”متواطئة في أعمال الإبادة”.. مذكرة من سفراء فرنسا تنتقد موقف بلادهم ”المنحاز لإسرائيل”
مارينا فيكتور مصر 2030أدت السياسة الخارجية التي اعتمدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تجاه إسرائيل، ومقاربته للحرب في غزة إلى ما يشبه ثورة بين السفراء في الشرق الأوسط.
تغير في الموقف الفرنسي
ووجه العشرات من الدبلوماسيين الفرنسيين في الشرق الأوسط والمغرب العربي "مذكرة مشتركة" إلى وزارة الخارجية، أعربوا فيها عن استيائهم وعدم رضاهم من الموقف الفرنسي المؤيد لإسرائيل، بشكل "لم يسبق له مثيل في الدبلوماسية الفرنسية تجاه العالم العربي"، وفق ما نقلته الصحف الفرنسية، اليوم الثلاثاء.
عدم الثقة
وأعرب الدبلوماسيين عن أسفهم للتحول المؤيد لإسرائيل الذي اتخذته باريس في الحرب بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
وبينت المذكرة "أن عدم الثقة بفرنسا أصبح عميقا في العالم العربي ويمكن أن يستمرّ طويلاً".
إلى ذلك، رأى السفراء والدبلوماسيون الموقعون أن "خطاب فرنسا القائم على الإنسانية يتناقض مع المقاربة الجديدة"، التي عكسها موقف ماكرون غير المتوازن تجاه الحرب الإسرائيلية الفرنسية.
وجاء في المذكّرة الجماعية أن "فرنسا تُتّهم أحيانا" في بعض الدول العربية "بأنها متواطئة في أعمال الإبادة" التي تقوم بها إسرائيل، وقد وصلت النقمة عليها إلى حدّ تهديد أحد السفراء الفرنسيين العاملين في المنطقة بالقتل.
تململ وامتعاض
وتتشابه كواليس وزارة الخارجية الفرنسية، إلى حد بعيد ما جرى أيضا في الخارجية الأمريكية.
ما دفع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس، إلى الإقرار بوجود خلافات داخل وزارته حول نهج إدارة الرئيس جو بايدن تجاه الحرب بين إسرائيل وحماس.
إذ وجه رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موظفيه اعترف فيها أن "بعض العاملين في الوزارة ربما يختلفون مع النهج الذي نتبعه أو لديهم آراء بشأن ما يمكن تحسينه".
كما أقر بوجوب فعل المزيد من أجل الحد من معاناة آلاف الفلسطينيين في غزة.
أتى ذلك، بعدما تلقى بلينكن مذكرة داخلية وقعها موظفون في الوزارة تدعو إدارة بايدن إلى تغيير سياستها إزاء الحرب في غزة، معتبرة أن إسرائيل ترتكب "جرائم حرب" في القطاع المحاصر.
ومنذ تفجر الصراع في السابع من أكتوبر إثر تسلل مقاتلي حماس إلى مستوطنات وقواعد عسكرية في غلاف غزة، اتخذت واشنطن موقفا داعما بقوة لإسرائيل، مؤكدة حقها في الدفاع عن نفسها، رافضة تحميل تل أبيب أي مسؤولية عن ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في غزة.
كذلك حذت باريس نفس الحذو، متبعة خطابا مماثلا لواشنطن، لناحية حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.