«مأساة من رحم مأساة».. «الأطفال الخدّج» ضحايا من نوع آخر لحرب غزة
عبده حسن مصر 2030يواجه بمستشفى الشفاء في مدينة غزة، الرضع حديثي الولادة خطر الموت بسبب حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي، فتعاني المستشفى من نقص حاد في الإمدادات والموارد الطبية الأساسية.
ويتناوب المسعفون بشكل متواصل، ويعملون بجهد كبير لرعاية هؤلاء الرضع، لكن الوضع المتدهور يُهدد بحياتهم نتيجة نقص الكهرباء، المياه، الغذاء، العقاقير، والمعدات الطبية.
وقد أكدت مصادر طبية أنه أمس كان هناك 39 طفلاً، أصبحوا 36، وغير معروف كم من الوقت يمكنهم أن يبقوا على قيد الحياة، فممكن فقد طفلين آخرين اليوم أو خلال ساعة
كما يجب وضع الأطفال المبتسرين والذين يقل وزن الواحد منهم عن 1.5 كجم، وفي بعض الحالات قد يكون وزن الواحد منهم 700 أو 800 جرام فقط، في حضّانات يمكن من خلالها تنظيم درجة الحرارة والرطوبة، بحسب حاجة كل حالة.
وذكرت مصادر طبية أنهم اضطروا إلى نقلهم إلى أسِرة عادية بسبب نقص الكهرباء، ووضعوهم جنبًا إلى جنب، محاطين بعبوات الحفاضات وصناديق ورقية تحتوي على شاش معقم وأكياس بلاستيك، موكدين، أن هذا كان غير متوقع نهائياً وضع 39 طفلاً جنباً إلى جنب على السرير، كل منهم مصاب بمرض مختلف، وفي ظل نقص شديد في الفريق الطبي، وفي الحليب.
ويذكر أن درجة حرارة الأطفال الرضع منخفضة بشدة ودرجة الحرارة غير مستقرة، بسبب انقطاع الكهرباء، وتنتقل الفيروسات بينهم، وتضعف مناعتهم بشدة.
فلم تعد هناك أي وسيلة لتعقيم الحليب ومصاصاته وفقا للمعايير الواجبة، ولذلك أصيب البعض بالتهابات في المعدة، ويعانون من الإسهال والقيء، ما يعني احتمال إصابتهم بجفاف حاد.
وأكد مصدر طبي أن تعرض حياة الأطفال الرضع للخطر، فهم في وضع سيء جداً يتعرضون فيه للقتل ببطء ما لم يتدخل أحد لضبط أو تحسين وضعهم، حيث أن هذه أنواع حرجة جداً من الحالات ويتعين التعامل معها بحذر شديد، ويتعين العناية بكل واحد منهم بطريقة خاصة جداً، وحالياً هم جميعاً في مكان مفتوح، كلهم معًا، كما أن الحفاظ على سلامة الأطفال يحتاج إلى الكهرباء لتشغيل الحضانات ومعقم مناسب للحليب والمصاصات والعقاقير وأجهزة الدعم، في حالة إصابة أي منهم بقصور في الجهاز التنفسي، فالوضع مروع بالنسبة للأطباء وطاقم التمريض المسؤول عن الأطفال المبتسرين والمؤلف من أربعة أفراد فقط.
في حين يقول الاحتلال الإسرائيلي إن مستشفى الشفاء يقع فوق أنفاق بها مقرات لمقاتلي حماس الذين يتحملون مسؤولية ما يتعرض له المستشفى من محنة لاستخدامهم المرضى دروعاً بشرية، وهو ما تنفيه حماس.
وأمس الاثنين، أعلنت وزارة في غزة أن حصيلة الوفيات في مستشفى الشفاء في غزة ارتفعت إلى 32 قتيلاً، منذ نهاية الأسبوع بسبب نفاد الوقود في المجمع الطبي.
وقال وكيل وزارة الصحة يوسف أبو ريش إن كافة المستشفيات في شمالي القطاع خرجت من الخدمة بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء والنقص في اللوازم الطبية.
في حين أكدت منظمة الصحة العالمية إن 2300 شخص على الأقل، بينهم مرضى وعاملون في الكادر الطبي ونازحون هربوا من القتال، يقيمون الآن داخل مجمع الشفاء الطبي.
وفي السياق ذاته أوضح مدير المستشفى أن لديهم أكثر من 150 قتيلاً داخل المستشفى وضعها بائس تماماً، وهناك جثث تحللت تنبعث منها روائح كريهة، موكداً: تواصلت مع الصليب الأحمر لدفن الجثث، وكانت هناك موافقة لدفنها اليوم الساعة الثانية ظهراً، ولكن في الساعات الأخيرة قالوا: لا يوجد تنسيق اليوم ولا يمكنكم دفن هذه الجثث.
والجدير بالذكر أن مجمع الشفاء الطبي في غزة يشهد حصاراً مكثفاً من مدفعية قوات الاحتلال الإسرائيلي، والطائرات المسيرة دون طيار والتي تستهدف كل من يتحرك في محيطه بالرصاص والصواريخ، في ظل صعوبات بالغه لإخلاء المستشفى.