«طوفان الأقصى مستمر».. هل اقترب نتنياهو من الاستقالة؟
عبده حسن مصر 2030تطالب أصوات كثيرة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالاستقالة، بهدف استعادة الثقة وتوحيد الشعب وراء زعيم آخر، ويتطلب قرار الاستقالة ضمانات قانونية وسياسية محددة.
ووفقًا لفيلدمان في مقال نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة انخفاض ثقة ما يقرب من 80% من المواطنين الإسرائيليين في نتانياهو.
فبحسب دراسة حديثة من مركز فيتربي لدراسة الرأي العام والسياسة في معهد الديمقراطية الإسرائيلي، يثق 7% فقط من الجمهور الإسرائيلي برئيس الحكومة أكثر من قادة الجيش في إدارة الحروب.
وهذه الأرقام تعكس مستوى منخفض للثقة برئيس الوزراء، الأمر الذي يصبح حرجًا بشكل خاص في هذا السياق.
وفي سياق الثقة في الحكومة، هناك ثلاثة جوانب رئيسية وهي، ثقة المواطنين في إرادة الحكومة، وثقتهم في نزاهتها، وثقتهم في قدرتها على أداء واجباتها.
وبعيدًا عن ضعف الثقة في القدرة الدولية على توفير الأمان للمنطقة الجنوبية في 7 أكتوبر، يؤكد النقاش العام حول نتانياهو يدور حول الشكوك في الإرادة والنزاهة، خصوصًا فيما يتعلق بتعامله مع القضايا العسكرية بطريقة تتجاوز الاعتبارات السياسية والائتلافية.
كما أن تأخير نتنياهو في تشكيل حكومة الطوارئ وتصريحه الذي يفرض مسؤولية رئيس جهاز الأمن العام شاباك ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية أمان، والتجاهل لخبراء في المناصب العليا، وسياساته الخطرة في الميزانية والقطاعات، واستمرار وجود العناصر المتطرفة في الحكومة.
ويبدو أن المشكلة الأساسية مع نتنياهو ليست غياب الكفاءة، بل هي عدم الثقة في النزاهة والإرادة للمساعدة.
مما يوضح لماذا يفضل الكثيرون رحيله، على الرغم من خبرته الطويلة، ولكن لا يميل نتانياهو لاتخاذ هذه الخطوة الآن، مما يعني أن تحقيقها يتطلب إجراءات سياسية أو احتجاجات عامة، والتي قد تعرقل دعمه خلال فترة الحرب وتُشكل تحديًا للوحدة الإسرائيلية المطلوبة في مثل هذه الظروف.
وفي ضوء الأحداث الحالية، يظهر أن الخطوة التي يمكن لنتانياهو اتخاذها لاستعادة الثقة الضرورية وتوحيد الشعب خلف زعيمه خلال فترة الحرب هي الإعلان عن استقالته المستقبلية مُسبقًا بطريقة تعتمد على أسس قانونية محددة.
وحتى الآن، يبدو أنه لا يعتقد أحد تقريبًا، سواء من اليمين أو اليسار، أن نتانياهو سيظل في منصبه بعد انتهاء الحرب، فقد يكون إعلانه مُسبقًا عن الاستقالة مفيدًا بشكل متعدد لثقة الجمهور في نتنياهو نفسه.
وعندما يُقنع المواطنين برحيل نتنياهو، سيقلل الخوف من خلط الأوراق السياسية بالمصالح المهنية، مما سيقلل إلى حد كبير من الضغوط السياسية المفروضة عليه.
وسيصبح نتنياهو أقل عُرضة للاستغلال من قِبل شركائه المتطرفين، مما قد يمكنه من اتخاذ إجراءات فعّالة بشكل أكبر، وتعيين الأشخاص الأكثر كفاءة دون مراعاة الولاءات السياسية.