مقبرة للأطفال.. ”ندوب خفية” تصيب أطفال غزة و”تلاحقهم طيلة حياتهم”
توجد كلمات يمكنها وصف ما يعيشه أبناء قطاع غزة، ولا سيما الأطفال، فتجربة الحرب بالنسبة لطفل صغير "قاسية ومخيفة للغاية".
"ندوب في مقبرة الأطفال"
واليوم مع تجدد الحرب في غزة، يعيش الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع مأساة، تحت قصف مستمر وأوضاع إنسانية صعبة.
واندلعت الحرب الجديدة بغزة بعد هجوم حماس على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، واختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أعقبته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة 11078 قتيلا، بينهم 4506 طفلا.
ويعد سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من بين السكان الأصغر سنا في العالم، ونصفهم تقريبا تحت سن 18 عاما، وفقا لمكتب المراجع السكانية غير الربحي في واشنطن.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قبل أيام، غزة بأنها تحولت إلى "مقبرة للأطفال".
وفيما تحذر المنظمات الأممية والصحية من الأوضاع الأمنية والإنسانية الصعبة بالقطاع، يدق باحثون ناقوس الخطر أيضا بشأن "الندوب الخفية" التي تلحق الأطفال الناجين لبقية حياتهم.
صدمات لها تأثير عميق
ويقول باحثون إن للصدمات الناتجة عن الحروب والنزاعات "تأثير عميق ودائم على الصحة العقلية للأطفال ونموهم"، مما يؤثر على "أدائهم ونظرتهم للعالم كشباب بالغين"، وفقا لـ"أن بي أر".
وتشير دراسات إلى أنه حتى الشباب الذين يبدو أنهم "شكلوا مناعة"، تجاه العنف المحيط بهم ترافقهم آثار نفسية عميقة طيلة حياتهم، ما لم يحظوا فرصة للتعافي والعلاج.
وطيلة الأعوام الماضية، وثقت العديد من الدراسات معدلات مرتفعة، بشكل غير عادي، من مشاكل الصحة العقلية والسلوكية بين شباب غزة، الذين لم يعرف معظمهم حياةً بدون تهديد بالعنف والصراع.
"اضطرابات وصدمات نفسية"
ووثقت دراسات مستويات مرتفعة لانتشار حالات الاضطراب العاطفي والأمراض النفسية بين الأطفال في غزة والضفة الغربية.
ووجدت دراسة أجريت في عام 2011 ارتفاع معدلات اضطراب ما بعد الصدمة بين الأطفال الفلسطينيين، ويشير تقرير "أن بي أر"، إلى أن التقديرات الواردة في الدراسات تتراوح مختلفة من 23 إلى 70%.
وقبيل تصاعد العنف في عام 2021، تقول يونيسف، كان ثلث الأطفال "بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع. وبدون شك، فقد ازدادت كثيرا حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي-الاجتماعي".
ووجدت الدراسة أن 80%، من الأطفال الذين شملتهم الدراسة ظهرت عليهم أعراض الاضطراب العاطفي، وأفادت بأن حوالي نصفهم بأنهم فكروا في الانتحار، وكان ثلاثة من كل خمسة أطفال يؤذون أنفسهم.
