8 نوفمبر 2024 00:35 5 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

«ملاجئ يوم القيامة».. تجارة الحروب الرائجة للحماية من التهديدات الكارثية

ملاجئ يوم القيامة
ملاجئ يوم القيامة

أفادت شبكة "بي بي سي" البريطانية بأن شركات إنشاء الملاجئ تعمل على تطويرها بشكل يتناسب مع التوتر المتزايد والنزاعات العالمية، حيث تهدف إلى جعل هذه الملاجئ أكثر راحة وملاءمة للبقاء فيها لفترات طويلة، وذلك من خلال استثمارات تصل إلى ملايين الدولارات.

أشارت الشبكة إلى أن انتشار مفهوم ملاجئ "يوم القيامة" يعكس اهتمامًا متزايدًا بفكرة تعزيز التحصينات لمواجهة سيناريوهات مثل الزلازل، والكوارث الطبيعية، والحروب، والهجمات النووية، التي قد تشكل تهديدًا للجميع.

وفقًا لتقرير الشبكة، تظهر الملاجئ الحديثة تبنيها من الحديد الصلب الخالص، تحت الأرض بعمق يزيد عن 3 أمتار لتوفير حماية فعالة للسكان من القنابل.

وأوضح النقل أن عدة دول، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة وسويسرا وكندا والسويد، تعمل على بناء نماذج مماثلة لهذه الملاجئ منذ سنوات.

وأكدت شركة "رايزنغ إس" الأمريكية، الخبيرة في بناء الملاجئ لأكثر من 20 عامًا، أن الطلب على خدماتها ارتفع بشكل كبير، حيث زاد بمعدل 10 أضعاف منذ دخول الجيش الروسي إلى أوكرانيا، كما تقدم الشركة مجموعة واسعة من الملاجئ بأسعار تتراوح بين 40 ألف دولار وأكثر من 8 ملايين دولار.

ويعمل مطورو هذه المرافق على توفير بيئة تحت الأرض شاملة، تتضمن أطباء، ومعلمين، وفصول دراسية، وحدائق، وعيادات طبية، ومنتجعات صحية، وصالات رياضية، كما يوضح التقرير أن بعض الملاجئ يمكن استيعاب حوالي 44 شخصًا، مع توفير مؤونة لكل ساكن تكفي لمدة عام أو أكثر.

وتشير الشركة المذكورة إلى أن الطلبات لبناء الملاجئ تأتي من دول متعددة، بما في ذلك المملكة المتحدة، وسويسرا، والدنمارك، وإيطاليا، وألمانيا، وكندا، وغيرها.

وتؤكد الشركة أن قائمة عملائها تشمل شخصيات بارزة في مجالات السياسة، والفن، والرياضة، وشركات التكنولوجيا، ومن بين زبائنها أيضًا الجيش الأوكراني، الذي يتعامل معها في هذا المجال منذ عام 2019.

تفيد الشبكة بأن "قانون الدفاع المدني" الإسرائيلي يفرض ضرورة توفير ملاجئ مضادة للقنابل في المنازل والمباني السكنية والمنشآت الصناعية، بهدف حماية الإسرائيليين من خطر الصواريخ عند انطلاق صفارات الإنذار، وتشير إلى أن إسرائيل اعتمدت قانونًا جديدًا منذ عام 1993 يلزم المستثمرين العقاريين بإنشاء غرف محصنة تعرف بـ "مماد".

وتوضح أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الملاجئ في إسرائيل، وهي "مماد"، وهي غرفة محصنة في كل شقة، و"مماك"، وهو ملجأ جماعي في مبنى خاص كالعمارات السكنية لجميع سكان المبنى، و"ميكلت"، وهو ملجأ جماعي عام خارج المباني في الشارع العام، بالإضافة إلى الملاجئ تحت الأرض.

ويكون معظم الملاجئ عبارة عن غرف محصنة تشبه القبو، مُبنية من الخرسانة المسلحة، مع نوافذ ثقيلة وأبواب فولاذية، وتتوفر بها مقابس كهرباء وأنظمة تهوية لحماية سكانها من انفجار الصواريخ، وتشير التقارير إلى أن عدد الملاجئ في إسرائيل يبلغ أكثر من مليون ملجأ.

ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، هناك خيار آخر أقل تكلفة يمكن بناؤه وفقًا لقانون الحكومة، وهو قفص فولاذي داخل غرفة موجودة بالفعل في المنزل، مغطى بطبقة إضافية من الأسمنت، حيث يجد نحو 60% من الإسرائيليين أنفسهم بدون ملجأ خاص، مما يضطرهم للاستفادة من الملاجئ العامة.

وتشير الوسائل إلى وجود الدَّرَج أو السُلّم كخيار آخر لأولئك الذين لا يمتلكون غرفة آمنة أو ملجأ من القنابل، حيث يكون غالبًا مصبوبًا من الخرسانة ومحاطًا بأعمدة للحفاظ على استقرار المبنى، مما يجعله المكان الأكثر أمانًا في المنزل.

أوضح الخبير العسكري هلال الخوالدة في تصريحات لشبكة "بي بي سي" أن إسرائيل تدرك في السنوات الأخيرة أن بعض الملاجئ لم تعد صالحة لمتطلبات الحماية من الهجمات بالصواريخ والقصف. وبناءً على ذلك، تم إجراء صيانة لبعض الملاجئ وتطوير آخرين لجعلها تتناسب مع متطلبات الوقاية، مما يجعلها تشبه نماذج ملاجئ "يوم القيامة".

وأضاف أن الحاجة لإنشاء ملاجئ تزداد في المناطق المحاذية لقطاع غزة جنوبًا وعلى الحدود مع لبنان شمالًا، نظرًا لكونها مناطق تشهد نشاطًا عسكريًا، وأشار إلى أن توسع الصراع أدى إلى زيادة الحاجة إلى مرافق الحماية في المدن الكبيرة التي تتعرض لهجمات صاروخية، مثل القدس وتل أبيب، وأكد أن إسرائيل أطلقت مشاريع لتحديث الملاجئ، خاصة تلك القريبة من قطاع غزة، حيث يكون للسكان هناك فقط 15 ثانية لدخول المأوى، مما يجعل من الصعب على الكثيرين، خاصة الأفراد في الفئات العمرية المتقدمة والأطفال، فتح وإغلاق الأبواب يدوياً في هذه المدة القصيرة.

تم إضافة نظام تحكم آلي لبعض أبواب الملاجئ، حيث تفتح تلقائياً عند إطلاق إنذار من قبل الجيش وتغلق لتحقيق كفاءة في الوقت. يأتي هذا في سياق تحديث الملاجئ القديمة وإنشاء مزيد منها في المناطق التي تشهد زيادة في الكثافة السكانية.

تتنوع أشكال وأحجام الملاجئ بالإضافة إلى التصاميم التقليدية، حيث يمكن تحويل بعض مواقف السيارات تحت الأرض إلى ملاجئ، وتحويل آلاف المستشفيات لتكون ملاجئ مضادة للقنابل النووية.

وأظهرت صحيفة "واشنطن بوست" وجود مدارس محاطة بالكامل بالخرسانة المسلحة ونوافذ مقاومة للتحطم، وقام المصور آدم رينولدز بتوثيق العديد من هذه الملاجئ في إسرائيل.

ويعاني سكان قطاع غزة من عدم وجود ملاجئ يحمونهم من القصف الإسرائيلي، نظرًا لصعوبة إدخال مواد البناء وتكلفتها العالية. يوجد فقط ملاجئ تابعة لـ "أونروا"، ولكن الكثيرون يلجؤون إلى مدارسها بعد الحروب، ورغم ذلك، لا يعتبرونها "آمنة تماماً"، وفقًا لتصريحات السكان.

ونظرًا للمساحة الضيقة لقطاع غزة مقارنة بعدد السكان، يكون بناء ملاجئ يستوفي الشروط في هذه المنطقة صعبًا وربما لا يوفر الحماية الكافية من القصف.

تشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عقد جلسات وزارية في ملجأ يشبه ملاجئ "يوم القيامة" المحصن تحت الأرض، وتم اتخاذ هذا القرار لتفادي التجسس المحتمل وتسريب المعلومات.

ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تم عقد الاجتماعات في ملجأ مضاد للهجمات النووية بتكلفة تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، ويتيح التحمل الكامل لأنواع متعددة من الهجمات بما في ذلك الهجمات النووية.

يحتوي الملجأ على قاعات وغرف إقامة وقيادة، ويعتبر مكانًا مخصصًا لإدارة الدولة في الأزمات، خاصةً خلال الحروب والكوارث الطبيعية.

وتم تصميم الهياكل المحصنة لتتحمل ضربات نووية، مع توفير نظم للطاقة وتنقية المياه والهواء من المواد الكيميائية والبيولوجية.

ملاجئ يوم القيامة ما هي ملاجئ يوم القيامة صور ملاجئ يوم القيامة تجارة الحروب

مواقيت الصلاة

الجمعة 12:35 صـ
5 جمادى أول 1446 هـ 08 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:46
الشروق 06:15
الظهر 11:39
العصر 14:41
المغرب 17:03
العشاء 18:22
more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info... more info...
البنك الزراعى المصرى
banquemisr