وإتاحة الفرصة لدخول شاحنات المساعدات، فيما نالت الجهود المصرية - القطرية، إشادات دولية ومحلية، وكان في مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي وجه الشكر للقيادة المصرية على دورها في اتخاذ مسار التهدئة.
كما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أن الاتفاق يحقق مصالح كل الأطراف، وهو ما عبر، كما وجهت حركة حماس الشكر لمصر في هذا الشأن.
ويأتي اتفاق الهدنة يأتي تتويجا للجهود المصرية المبذولة منذ 7 أكتوبر وحتى الأن، للتصدى إلى آلة الحرب الإسرائيلية التي تسببت في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع،
كما أن الجهود المصرية مستمرة من أجل تذليل العقبات أمام إتمام اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسر، في إطار ما تمتلكه مصر من خبرات كبيرة في ملف الوساطة بين إسرائيل وحماس والفصائل الفلسطينية، وانحيازها الدائم إلى الحق الفلسطيني في أن يعيش في دولته المستقلة كباقي شعوب العالم.
ولم تتوانى الدولة المصرية لحظة في بذل الجهود من أجل دعم الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه المشروعة في الحفاظ على حقه في إقامة دولته المستقلة.
واستغرقت هذه الهدنة جهد دبلوماسي كبير من المفاوض المصري وصبر استراتيجي على ما كانت تقوم به إسرائيل من محاولات استفزازية لتكون مصر طرف في النزاع.
ولكن مصر لديها إصرار ورؤية سياسية واضحة أن تظل عاملا رئيسيا من عوامل الحل والتهدئة ولم تكن تعارض أي وساطة تؤدي إلى الحل بأي شكل من الأشكال.
كما كانت مصر حريصة على إشراك القوى الدولية الفاعلة لأنها تدرك جيدا أن مجريات وتصاعد وتيرة الأزمة يختلف عن أي مرة سابقة وهو أيضا أحد الأدوات التى استخدمتها مصر لتصل إلى هدفها النهائي والرئيسي المعلن منذ اللحظة الأولى، وهو وقف العدوان على الشعب الفلسطيني الأعزل ووقف مخطط التهجير القسرى تمهيدا للهدف الأكبر والدائم وهو حل الدولتين على حدود ١٩٦٧.
وبإعلان الهدنة اليوم تكون مصر حققت الهدف الأول وسيعتمد اعتمادًا كبيرًا على الخطوات القادمة بالتزام الطرفين وعلى الضغط الداخلي والخارجي على إسرائيل لإعلان وقفا دائما لإطلاق النار.
وبموجب الاتفاق سيتم الإفراج عن النساء والأطفال المحتجزين من الجانبين بالإضافة إلى السماح بدخول المساعدات والوقود إلى جميع أنحاء القطاع.