7 نوفمبر 2024 21:27 5 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

«السؤال الصعب».. هل فشلت إسرائيل في القضاء على حماس؟

حماس
حماس

بعد مرور 43 يومًا، لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمرًا في حملته العسكرية ضد قطاع غزة، حيث يسعى دون جدوى حتى الآن لتحقيق هدفه الرئيسي في القضاء على حركة حماس وإنهاء دوران دائرة العنف المتواصل.

ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "نيوزويك" فإن إسرائيل تتحرك بحذر شديد، حيث يواصل جيشها جهوده الرامية لتدمير قوات حماس في غزة، في حين تظل التزامات قادتها غير واضحة، مما يثير المخاوف من أن الصراع الذي تصاعد بشكل كبير قد يُفتح الباب أمام فصل جديد من العنف في المنطقة.

في 27 أكتوبر، بدأت إسرائيل عملية عسكرية برية في شمال قطاع غزة بهدف تسريع إنجاز مهمتها الأساسية، ومع ذلك، يشير تقرير المجلة إلى اختلاف الحقائق على الأرض، حيث مرت 5 أسابيع دون تحقيق المهمة التي حددها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحكومته الطارئة، والتي تتمثل في سحق وتدمير حركة حماس.

كما يواصل مقاتلو حماس صدهم للهجمات الإسرائيلية، ويظل مئات الإسرائيليين المحتجزين في غزة من ضمن قائمة المفقودين، دون وجود خطة واضحة حتى الآن بشأن كيفية السيطرة على القطاع وإدارته بعد القضاء على حماس.

وشهدت الضفة الغربية، التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، تصاعدًا في حدة الغضب والمواجهات، حيث تم تسجيل وفاة أكثر من 160 فلسطينياً حتى الآن، وذلك على يد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين منذ الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، وتؤكد التقارير وجود نفوذ قوي لحماس في الضفة الغربية، بالرغم من السيطرة التي تمارسها السلطة الفلسطينية.

كما يتوقع أن تستمر الخلايا النشطة للحركة الفلسطينية المسلحة في تنفيذ عملياتها هناك، وفي الجبهة الشمالية، تتواصل المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، في حين يستهدف الحوثيون بصواريخهم وطائراتهم المسيرة الدولة الإسرائيلية من البحر الأحمر.

وتتجه أنظار جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو مناطق جديدة في قطاع غزة، حيث يُشير إلى تجميع القوات باتجاه الجنوب، ويُعتبر الهجوم على الجزء الشمالي من غزة الخطوة الأولى المحتملة ضمن عملية برية طويلة، وفقًا لتصريحات مايكل ميلشتين، الرئيس السابق لقسم الشؤون الفلسطينية في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، والذي يعمل حاليًا في مركز "موشيه ديان" لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب.

وأكد ميلشتين قائلاً: "بالطبع، سنواصل الهجوم، في البداية، سيكون التوجه نحو مخيمات اللاجئين في الجزء الجنوبي من غزة، ثم نحو مدينتي خان يونس ورفح، متبوعًا بمحاولة احتلال وتطهير غزة من تواجد حماس".

وبالرغم من العمليات العسكرية التي تم تنفيذها في قطاع غزة والتي قد تكون متوقعة في الأيام المقبلة، يظهر أن الجهود المبذولة لتدمير حركة المقاومة الفلسطينية التي تتمتع بعلاقات عميقة مع السكان قد لا تكون ناجحة، وفقًا لتقديرات المجلة.

وفي تصريحاته، أشار ميلشتين إلى أنه من غير المرجح أن يتم القضاء على حماس، مشيرًا إلى طابعها الفكري والإيديولوجي، ومع ذلك، يبدو أن آيديولوجية حماس ستتعزز أكثر، خاصة بعد وفاة أكثر من 12 ألف فلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي، أما في حالة الهزيمة المحتملة لحماس، يمكن للحركة الفلسطينية الزعم بالتزامها السياسي والتخلي عن الجانب المسلح، لكن التقدير الأكثر سلبية هو استمرار حماس كقوة سرية تسعى للتأثير على أي تسوية محتملة في غزة.

ويشير التقرير إلى أن إسقاط حماس في غزة سيؤدي إلى ثغرة في السلطة، ويبدو أن نتنياهو رفض أي فرصة لعودة السلطة الفلسطينية أو إشراف دولي على إعادة إعمار القطاع المدمر.

ومن جانبه، أعرب كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس جو بايدن، عن تحذيرهم من إسرائيل بشأن خطأ كبير في حالة إعادة احتلال غزة، ويرى مراقبون أن إسرائيل لن تكون قادرة على القضاء على حركة حماس إلا إذا قامت بتعزيز موقفها مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

كما أنه من دون دعم هذه الجماعات الفلسطينية، التي تمثل الشريحة الرئيسية للحركة الوطنية، فإن من المرجح أن تستمر حماس والجماعات الأكثر تطرفًا في النمو والازدهار بين الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى أن إسرائيل إذا كانت جادة حقًا في القضاء على حماس، فذلك لن يتم من خلال الاعتماد على القتل وتدمير بنيتها فحسب، بل يجب أن تتخذ خطوات لمنع انتشار أفكارها وتعزيز أطراف أخرى، وأن الشعب الفلسطيني وقضيته وحركته الوطنية لن يختفيا، وأن الطريقة الوحيدة لضعف حماس بشكل فعّال على المدى الطويل هي عدم تعزيز كل من حركتي فتح وحماس في نفس الوقت، مما يحافظ على التنافس بينهما ويُجبرهما على البقاء في صراع، مما يقلل من فعالية حماس كحركة وطنية.

فمنذ البداية، سعت إسرائيل إلى دعم واستغلال حركة حماس في سياسة متهورة ومدمرة، بهدف تقسيم الحركة الوطنية الفلسطينية، وتشكلت حركة حماس على يد جماعة الإخوان في غزة خلال انتفاضة الفلسطينيين الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي في عام 1987، وقد تجاهلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرصة تقسيم الفلسطينيين بين القوميين العلمانيين والإسلاميين، مما سمح لحماس بالنمو والتنظيم.

السياسة الإسرائيلية أتاحت لحماس الفرصة لتطوير نفسها وتنظيم نفسها دون مواجهة جدية من قبل إسرائيل، مما كان بالإمكان قمعه بشكل فعال في المرحلة الأولى، كما أن حماس وصلت إلى قوتها القصوى في عام 2007، حينما اندلعت مواجهات بينها وبين حركة فتح، وقامت حماس بطرد فتح والسلطة الفلسطينية من غزة بالقوة، وهو ما أدى إلى تفاقم الصراع الداخلي في فلسطين.

حماس حركة حماس الغزو البري لغزة حرب غزة العدوان على غزة

مواقيت الصلاة

الخميس 09:27 مـ
5 جمادى أول 1446 هـ 07 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:45
الشروق 06:14
الظهر 11:39
العصر 14:42
المغرب 17:04
العشاء 18:23
more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info...
البنك الزراعى المصرى
banquemisr