بـ”ورق القصدير”.. محاولات لإنقاذ حياة عشرات الرضع في غزة بعد نفاذ الوقود
مارينا فيكتور مصر 2030لجأ الأطباء والطواقم الصحية في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة، إلى استخدام "أوراق القصدير"، مع نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
واعتبر الأطباء أن استخدام أوراق القصدير حل مؤقت لإنقاذ حياة الأطفال الخدج، وذلك بعد توقف عمل الحاضنات، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
ووضع الأطباء رقائق القصدير حول كل سرير يوجد فيه عدد من الأطفال المبسترين (الذين ولدوا قبل الموعد الطبيعي)، وذلك كحل مؤقت للمحافظة على حرارة أجسادهم، ومنع موتهم من البرد، بعد توقف عمل الحاضنات التي كانت تقوم بتلك المهمة.
وحتى موعد نشر التقرير، فجر الثلاثاء، فقد توفي 3 رضع خدج من أصل 39 طفلاً في مجمع دار الشفاء، الذي يعتبر أكبر مستشفى في قطاع غزة، وذلك بسبب نفاد الوقود وتوقف عمل الحضانات، بحسب مسعفين فلسطينيين.
وتوفي 32 مريضا منذ نفاد الوقود من مولد الطوارئ في مستشفى دار الشفاء منذ السبت، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وتتهم إسرائيل مسلحي حركة حماس، باستخدام ذلك المجمع الطبي "كغطاء لشبكة أنفاق تحت الأرض".
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يقاتل المسلحين في المنطقة المحيطة بالمستشفى، والتي تفتقر إلى الكهرباء والماء والغذاء والأدوية.
وقال الدكتور أحمد المخللاتي، وهو جراح في مجمع دار الشفاء، إن الأطفال المبتسرين، الذين عادة ما يوضع كل واحد في حاضنة لوحده، "جرى تجميع كل 8 منهم في سرير واحد محاط بأوراق القصدير، لمنحهم الدفء اللازم قدر الإمكان".
وأضاف أن المستشفى تحت "الحصار الكامل"، موضحا أنه وبعد وفاة 3 أطفال، "نتوقع أن نفقد المزيد منهم يوما بعد يوم".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، إن حكومته "عرضت تزويد مستشفى دار الشفاء بالوقود، لكن حركة حماس رفضت استلامه"، وهو ما نفته حماس.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن القوات "تركت 300 لترا، من الوقود لتشغيل مولدات الطوارئ عند مدخل المستشفى، لكنهم قالوا مرة أخرى إن حماس منعت استلامه".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاجاري، في وقت لاحق إن "جيش الدفاع الإسرائيلي سيساعد في إجلاء الأطفال من المستشفى"، في حال طلب العاملون في مجمع دار الشفاء ذلك.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن "السلطات الإسرائيلية اتصلت بمدير مستشفى دار الشفاء وعرضت على المستشفى 300 لتر من مادة الديزل، وطلبت منهم إرسال شخص للخروج لاستلامها".
وأضافت أن "مدير المستشفى رفض العرض، خوفًا من أن يكون الأمر خطيرًا للغاية"، وطلب إدخال الوقود عبر الصليب الأحمر، وهو ما رفضته إسرائيل.
ونفت إسرائيل التلميحات بأن طواقم المستشفى سيتعرضون للهجوم إذا قاموا باستلام الوقود.
وردا على سؤال بشأن الوقود وعمليات الإجلاء، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إنه "لم يتم إبلاغهم بأي آلية لنقل الأطفال إلى مستشفى أكثر أمانا".