لجأ إلى حليفه «بوتين».. كيف يحمي «إبراهيم تراوري» نفسه من الانقلابات في بوركينافاسو؟
عبده حسن مصر 2030لا يزال الرئيس المؤقت لبوركينا فاسو إبراهيم تراوري يتوخى الحذر منذ محاولة الانقلاب عليه في نهاية سبتمبر الماضي.
فقد يحاول رئيس المجلس العسكري الحاكم إلى توفير الحماية لنفسه ولنظامه، فلجأ إلى حليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فوجد إبراهيم تراوري في الدعم الروسي أفضل سلاح لمواجهة خطر الانقلابات العسكرية الممكنة في البلاد، وموسكو لم ترد من طلب العون، وأرسلت له بالفعل الرجال الأوائل للمساعدة في تثبيت أركان حكمه.
وإبراهيم تراوري هو ضابط عسكري من بوركينا فاسو ولد في عام 1988، وهو القائد المؤقت لبوركينا فاسو منذ 30 سبتمبر 2022،
وأحد الضباط الشباب الذين أطاحوا بالرئيس المنتخب روش مارك كريستيان كابوري في 24 يناير 2021، لكن داميبا تصدر المشهد وحكم البلاد، قبل أن ينقلب عليه أصدقاؤه في وقت لاحق.
ولم يكن وجه القائد الشاب إبراهيم تراوري معروف قبل أن يستولي على السلطة في بوركينا فاسو إثر الانقلاب الأخير.
وكان إبراهيم صبيا خجولا لكنه ذكي في المدرسة، وهو ما يجعله أصغر رئيس دولة في العالم قبل الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، 37 عاماً.
وقد التحق تراوري بجامعة واغادوغو عام 2006، وتخرج على رأس فصله بشهادته في الجيولوجيا الأساسية والتطبيقية، وبعد ثلاث سنوات قرر الانضمام إلى القوات المسلحة في بوركينا فاسو.
وبعد انقلاب أكتوبر الماضي، انضم تراوري إلى صفوف عدد من قادة الانقلابات الآخرين في أفريقيا، وأبرزهم العقيد الغيني مامادي دومبويا، المولود عام 1981، والعقيد المالي عاصمي غوتا 39 عاماً.
واكتسب الكابتن تراوري خبرته العسكرية الأولى من خلال محاربة الجهاديين في مالي، حيث كان يخدم ضمن قوة الأمم المتحدة هناك، ويقال إنه أبدى شجاعة في مواجهة هجوم معقد شنه المسلحون عام 2018 في منطقة تيمبوكتو التي تشتهر بمبانيها العتيقة.
في العام التالي، شارك في عملية عسكرية أطلق عليها اسم حركي هو أوتابوانو في شرق بوركينا فاسو المضطرب على مدى سبعة شهور، كما خدم أيضا في سرية للجيش ببلدة ماركوي في منطقة الساحل الشمالية، وشارك في عدة عمليات هناك.
ويقال أن تراوري مقرب من رجاله، يتحلى برباطة الجأش والشجاعة، لم يستطع أبدا أن يفوت أكثر من 6 أشهر دون أن ينضم إلى إحدى سرايا الجيش.
لكن الكابتن تراوري ليس جنرال حرب يحمل أوسمة عسكرية، فهو فقط ضابط برتبة كابتن درس في أكاديمية عسكرية محلية والتحق بالجيش في عام 2009، وتلقى تدريبات في سلاح المدفعية بالمغرب.
اختار المجال العسكري بعد أن أكمل دراسته في مدينة بوبو-ديولاسو، ثاني أكبر مدن بوركينا فاسو، ووصفته بعض التقارير بأنه كان تلميذا خجولا ومتحفظا إلى حد ما ولكن في الوقت نفسه ذكيا للغاية.
ويجد الكابتن تراوري نفسه في مركز اهتمام دولي، ولا سيما بعد أن ذهب البعض إلى حد تشبيهه بزعيم بوركينا فاسو الثوري توماس سانكارا - وهو أمر ليس مستغربا في بلد يتطلع أهله إلى منقذ، بعد عقود من سوء الحكم.
وفي وقت سابق، قال تراوري إن بلاده لديها تاريخ مشترك كبير مع روسيا، موجهاً الشكر لموسكو لأنها دائمة التذكير بالدور الأفريقي ودور شعوب القارة، ولدينا أبعاد وآفاق مشتركة واعدة وأتمنى بأن هذه القمة تمكننا من إقرار المنظومة العالمية العادلة وإقامة جسور التعاون بين دولنا، فأفريقيا قارة فقيرة وتضطر لطلب المساعدة من الخارج رغم أنها غنية بالموارد، لذلك نعتزم إقامة الاتصالات والشراكات لتنمية دولنا، متابعاً: أنا أتحدث باسم جيل الشباب.. هذا الجيل يضطر أحيانا لعبور بحار ومحيطات كي يصل لأطراف أخرى في العالم من أجل حياة أفضل.