بعد تدميره.. ماذا تعرف عن جسر خزان «جبل أولياء» في الخرطوم؟
عبده حسن مصر 2030لا تزال الحرب متواصلة منذ إبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن دمار كبير في البنية التحتية للبلاد.
ويتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بتدمير جسر خزان جبل أولياء جنوبي العاصمة الخرطوم.
وأعلن الجيش السوداني تدمير جسر خزان جبل أولياء جنوبي العاصمة الخرطوم على يد قوات الدعم السريع، وفي بيان، أكد أن القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع في جبل أولياء فجر اليوم أدى إلى تدمير جسر خزان جبل أولياء، كجزء من مشروعها التدميري والتخريبي للبلاد وبنيتها التحتية.
ومن ناحيتها، أشارت قوات الدعم السريع في بيانها إلى استمرار سلسلة الانتهاكات والتخريب، مُلمّحة إلى دور مليشيا البرهان وفلول المؤتمر الوطني في تدمير جسر خزان جبل أولياء الذي يربط جنوب الخرطوم بأم درمان، وأكدت أيضًا أن هذا التدمير هو عمل إرهابي وجريمة حرب، تكشف عن تمادي مليشيا البرهان في استهداف البنية التحتية الحيوية والمرافق الإنسانية، وسط صمت المجتمع الدولي والإقليمي دون إدانة لهذه الأعمال الإجرامية.
وخزان جبل أولياء هو سد حجري على نهر النيل الأبيض بالسودان، يقع على بعد 44 كيلومتر 27.3 ميل جنوب العاصمة الخرطوم، وقد بدأ العمل في تشييده في نوفمبر 1933، واكتمل في أبريل 1937 م.
كما اختيرت منطقة جبل أولياء لقيام السد فيها بسبب اتساع مجرى النيل الأبيض فيها حيث يمكن بناء سد ذي فتحات كافية لأن يمر عبرها مياه تصريف النهر كله، فضلاً عن وجود أرض صخرية تشكل أساساً متيناً لكي يقوم فوقه جسم السد
وبعد الانتهاء من عمله في بناء سد سنار، دخل المهندس جون واتسون جيبسون في شراكة مع شركة بولينغ وشركاه البريطانية في عام 1933 م، وتشكّلت من تلك الشراكة شركة جيبسون بولينغ (الخارجية) المحدودة Gibson and Pauling ( Foreign) Ltd لبناء السدود وأصبح جيبسون المدير التنفيذي لها وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى وفاته عام 1947 م.
وقد فازت الشركة بمناقصة بناء خزان جبل أولياء. وكان السير مردخ ماكدونالد هو من اقترح بناء السد من الحجر الرملي الجيري، وشاركت في الاستشارة الهندسية لبناء السد كل من شركات كود، وويلسون، ووفون لي. أما أعمال المقاولة فقد قامت بها شركة جيبسون ببولينغ المحدودة.
ويبلغ طول السد 5030 متر، ما بين جبل أولياء وجبل مندرة، وهو مدعوم من الناحية الشرقية بسد ترابي مبني من الطين والصخر طوله 1650 متر. ويشكّل جبل أولياء الجناح الشرقي للسد، حيث لم تكن هناك حاجة إلى قيام ردميات من تلك الناحية، أما من الناحية الغربية فتمتد الردميات إلى 3700 متر. ويبلغ الطول الإجمالي للسد 6680 متر، وارتفاعه 381.5 متر فوق مستوى البحر ، و 22 مترا من القاع وحتى أعلى جسم السد. ويبلغ عدد بوابات التصريف 40 بابا، ولا يوجد في خزان جبل أولياء مفيض. فاستعيض عنه بإنشاء 10 بوابات احتياطية.
كما تمتد بحيرة التخزين جنوباً لمسافة 635 كيلومتر حتى بلدة ملوت. وبلغ أعلى منسوب للتخزين 376.5 متر فوق سطح البحر. وتبلغ الطاقة التخزينية للسد 3,5 مليار متر مكعب من المياه وحجم الفاقد من المياه مليار متر مكعب.
ويعمل السد في إنتاج الكهرباء بنظام العنفات المصفوفة (Matrix)، ويبلغ عددها 80 عنفة، بواقع عنفتين 2 في كل بوابة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية القصوى من الكهرباء 30,4 ميغاواط .
وكان الغرض من بناء السد هو سد حاجة مصر من المياه في فترة الجفاف من كل عام قبل بناء السد العالي ودعم السد العالي، ورفع مناسيب المياه خلف جسم الخزان وأمامه لري مشاريع النيل الأبيض الزراعية ومشاريع الطلمبات شمال الخزان، والتحكم في فيضان النيل، ودعم سد مروي.